&اعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول اليوم عن تأييده ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية للاشراف على المراحل المقبلة في تطبيق تقرير ميتشل. واوضح باول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع
باول وعرفات
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية "اظن انه اذا توصلنا الى الاجراءات الهادفة الى تعزيز الثقة يجب نشر مشرفين ومراقبين حتى يتمكنوا من الذهاب الى نقاط الاحتكاك والقيام بعمليات مراقبة مستقلة". وكان باول يشير في حديثه عن اجراءات تعزيز الثقة الى المرحلة الثالثة من تقرير لجنة ميتشل حول اسباب العنف الاسرائيلية الفلسطينية، التي يفترض ان تلي وقفا لاطلاق النار وفترة تهدئة.
والتقى الوزير باول قبل ذلك وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز وشدد على الاثر على ضرورة وقف اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين "لبضعة ايام" حتى يتمكن الطرفان من الانتقال الى المراحل المقبلة الواردة في تقرير لجنة ميتشل. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بيريز بعد لقائهما في القدس، ان الاجراءات التي اوصى بها تقرير اللجنة الدولية برئاسة السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل "تبدأ بانتهاء العنف، بوقف اطلاق النار تاليا".
&وكان باول وصل الاربعاء الى القدس في اطار جولة اقليمية تهدف الى ترسيخ وقف اطلاق النار الهش بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذي بدأ تطبيقه في 13 حزيران(يونيو). والتقى باول في وقت سابق اليوم ايضا الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف.
&وينص تقرير ميتشل الذي لا يتضمن اي جدول زمني، على وقف العنف تتبعه فترة هدوء ثم مرحلة تخصص لاتخاذ اجراءات تهدف الى اعادة بناء الثقة واخيرا استئناف المفاوضات حول تسوية نهائية للصراع.
&ويسعى الفلسطينيون الى الانتقال باقصى سرعة ممكنة الى المرحلة الثانية وخصوصا المرحلة الثالثة اي مرحلة اجراءات بناء الثقة ولكن رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون يشترط قبل ذلك احتراما تاما لوقف اطلاق النار التام لمدة عشرة ايام ومرحلة تهدئة لمدة ستة اسابيع.
&واوضح باول ان "جميع الاطراف تريد الانتقال من مرحلة الى اخرى باقصى سرعة ممكنة ولكن يجب ان نكون عمليين وواقعيين فيما يتعلق بما يمكن تحقيقه في فترة زمنية محددة". اما بيريز فقد كرر من جهته بان اسرائيل "ستنفذ جميع الالتزامات العائدة اليها في تقرير ميتشل". ومن هذه الالتزامات التجميد الكامل لبناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية وهو اجراء رفضه شارون منذ البداية.
تظاهرة فلسطينية مناهضة لباول تدعو عرفات الى "عدم الرضوخ"
&
وترافقت تحركات باول مع تظاهرات فلسطينية احتجاجية جرت ابرزها في قلقيلية وغزة. وفي قلقيلية تظاهر آلاف الفلسطينيين اليوم احتجاجا على جولة الوزير باول ودعوا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى عدم الرضوخ "للضغوط". وردد المتظاهرون هتافات تطالب عرفات بعدم الرضوخ مهما كانت الضغوط. كما رفع بعض المتظاهرين صورا لباول وطالبوه بالمغادرة.
وفي غزة تظاهر الالاف اليوم بدعوة من القوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة في الذكرى الرابعة والثلاثين لضم اسرائيل مدينة القدس واعلنوا استمرار الانتفاضة ورفضهم للضغوط الاميركية على السلطة الفلسطينية. وانطلقت التظاهرة التي ضمت نحو ثلاثة الاف من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة عابرة الشوارع الرئيسية في المدينة وتوجهت الى منطقة المنطار شرق غزة قبل ان تتفرق بهدوء.
&وشارك ايضا ممثلون عن ثلاثة عشر فصيلا فلسطينيا من بينهم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس عرفات. وردد المشاركون في التظاهرة هتافات تدعو "للاستمرار في الانتفاضة الشعبية حتى التحرير" ومواصلة مقاومة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني". ونددوا بزيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى المنطقة ورددوا شعارات تقول "لا لا لباول لا للضغوط الاميركية".
&وقال اسماعيل هنية احد قادة حركة حماس الذي شارك في التظاهرة للصحافيين "ان باول لن يجلب للمنطقة اي جديد" معبرا عن خشيته من "ان يكون باول قد جاء لاعطاء الضوء الاخضر للصهاينة من اجل التمادي في عدوانهم ضد شعبنا الفلسطيني".
&واكد هنية ان "هدف المسيرة والتظاهرة هو التأكيد للعالم اجمع ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية" مشددا في الوقت نفسه على ان "الشعب الفلسطيني موحد ومصمم على المضي في انتفاضته وكفاحه وجهاده حتى تحرير فلسطين واسترداد مقدساته".
وقال احد المشاركين رفض ذكر اسمه لوكالة فرانس برس "اننا نرفض الضغط الاميركي على سلطتنا الوطنية لوقف الانتفاضة".
&واحرق عدد من الملثمين الذين ارتدوا اكفانا بيضاء و بعضهم ارتدى زيا عسكريا موحدا، اعلاما اسرائيلية خلال التظاهرة كما احرقوا نعشا مصنوع من الورق المقوى كتب عليه اتفاقات اوسلو وواشنطن وتقرير لجنة ميتشل ووثيقة جورج تينت (مدير وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية).
&ورفع المشاركون في التظاهرة اعلاما فلسطينية ورايات القوى الفلسطينية وحزب الله اللبناني وصورا للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشهداء الانتفاضة كذلك حملوا رايات كبيرة كتب على احداها "القدس لنا الى الابد وعلى المحتل ان يرحل من ارضنا".
&وقد احتلت اسرائيل القدس وضمتها في حزيران(يونيو) 1967.(ا ف ب)