ايلاف- بعد حوالي السنة على فشله في إنهاء اتفاق كامب دايفيد، عبر الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عن إحباطه الكبير& لتعثر مساعي السلام في الشرق الأوسط. ورفض كلينتون إعطاء العديد من المقابلات الصحافية منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) ليتحدث أخيرا في سهرة نقلت الـ"نيوزويك" في عدد الامس ما دار فيها.
ففي حفلة أقامها السفير السابق لدى الأمم المتحدة ريتشارد هولبروك وزوجته الكاتبة كاتي مارتون لمناسبة توقيع كتاب " شن حرب حديثة" للقائد السابق في الناتو ويسلس كلارك ليل الثلاثاء الماضي، انزل كلينتون سخطه على ياسر عرفات حين كشف لضيوف السفير في منزله بمنهاتن، ان عرفات اتصل لتوديعه قبل ثلاثة أيام على تركه البيت الأبيض قائلا: "أنت رجل عظيم". ليجيبه كلينتون: "أبدا.. بل أنا&الفاشل الأعظم وأنت جعلتني كذلك".
وأقر كلينتون قوله لعرفات انه بإسقاط عملية السلام لن يحصل أبدا على عرض مماثل للذي قدمه اليه باراك&تحت رعاية كلينتون في&تموز (يوليو) الماضي. مشيرا إلى ان الزعيم الفلسطيني لم يستمع إلى النصيحة ..وكان انتخاب&شارون في 6 شباط (فبراير) ليتفاقم الوضع&ويهتز اتفاق وقف إطلاق النار الذي عمل عليه تينيت قبل أسبوعين.
واسر كلينتون الحضور لحوالي الساعة في كشفه عن خفايا قصة كامب دايفيد. من بين الذين تجمعوا حول الرئيس السابق: هولبروك، كلارك وجون نيغروبونت الذي عينه بوش مكان هولبروك كسفير لدى الأمم المتحدة.
قال كلينتون على نحو يدعو للاستغراب، بأنه لم يشأ يوما إقفال ملف كامب دايفيد، لافتا إلى ان& مسألتي تعطل مسار عملية السلام والانتفاضة تسيطران على ذهنه منذ 9 أشهر.
ووصف عرفات كـ"زعيمِ عجوز" يستلذ بلعب دور الضحية ليبدو عاجزا عن صناعة اتفاق سلام نهائي.
ومضى كلينتون قائلا: "يمكنه فقط الوصول إلى الخطوة الخامسة في حين عليه ولوج الخطوة العاشرة".
غير أن الرئيس الأميركي السابق يعول آماله على الجيل الفلسطيني الشاب من للقادة متى تمكن عرفات من صناعة السلام، ربما في السنوات المقبلة.
وكشف كلينتون أيضا، على عكس ما قيل بعد كامب دايفيد، بأن ما نسف المحادثات في مراحلها الأخيرة لم يكن مسألة اقتسام القدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانما الطلب الفلسطيني الملح بـ"حق عودة" للاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل والذين غادروا البلاد منذ حربي 1948 و1967.
قال: "كل يعرف بان من المستحيل قبول الطرف الإسرائيلي بعودة أعدادهم الهائلة" لافتا إلى اختلاف الجانبين حول السيادة على الحائط الغربي.
وقال كلينتون بأنه عارض عرفات في إحدى الباحثات الأخيرة حين عبر الزعيم الفلسطيني عن شكوكه حول وجود معبد يهودي في المجمع الإسلامي بالقدس حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحائط المبكى.
وأكد كلينتون لعرفات: "اعرف بأنه هناك".. لتبدأ ما سميت بانتفاضة الأقصى بعد زيارة آرييل شارون الجدلية إلى المكان المتنازع عليه في28 أيلول (سبتمبر)2000.

وقال كلينتون قبل مغادرته الحفل:"آسف لأنني أفسدت مسألة الشرق الأوسط هذه.. لا اعلم ما كان بالإمكان فعله".
(تعريب سهى زين الدين)