بيروت- شجبت السلطات اللبنانية اليوم السبت اقتراح الامم المتحدة السماح لاسرائيل بمشاهدة شريط فيديو تم تصويره غداة اسر حزب الله ثلاثة جنود اسرائيليين في منطقة مزارع شبعا المحتلة، في حين طرح حزب الله تساؤلات حول دور القوات الدولية. واكد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية ان "السلطات اللبنانية رفضت عرضا قدمته الامم المتحدة لمشاهدة شريط الفيديو الذي كان صوره جندي في الوحدة الهندية التابعة للقوة الدولية في جنوب لبنان (في تشرين الاول/اكتوبر الماضي) في اليوم التالي لاسر الجنود الاسرائيليين في مزارع شبعا خلال قيام عناصر من المقاومة باسترجاع سيارة كانت قد تعطلت في اليوم السابق للعملية داخل الاراضي اللبنانية".
واضاف البيان ان "السلطات اللبنانية اعتبرت عرض هذا الشريط سابقة خطيرة ونقل معلومات من داخل الاراضي اللبنانية الى العدو الاسرائيلي، ما يشكل خروجا عن مهمة القوات الدولية في لبنان".
واكد حزب الله الشيعي اللبناني من جانبه ان موضوع شريط الفيديو "بغض النظر عما يتضمنه وضعنا امام جملة مؤشرات وفرض علينا تساؤلات جدية عن طبيعة مهمات الامم المتحدة ودورها في جنوب لبنان لجهة نقل المعلومات الى العدو الصهيوني".
واضاف حزب الله في بيان ان "رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا التقى الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة ستافان دي مستورا وابلغه موقف حزب الله تجاه هذا الموضوع"
واعلن الامين العام المساعد للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غيهينو امس الجمعة في نيويورك ان الامم المتحدة مستعدة للسماح للسلطات الاسرائيلية واللبنانية بمشاهدة الشريط ولكن بعد اخفاء وجوه الاشخاص الذين يظهرون فيه من غير موظفي الامم المتحدة.
واوضح غيهينو ان الشريط ومدته 30 دقيقة يظهر سيارتي جيب متروكتين بمحتوياتهما وجنودا من الامم المتحدة يحاولون سحبهما ورجالا مسلحين "يفترض انهم من حزب الله" يعترضونهم.
واضاف ان الصور تظهر خصوصا لوحات تسجيل مزيفة لسيارات تابعة للامم المتحدة، وبذلتين كتلك التي يرتديها جنود الامم المتحدة.
واعلن رئيس الكتلة النيابية لحزب الله الحاج محمد رعد للصحافيين اليوم السبت ان "المقاومة لم تستخدم سيارات قوات الطوارىء الدولية في عملية اسر الجنود الصهاينة في مزارع شبعا".
وقال رعد من جهة ثانية ان الصور التي بثها التلفزيون الاسرائيلي امس الجمعة وقيل انها للجنود الاسرى "مسرحية وفيلم اسرائيلي مركب (..) لتوريط الامم المتحدة والضغط عليها لفتح باب تبادل الاسرى وفق شروط العدو المرفوضة تماما من قبل المقاومة".
وعبر المشاهد التي بثت بالابيض والاسود وقيل ان مصدرها لبنان، امكن رؤية جرحى على اسرة مستشفى ولكن من دون ان يكون من الممكن التاكد مما اذا كانوا الجنود الثلاثة الذين اسروا في لبنان ام لا.
وخطف حزب الله الجنود الاسرائيليين في السابع من تشرين الاول (اكتوبر) في قطاع مزارع شبعا الواقعة عند مثلث حدودي بين لبنان وسوريا واسرائيل التي تحتل المزارع منذ 1967 ويطالب لبنان باستعادة السيادة عليها.
(أ ف ب)