إيلاف : ريما زهار : قبل أن يكون نزار نيوف "الثائر" قضية شغلت العالم ، هو الصحافي الذي& سجن بسبب قناعاته الفكرية وعذب بشكل وحشي مما أفقده القدرة على المشي.
نزار نيوف

تسع سنوات قضاها في السجون السورية... واحد من ألوف السجناء السياسيين في سوريا الذين أطلق سراحهم أخيراً ولا يزالون ينتظرون تخلية السبيل.
من باريس وبالتحديد من مستشفى لا بيتتي سال بيتريير حيث لجأ للعلاج& لا تزال حالته ثابتة ولا يزال يستعمل العكاز من هناك حيث& يسود جو أمني ، تحدث نيوف إلى "إيلاف" عن معاناته في سجن تدمر من "الكرسي الألماني" إلى الزنزانة الإفرادية& فالمواسير الحديدية رحلة شقاء عاشها نيوف بحذافيرها الموجعة وجع ثمن الحرية المكتوبة بشهادات من دم وأنين .
" عندما علمت أني صرت في تدمر أصبت بحال رعب فظيعة، لمعرفتي المسبقة بطبيعة ما يحدث في هذا السجن الرهيب" يقول نيوف وأدركت أن حياتي صارت مهددة.
بدأ التحقيق معي مجدداً& بعد ثلاثة أيام من وصولي، وكانوا يريدون معرفة طبيعة المعلومات التي هربتها إلى خارج السجن.
في تدمر وضعت في زنزانة إفرادية في الباحة الخامسة، يسمونها " منفردة ثالثة يمين" وهي الزنزانة التي قتل فيها عماد أبو فخر أحد كوادر حزب العمل الشيوعي، فقد وجدت مذكرات حفرها على الجدار بخط يده.
التعذيب في تدمر
نيوف

" التعذيب في تدمر كان الضربة القاضية بالنسبة إلي وهو الذي أوصلني إلى هذا الحال وأصابني بالشلل. الضرب في تدمر يتم بالمواسير الحديدية(قطرها
ثلاثة أرباع الإنش) وهناك ثلاثة نماذج منها: الأول أملس والثاني مزود مسامير كمشط الشعر والثالث عليه صفيحة حلزونية. وأضخم جسد في العالم لا يحتمل إلا ضربة من هذه المواسير.
في ما يخصني ضربت بالمواسير الملساء وأصبت بخلع فكي وبكسرين في الجمجمة في العظم القزالي وتكسير كل أسناني في الفك العلوي.
استمر التعذيب حتى 5/3/1993 كنت أعلق خلالها في الهواء كل يوم لمدة ثلاث ساعات من يدي أو من قدمي، ويجري تثبيتي أحياناً بالمقلوب على لوح خشبي مائل وأجلد بالكابل الفولاذي الرباعي.كما تم استفزازي نفسياً ووضعت في مواجهتي صورة للرئيس الراحل حافظ الأسد وطلب مني أن أركع أمامها وأردد جملة طويلة تنتهي ب"...وأرجو أن تغفر لي ذنوبي وأخطائي بحق الوطن". طبعاً رفضت أن أقوم بذلك رغم الضرب. وهذه الحادثة أوردتها في مذكرتي التي رفعتها في ما بعد إلى مكتب الأمن القومي من داخل السجن.
"بقيت في سجن تدمر حتى تاريخ 27/6/1993 نقلت بعدها إلى فرع التحقيق العسكري وأمضيت هناك أربعين يوماً. ثم إلى سجن المزة بتاريخ 7/8/1993 حيث بقيت في زنزانة منفردة حتى 13/9/2000 فكنت آخر سجين يترك هذا السجن قبل إغلاقه وإفراغه إذ نقل بعض السجناء إلى تدمر والبعض الآخر إلى سجن صيدنايا ووضعت وحيداً في الجناح " ج" يساراً، وبقيت فيه حتى تاريخ الإفراج عني في مساء 5/5/2001.
&أثار وحشية

" صدمني أشكال معينة من القتل والتعذيب. على سبيل المثال، الضرب بالبلوك الإسمنتي من ارتفاع 6 أمتار على رؤوس بعض السجناء وهم في طريقهم إلى الباحة . وغالباً ما يموت السجين وتتحطم جمجمته وكأنها حبة رمان مفتوحة من الأعلى. وهذا النوع من القتل يسمونه " حجارة
&أبابيل" هناك أيضاً عنلية " التعميد " يقصدون بها التبول على المساجين من فتحة من سقف المهجع. طبعاً بالإضافة إلى الضرب بالمواسير.
" بكيت مرة واحدة بيني وبين نفسي ، لأنني أحسست أنه يمكن أن أموت من دون أن أرى ابنتي سارة"&
المشاريع المستقبلية
عندما تسأله ما هي مشاريعك المستقبلية بعد الإفراج عنك والسماح لك بالسفر وإعطائك جواز سفر يجيب نيوف:
بعد العلاج أريد العودة فوراً إلى أرض الوطن والعمل من أجل إنشاء منظمة تتخصص في الكشف عن كل الجرائم التي ارنكبت على مدار الثلاثين سنة الماضية والتحقيق فيها وإعداد ملفات مفصلة.
حلمه
ما هو حلم نيوف اليوم وماذا ينتظر من الناس؟
"حلمي التخلص من بقايا النظام الديكتاتوري في سوريا. وكل ما أتمناه على الناس أن يتجاوزوا حال الدفاع السلبية وأن يتفاعلوا مع ما نقول.