&
لندن- ذكرت المنظمة الدولية للملاحة البحرية ان 172 من افراد طواقم السفن قتلوا وجرح 129 آخرون بينما ما زال خمسة في عداد المفقودين
قراصنة القرن الـ21
في عمليات قرصنة، تلقت نداءات اغاثة عديدة لمواجهتها. وقد دمرت سفينة وخطفت سفينتان بينما ما زالت ثلاث سفن مفقودة.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة ناتاشا براون انها تلقت في لندن اتصالا من مكان بعيد كان صوت محادثها فيه واضحا، مشيرة الى انه قال لها انه يتعرض لهجوم من قراصنة في البحر الاحمر ويحتاج الى المساعدة.
وروت "حدث ذلك العام الماضي. قال محادثي ان مركبه الشراعي يتعرض لهجوم يشنه قراصنة فنصحناه بالاتصال بحرس الحدود المحليين لان المنظمة الدولية التابعة للامم المتحدة لا تستطيع ان تفعل غير ذلك". وتابعت "اتصل بعد ساعات ليقول لنا ان القراصنة غيروا رأيهم وانسحبوا".
وقالت براون "نتلقى من حين لآخر اتصالات من هذا النوع".
وفي بداية هذا القرن الحادي والعشرين ليست القرصنة في البحار مجرد تقاليد فولكلورية بل تندرج في اطار الجريمة المنظمة التي حلت محل القراصنة المعروفين القدامى مثل ذي اللحية السوداء. وبدلا من تلك السفن الكبيرة التي ترفع العلم الاسود رسمت عليه جمجمة، ظهرت الزوارق السريعة ورجال الاعمال الذين يفاوضون كرجال اعمال محنكين من اجل الاستيلاء على حمولة سفينة تقع في قبضتهم.
وقالت المنظمة الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها ان حوالي 471 عملية قرصنة سجلت بين 31 آذار (مارس) 2000 و31 آذار (مارس) 2001، اي بزيادة نسبتها 52%& -162 حالة جديدة- عن تلك التي سجلت في الاشهر الـ12 التي سبقتها.
وقد شهدت عمليات القرصنة تراجعا في البحر الابيض المتوسط (حادثتان مقابل اربع حوادث في الاحصاء السابق) وعلى طول السواحل الغربية لافريقيا (33 مقابل 36). لكنها ارتفعت بشكل كبير في مضيق ملقه، بين جزيرة سومطرة والساحل الغربي لماليزيا، (112 مقابل 37) والمحيط الهندي (109 مقابل 51) والى حد كبير في بحر الصين (140 مقابل 136) وعلى السواحل الشرقية لافريقيا (29 مقابل 16) واميركا الجنوبية والكاريبي (41 مقابل 29).
وصرح القومندان هارتموت هيسه من المنظمة الدولية للبحرية ان عدة اسباب يمكن ان تفسر تزايد الاعتداءات في عرض البحر من بينها الوضع الاقتصادي الصعب في بعض الدول ونقص الوسائل المادية والبشرية للسيطرة على الارخبيلات التي تضم عددا كبيرا من الجزر مثل الفيليبين واندونيسيا وتهريب المخدرات.
واوضح ان الهجوم "النموذجي الكلاسيكي" الذي يمارس في جميع انحاء العالم وخصوصا على سواحل القارة السوداء واميركا الجنوبية وجنوب شرق آسيا عنيف جدا بشكل عام. فالقراصنة المسلحون يهددون الطاقم في حال رفض التعاون ويستولون على قطعا ثمينة او اموال.
ومع تقدم الجريمة المنظمة، تراجعت القرصنة عن العنف الوحشي لكنها شهدت تحديثا حسبما ذكر هيسه. وقالت ان "نقابات الجريمة" تبيع "سلفا" شحنة الى اي زبون ثم تجمع معلومات عن السفن "المتوفرة" للاستيلاء عليها في عرض البحر بوسائل متطورة جدا. ثم تحل القراصنة محل افراد الطاقم ويديرون دفة السفينة الى الجهة المتفق عليها مع هذا الزبون.
واكثر ما يبحث عنه القراصنة في الزمن المعاصر القصدير والالمنيوم والنفط.
ولطمأنة اصحاب السفن القلقين، تعرض شركة بريطانية "مارين ريسك مانيمنت" خبرتها لا سيما "لاستعادة سفينة من جهة معادية وخصوصا عن طريق التفاوض والدبلوماسية ثم في نهاية الامر باستخدام وسائل اكثر خطورة اذا احتاج الامر".
وقال هسه ان التخلص من هذا الوضع لا يمكن ان يتم الا بتحسين التعاون الدولي وبمشاركة اكبر من جانب الشرطة الدولية. واضاف ان وجود حرس مسلحين على متن السفينة "ليس حلا لانه لن يردع القراصنة عن شن هجومهم ولن يؤدي سوى الى زيادة العنف".
(أ ف ب)