المفكر البريطاني فريد هاليدي: العرب من هجرة الفلسطينيين الى قدوم جماعة الجنرال عون
تواصلت جلسات مؤتمر " الشرق الاوسط في لندن " لليوم الثالث على التوالي في قاعة بروناي بمعهد الدراسات الشرقية والافريقية التابع لجامعة لندن. حيث قدم المفكر الانكليزي المعروف فريد
ريد هاليدي
هاليدي، الذي وضع بعض أهم المولفات حول&منطقة الشرق الاوسط، ورقة بحثية بعنوان "بشائر التنوع" تابعت مراحل النزوح الشرق اوسطي الذي تمخض عنه الحضور الكثيف الذي بتنا نشاهده اليوم في لندن للجالية العربية. النزوح الكبير الى لندن إستهله الفلسطينيون حيث حط الفوج الاول منهم رحاله بمدينة الضباب عام 1948 لتنضم اليهم في التسعينات هجرة اخرى من تلك المنطقة الا وهي هجرة انصار الجنرال عون .

من مطعم عربي واحد الى مطاعم لكل جالية عربية
واستدعى البروفيسور هاليداي لندن الستينات التي لم يكن بها سوى مطعم عربي واحد: "البيت البغدادي "كان يعرج اليه ايام دراسته الجامعية بضاحية فولهام الواقعة غرب لندن، ولم تكن المطاعم الايرانية اوفر حظا اذ إقتصر وجودها على مطعم يتيم يقدم الـ"جلو كباب" فيما كانت المطاعم اليهودية محتكرة من قبل الاشكناز، اليهود الغربيون، قبل وصول السفرديم من الشرق الاوسط &ليحسموا الاحتكار لصالحهم. واضاف بان المطاعم والاحياء السكنية العربيتين بدأتا في الانتشار سريعا حتى بلغت من التنوع درجة غدا لكل جالية عربية امكنتها المحببة التي خلعت عليها نكهة محلية: الكويتيون يفضلون "إيدجوررود" فيم يميل بقية الجاليلت الخليجية لـ"كوينزوي".
القذافي& يحب الريف الانكليزي
واشار هاليدي بان بعض افراد الجالية من الميسوري الحال يختارون الارياف المتاخمة للندن كاماكن سكن حيث القصور الفارهة بـ"ثورب بارك" و"وهيناي"& والقصور المشرقية التصميم ذات القبات في "برايتون ". ويبدوا ان لاحدود للسحر الذي يوقعه الريف الانكليزي بقلوب اشخاص ما كان ليتصور المرء بان تأسرهم على هذا النحو العاطفي، فاثناء حوار تلفزيوني كان يجرى معه اعلن العقيد معمر القذافي: انا احب الريف الانكليزي، ولابد ان الشوق قد الهبه للايام الخوالي بـ"باكينغهامشير" التي امضى بها فترة تدريب عسكري مع قوات الطيران الملكي الانكليزي (RAF ) .واشار& فريد هاليدي في محاضرته الى ان هنالك جملتان تشخصان العلاقة بين لندن والشرق الاوسط : التنوع والتغير. فعالم لندن الشرق اوسطي ليس بلندن واحدة ولا إنعكاسا لشرق اوسط واحد، بل هي تللك الفسيفساء البالغة التنوع والسريعة التغير.
كمال أبو ديب: العوامل التي تعيق عملية التخاصب بين الثقافتين هي سطحية الحضور العربي في انكلترا وسطحية الحضور الانكليزي في العالم العربي
كمال أبو ديب
وعن المكانة التي إستنبطتها لندن في الوعي و الخيال الشعري العربيين ألقى الدكتور كمال ابوديب، استاذ كرسي الادب العربي بكلية الدراسات الشرقية والافريقية، محاضرة ثرية ومثيرة في ان . وتهدف المحاضرة التي اسماها "دلالة الغياب " تقصي المكانة التي تحتلها لندن في النتاج الشعري الذي كتب بها. فبعد دراسته لمادة غزيرة من النصوص الشعرية توصل الى إنطباع مفاده بان لندن لم تحتل مكانة في الخيال الشعري العربي على خلاف مدن كباريس ونيويورك رغم حداثة علاقة الاخيرة مع التاريخ العربي. وشدد الدكتور ابوديب على بعد اخر قد يفسر هذا الخواء وهو ان هنالك ميلا في الكتابة العربية التي تكتب بالمهاجر والمنافي في التكون داخل اطر
غيتوهات ثقافية اي بفضاء مغاق ومنعزل عن الفضاء الاوسع للثقافة التي يحلون فيها دون ان يمتلكون إحساسا بالمكان الجديد الذي يعيشون فيه. "هنالك إستثناءات" على حد تعبيرابوديب وربما كان نزار قباني ابرزها الذي كتب عن لندن عددا كبيرا من القصائد إحتفلت بلندن إحتفاء كبيرا. وتبدوا طبيعة الاحتفاء كما شخصها المحاضر نابعة من كون لندن موفرة لعدد من الحريات مثل حرية ان تنتقد الحكام...او حرية الخروج مع امراة...ثم هنالك الطقس والثلج...وهذه "عوامل هامشية" دلالة هذا الغياب تنطوي على اشكال حقيقي تجعل إمكانبة حدوث تناسج او تعالق بين الثقافة العربية والانكليزية إمكانية صعبة للغاية .وانهى أبو ديب محاضرته ناصحا الجهة المنظمة للمؤتمر (مازحا) بان جهودها المبذولة مؤتمرات من هذا النوع هي جهود قد لا يكون ورائها الكثير من الجدوى !!!& ذلك ان احد العوامل التي تعيق عملية التخاصب بين الثقافتين هي سطحية الحضور العربي في انكلترا وسطحية الحضور الانكليزي في العالم العربي ..كلاهما سطحيان وعلى الكثير من المستويات، مستوى البحث العلمي، النقاش، الجدل وعلى مستوى المعرفة ايضا.
علي الأعسم: "إيلاف" &ليست اول صحيفة عربية على الانترنيت لكنها الاولى التي صممت لتكون "صحيفة " على الانترنيت
وكرس مؤتمر الشرق الاوسط في لندن حلقة نقاشية عن آثار الدور الذي ينتظر ان تلعبه الثورة المعلوماتية داخل سياق ثقافة الكترونية عربية جديدة، لخصها الدكتور على الأعسم مدير
علي الأعسم مدير النوليددجفيو
شركة "نوليدجفيو" بشرح واف: لدى العرب الان فرصة تاريخية لإستخدام تقنية الانترنيت للحاق بركب العالم الغربي. ثمة إتفاق على الصعوبة التي تنطوي عليها صناعة تقنية الانتريت بالغة التعقيد ولكن بالإمكان خلق صناعة معلوماتية تستفيد منها كما فعلت الهند وساهم في خلق اسواق ضخمة لإقتصادها. اما فيما يتعاق بإسقاطات هذه الثورة اعلاميا، فلقد راينا الدور الذي لعبته الصحافة العربية في الثمانينات حيث حققت قفزة كبيرة باستخدامها وإستفادتها من الانتاج الصحفي الاكتروني. هنالك الان محاولة للإنتقال الى النشر بمواقع على الانترنيت، مثلا&"إيلاف"&ليست اول صحيفة عربية على الانترنيت لكنها الاولى التي صممت لتكون "صحيفة " على الانترنيت، وبنظري، هنا يكمن الفرق الجوهري. هنالك ايضا هذا السعي لربط النشر بشبكيات متعد دة الوسائط ودمجه بالنشر الاكتروني الرقمي على التلفزيون والـD3 والانظمة المربوطة بالعالم الافتراضي وتسخير آخر منتجات الفيديو لتفاعل سريع وآني، فضلا عن إمتلاكها نظام نشر الكتروني متوازع على عدة مراكز تحرير بمدن عديدة بدءا من لندن ومرورا بالمغرب الى لبنان، و ثم الجانب المعروف في التعالي على الصعوبات التي تشكلها الصحافة المنشورة والمتمثلة في تاريخ الاصدار، عدد الصفحات...إلخ هذه العوامل مجتمعة هي التي منحتها هذا الزخم الريادي الذي سيكون له تاثير كبير في مجال التفاعل الفوري .
&