عمان: انتهت الازمة بين الاردن وقطر مع اعلان عمان عن مغادرة ابراهيم غوشة المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مطار الملكة علياء حيث كان عالقا منذ اسبوعين بعد رفض الاردن دخوله اراضيها، متجها الى بلد غير عربي، الامر الذي لاقى استهجان حركة حماس التي طالبت الاردن باعادته الى اراضيها. فيما لا تزال الطائرة التي اقلت غوشه من قطر الى الاردن جاسمة في مطار عمان.
وقال مسؤول اردني رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن اسمه "غادر غوشة الاردن الى بانكوك". واضاف "لقد غادر بمحض ارادته. فهذا ما كان يريده وصعد على متن طائرة متوجهة الى بانكوك". وتابع المصدر ان اليمن، الذي كان يقوم بوساطة لتسوية الازمة شاركت فيها قطر التي استقبلت غوشة منذ تشرين الثاني(نوفمبر) 1999، وافق على استقبال غوشة لكن الاخير رفض.
واكدت وكالة الانباء الاردنية "بترا" نبأ مغادرة غوشة مشيرة نقلا مصدر حكومي مسؤول الى ان غوشة "غادر مطار الملكة علياء الدولي اليوم برغبته وبمحض اراته واختياره الى دولة غير عربية"موضحة ان الحكومة ستصدر لاحقا تصريحا بهذا الشأن.
وكان غوشة (65 عاما) وهو اردني من اصل فلسطيني، وصل الى عمان بصورة غير متوقعة من الدوحة في 14 حزيران(يونيو) متحديا قرارا للسلطات الاردنية بترحيله هو وثلاثة اخرين من قياديي الحركة بعد حظر نشاطها في الاردن في تشرين الثاني(نوفمبر) 1999.
واكد وزير الاعلام الاردني صالح القلاب الاربعاء انه "لن يسمح لابراهيم غوشة بدخول الاردن الا اذا استقال نهائيا من منصبه في حركة حماس كناطق باسمها وكعضو في مكتبها السياسي وكعضو عادي فيها".
&كما طرح مسؤول اردني كبير الخيارات التي من شأنها تسوية الازمة. وقال ان على غوشة اما "الرحيل على متن نفس الطائرة القطرية التي اقلته من الدوحة الى عمان او التخلي كتابة عن اي علاقة تربطه بحركة حماس وفي هذه الحالة سيسمح له بدخول الاردن بصورة طبيعية او التنازل عن جنسيته الاردنية على ان يمنح وقتها جواز سفر اردنيا مؤقتا". وذكر المسؤول نفسه ان قادة فلسطينيين مثل نايف حواتمة زعيم الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وجورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "تخليا عن الجنسية الاردنية وحصلا على جوازي سفر اردنيين مؤقتين". واضاف انه في حال رفض غوشة هذه الخيارات يمكن محاكمته في الاردن بتهمة الانتماء الى منظمة غير مشروعة بعد حظر نشاطها في الاردن. وتابع قائلا ان "الاردن كان يدرس ايضا امكانية اسقاط الجنسية الاردنية عن غوشة".
&وعلى صعيد آخر، اتهم المسؤول نفسه قطر ب"نوايا مشكوك فيها" في هذا الملف حيث امتنعت عن ابلاغ عمان مسبقا بعودة غوشة على متن طائرة للخطوط الجوية القطرية في الوقت الذي كان يرافق فيه مسؤول حماس على الطائرة مصور تلفزيوني من محطة تلفزيون الجزيرة الفضائية القطرية. واشار الى ان ما يؤكد هذه النوايا اصرار قطر على رفض عودة الطائرة القطرية من عمان الى الدوحة وعلى متنها غوشة.
ولا تزال هذه الطائرة موجودة في مطار عمان حيث رفض الاردن السماح لطاقمها بمغادرة الاراضي الاردنية طالما لم يعد غوشة معه الى العاصمة القطرية.
&ورأى المسؤول الاردني ان "اصرار قطر على استضافة" اربعة قياديين من حماس من بينهم غوشة في تشرين الثاني(نوفمبر) 1999، كانت عمان اوقفتهم اثر اتهامهم باثارة عدم الاستقرار في البلاد، "كان يرمي الى تغطية موقفها امام الرأي العام القطري الرافض لبقاء المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة".
واستهجنت حركة حماس "تسفير" غوشة من قبل الحكومة الاردنية الى بانكوك مطالبة باعادته الى الاردن. وقالت الحركة في بيان "اننا نستهجن تسفير المهندس ابراهيم غوشة الى بانكوك في ساعة متاخرة من الليلة الماضية".
وحملت حماس "الحكومة الاردنية واجهزتها المختصة كامل المسؤولية عن حياة غوشة وامنه وسلامته" مطالبة "بالكشف الفوري عن وضعه ومكان وجوده واعادته الى بلده الاردن سريعا". واكدت حماس "تمسكها بحق غوشة واخوانه (في اشارة الى قياديي حماس الثلاثة الاخرين الذين تم ترحيلهم مع غوشة من الاردن في العام 1999) في العودة الى الاردن". واضاف البيان "ان قيادة حماس تتابع بقلق بالغ وضع غوشة على اثر ورود معلومات من مصادر رسمية اردنية تفيد بتسفيره الى بانكوك ".(ا ف ب)
&