&
القدس- يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يوم غد الخميس الى روما ليواصل فيها الحملة الدبلوماسية التي بداها في اوروبا وذلك عبر اقامة اتصال مباشر مع نظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي يعتبر بمثابة "صديق".
واعلن الامين العام للحكومة الاسرائيلية جدعون سعار اليوم الاربعاء "نعتبر سيلفيو برلوسكوني بمثابة صديق لاسرائيل والشعب اليهودي انطلاقا من اعماله والمواقف التي يتخذها".
وقال سعار للصحافيين ان شارون سيجهد لاقناع حكومة برلوسكوني باعتماد موقف اكثر تاييدا لاسرائيل من موقف اسلافه والضغط على الفلسطينيين لكي "يوقفوا العنف والارهاب".
واضاف سعار "اننا نتوقع من الحكومة الايطالية الجديدة مقاربة اكثر توازنا لايطاليا واوروبا في النزاع" الشرق اوسطي.
وتابع& "لدينا الهاجس نفسه وهو مواجهة الارهاب والراديكالية وضرورة تنسيق التحرك الاوروبي مع تحرك الولايات المتحدة".
واعتبر ان مشاركة حزب التحالف الوطني اليميني الراديكالي بقيادة جيانفرانكو فيني في الحكومة الايطالية لن يلقي اي ظلال على الزيارة حتى ولو انها قد تتسبب باثارة نقاش مع الجالية اليهودية الايطالية.
واعلن المسؤول الاسرائيلي الرفيع الذي اخذ علما بقيام زعيم حزب التحالف الوطني (الفاشية الجديدة سابقا) "بالزام حزبه بسلوك طريق مسؤول"، ان "لقاء شارون-فيني ليس واردا على جدول اعمال الزيارة ولكننا لا نقاطع احدا".
وكان شارون الذي اختتم في السادس من تموز (يوليو) اول جولة له في اوروبا منذ انتخابه، حقق حصيلة ايجابية من زيارتيه الى برلين وباريس.
وفي اعقاب محادثاته في برلين مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر ثم في باريس مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ونظيره الفرنسي ليونيل جوسبان، اعتبر شارون انه تفادى ازمة مفتوحة مع اوروبا بعقده لقاءات على مستوى القمة، مع اعترافه في الوقت نفسه بوجود خلافات في العمق.
وتتناول هذه الخلافات خصوصا نشر مراقبين دوليين في الاراضي الفلسطينية وتكليفهم السهر على تطبيق وقف اطلاق النار الذي وافق عليه الطرفان مبدئيا ولكنه لا يزال شكليا بشكل كبير.
وتعارض اسرائيل مسالة نشر مراقبين دوليين معتبرة ان وجودهم يعتبر وسيلة غير مباشرة لتدويل النزاع. ولكن الفلسطينيين في المقابل يؤيدون هذه الخطوة بشكل كبير.
وكان الرئيس الايطالي كارلو اتزيليو تشامبي اعلن امس الثلاثاء ايضا في ميلانو انه يؤيد وجود مراقبين دوليين في الشرق الاوسط.
وقال "لا يمكن لاوروبا والعالم ان يحلا محل الاطراف الموجودة لاتخاذ القرارات الصعبة واحلال السلام. ولكن بامكاننا المساعدة. وانا شخصيا اؤيد وجود مراقبين دوليين".
وكانت ايطاليا من جهة اخرى قد دانت في ايار (مايو) الاستخدام المفرط للقوة من قبل اسرائيل، معتبرة ان الدولة العبرية تخطىء اذا اعتقدت ان بامكانها اخضاع الفلسطينيين.
ومن المقرر ان يلتقي شارون الرئيس تشامبي اولا يوم غد الخميس ثم يجري مباحثات مع رئيس الوزراء الذي يقيم على شرفه مادبة عشاء.
ويتوقع ان يجري شارون الجمعة محادثات مع وزير الدفاع انطونيو مارتينو ويلقي كلمة امام ممثلي الجالية اليهودية.
وستتطرق المحادثات الرسمية الى الوضع الشامل في الشرق الاوسط وخصوصا الوضع على الحدود اللبنانية بالاضافة الى العلاقات الثنائية التي تريد اسرائيل تعزيزها.
وقد صدرت اسرائيل الى ايطاليا بما قيمته مليار دولار في العام 2000 واستوردت منها بما قيمته 1.75 مليار دولار بحسب مصادر رسمية.
(أ ف ب)