هونغ كونغ - تحتفل هونغ كونغ اليوم الاحد ببعض القلق ومن دون حماسة كبيرة بالذكرى الرابعة لعودتها الى سيادة الصين المتهمة بالمزيد من التدخل في& شؤون المستعمرة البريطانية السابقة. وشارك حوالى 500 مسؤول في هونغ كونغ ومدعو في احتفال مقتضب اقيم تحت وابل المطر وترأسه رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ تانغ شي-هوا في ظل غياب ممثل الحكومة الصينية، للمرة الاولى منذ اربعة اعوام.
وقد وقعت مواجهات لفترة قصيرة بين ناشطين من انصار الديموقراطية ورجال الشرطة الذين تواجدوا بكثرة في محيط مركز المؤتمرت في هونغ كونغ حيث جرى الاحتفال. وفي وقت لاحق من النهار، سار حوالي 450 شخصا في شوارع المدينة قبل التجمع امام مكاتب حكومة هونغ كونغ للمطالبة باحلال الديموقراطية واجراء انتخابات عامة.
ويعين رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ من قبل لجنة تضم حوالي 800 عضو معينين من بكين. اما البرلمان المصغر في هونغ كونغ الذي لا يتمتع سوى بصلاحيات محدودة، فينتخب معظم اعضائه من قبل لجان يفترض انها تمثل الاوساط الاقتصادية والاجتماعية ومقربة في غالب الاحيان من بكين.
ورفع المتظاهرون يافطة حملت، بحسب منظمي هذه المسيرة، حوالي 40 الف توقيع من مؤيدي الديموقراطية.
ويبدو ان السلطات الصينية ارتأت انكفاء حضورها في ظل تزايد مشاعر الاستياء حيالها في هونغ كونغ.
وافاد استطلاع للراي تجريه جامعة هونغ كونغ كل عام في الفترة نفسها، امس السبت، الى ان حوالى 70 في المئة من سكان هونغ كونغ يعتبرون ان الوضع تفاقم منذ عودة المنطقة الى سيادة الصين في الاول من تموز/يوليو 1997.
واشار الاستطلاع الى ان الحماسة الناجمة عن عودة المنطقة الى "الوطن الام" تراجعت باعتبار ان 8،7 في المئة من الاشخاص الذين طاولهم الاستطلاع اكدوا سرورهم لعودة هونغ كونغ الى الصين مقابل 35 في المئة اعربوا عن الموقف نفسه عام 1997.
وبلغ الاستياء من سياسة رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ المتهم بالتبعية حيال بكين، اعلى درجاته، بحسب الاستطلاع.
وتنتهي ولايته التي تستمر خمسة اعوام، السنة المقبلة غير ان سلطات بكين اعلنت دعمه علنا مرات عدة وترجح المعطيات بقاءه في منصبه رغم انه لم يعلن بعد موقفه من ذلك.
وقال جوزيف شنغ الخبير في العلوم السياسية في جامعة هونغ كونغ ان "الناس ليسوا راضين عن سياسة تانغ الذي يفضل عدم اغضاب بكين".
وتتمتع المستعمرة البريطانية السابقة بحكم ذاتي واسع يضمن لها الحريات العامة ونظاما راسماليا طبقا لمبدأ "بلد واحد ونظامان".
غير ان العديد من سكان هونغ كونغ ينددون بتراجع مجال هذا الحكم الذاتي مشيرين في شكل خاص الى تصريحات اخيرة ادلى بها رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ.
وكان تانغ وصف الشهر الماضي طائفة فالونغونغ ب"الطائفة الشيطانية" مستعيدا التعابير التي استخدمتها بكين في تبرير حظر هذه الحركة المتأثرة بالبوذية.
واشارت السلطات المحلية الى ان حظر الطائفة في هونغ كونغ حيث يسمح لها بممارسة نشاطاتها، ليس امرا واردا.
وقال سوني لو مدير المشروع حول انتقال هونغ كونغ الى السيادة الصينية وهو مجموعة ابحاث مكلفة متابعة نتائج العودة الى سيادة الصين "اذا قرر تانغ حظر فالونغونغ سيكون ذلك الضربة القاضية على الحكم الذاتي في هونغ كونغ".
ولا يبدي هذا الباحث تفاؤلا كبيرا بل انه يخشى من تواصل "عملية التدهور السياسي" خلال الاعوام المقبلة. (أ ف ب)
&