ايزابيلا (الفيليبين)- يعمل متمردو ابي سياف على تحويل جزيرة باسيلان حيث يختبئون، الى معقل حقيقي الامر الذي يخيف الاقلية المسيحية فيها من عمليات اضطهاد جديدة من قبل المتطرفين المسلمين. ومنذ بضعة اشهر، تأثر التعايش السلمي بين الاديان الذي كان سائدا لفترة خلت بعمليات خطف مسيحيين مما دفع ابناء هذه الطائفة الى التصرف بعقلية المحاصرين والى تشكيل مجموعات للدفاع الذاتي.
ويزيد عدد سكان جزيرة باسيلان عن النصف مليون نسمة بقليل 65% منهم مسلمون و35% مسيحيون.
ويمثل المسيحيون الذين يتبوأون مناصب مرموقة، الهدف الرئيسي لجماعة ابي سياف التي تتهمها حكومة مانيلا بانها عصابة لصوص تعمل من اجل الحصول على فدية تحت ستار الرغبة في انشاء دولة اسلامية.
وقد ادت اخر عملية قام خلالها المتمردون بخطف عشرين شخصا بينهم ثلاثة اميركيين من مجمع سياحي فخم في 27 ايار/مايو في جزيرة بالاوان (غرب الفيليبين)، الى تصعيد التوتر.
وقد نقلت جماعة ابي سياف الرهائن الى جزيرة باسيلان. ونجحت هذه الجماعة حتى الان باستثناء بعض الاشتباكات، في الافلات من الجنود الفيليبيين الخمسة الاف الذين يلاحقونها. واكثر من ذلك، فقد تمكنت جماعة ابي سياف من خطف 19 رهينة جديدة.
وقد قطع الخاطفون رؤوس اربعة فيليبيين ويبدو ان احد الاميركيين واجه المصير نفسه وان لم يعثر على جثته حتى الان.
وبالنسبة لمسيحيي جزيرة باسيلان فان هذه الاعمال الوحشية ليست جديدة. فمنذ التسعينات خطفت المجموعة الاسلامية خمسة كهنة كاثوليك وراهبتين وعشرات المدنيين المسيحيين. وبالنسبة لهؤلاء ادى عدم دفع فدية للافراج عنهم، بشكل عام الى قتلهم.
واعدم المتمردون العام الماضي خصوصا كاهنا كاثوليكيا هو الاب رهويل غاياردو واثنين من المعلمين المسيحيين. وفرضوا ايضا رحيل مبشرين مسيحيين وازالة شعارات مسيحية. وامام هذه التهديدات اضطر اسقف باسيلان على مغادرتها العام الماضي.
واوضح الاب مارتن جومواد الذي يدير الابرشية في غياب الاسقف ان مسيحيي باسيلان يشعرون بتوتر كبير.
وقال "لم يتلقوا جميعا تهديدات ولكنهم يشعرون بالخطر باستمرار". واضاف ان الكثير من العائلات المسيحية غادرت باسيلان خصوصا العائلات الميسورة التي تمثل بالتالي قوة استثمارية.
واكد الاب جومواد ان الغالبية الكبرى من المسلمين تبدي عداوة تجاه المسيحيين.
وقال ايضا "يعلنون اجمالا ان باسيلان تعود لهم وعلى المسيحيين ان يرحلوا. نسمع هذا الامر عادة في المدرسة وفي الشارع". وتغذي الرفاهية النسبية التي يتمتع بها المسيحيون شعور الضغينة لدى المسلمين، ولم تتردد جماعة ابي سياف في التعرض لمدرسين واطباء بالرغم من ان هؤلاء يقدمون المساعدات للمسلمين.
وقال عنصر مسيحي مسلح ان مسلمين قاتلوا الى جانبه ضد جماعة ابو سياف. لكنه يقول بان بعض القرويين المسلمين يلعبون لعبة مزدوجة باعلانهم الولاء لحكومة مانيلا في حين انهم يقدمون المساعدة في الوقت نفسه للمتمردين. (أ ف ب بقلم ميناردو ماكاريغ)