وجد الإماراتيون الهاربون الى لندن - من حر الصيف الخليجي- أنهم وقعوا في موجة حر شديدة في العاصمة البريطانية لم يكن البريطانيون أنفسهم يتوقعونها أو مستعدين لها· وقال لـالاتحاد عددٌ من الأسر الإماراتية التي ازدحمت حول البحيرة الاصطناعية داخل حديقة هايدبارك الشهيرة، إن الحر منعهم من زيارة جميع الأماكن السياحية المغلقة مثل متحف الشمع مدام توسو ومتنزه تراكديرو فضلا عن حرمانهم من متعة التسّوق في لندن، وذلك بسبب قلة استخدام مكيفات الهواء في المباني البريطانية المعدة أصلا للاحتفاظ بالحرارة كوقاية من البرد·
من جهة أخرى قال أليوت فرنزي، من هيئة السياحة البريطانية، في اتصال هاتفي مع مكتب الاتحاد في لندن، إن الإماراتيين هم بلا منازع أكثر الخليجيين زيارة لبريطانيا، إذ بلغ عددهم في العام الماضي 119 ألف زائر تلاهم السعوديون الذين بلغ عددهم 112 ألفا، ثم بقية مواطني دول الخليج مجتمعة وبلغ عددهم 116 ألف شخص·
وبينما أوضحت هيئة السياحة البريطانية أن أرقام العام الحالي لم تصدر بعد (باعتبار أن الموسم السياحي ما زال في بدايته) أكدت الهيئة أن الاتجاه العام يوضح زيادة سنوية في عدد السياح الإماراتيين، إذ ارتفع عددهم خلال العامين الماضيين بنسبة 21 في المئة بينما انخفضت نسبة السياح السعوديين بمعدل 5 في المئة، وازدادت نسبة بقية دول الخليج مجتمعة بـ 11 في المئة· ومع تكدس الصفوف أمام القنصلية البريطانية في كل من أبو ظبي ودبي هذا العام للحصول على التأشيرة، أكدت كلٌ من شركة طيران الإمارات وطيران الخليج أن عدد المسافرين على رحلاتهما للندن هذا الصيف فاق أعداد العام الماضي·
وأشارت بعض الأسر الإماراتية الى أن البريطانيين يستطيعون الهروب الى الشواطئ إبان موجات الحرارة العالية، بينما تجد الأسر الخليجية والعربية حرجا في ذلك بسبب عدم وجود شواطئ مخصصة للنساء· كما أن غالبية السيارات وسبل المواصلات العامة غير مكيفة الهواء والتنفس فيها يصبح خانقا، خصوصا داخل قطارات مترو الأنفاق underground الذي يعتبر عصب الحياة في لندن·
وأوضح شون كرادك، من وكالة الأرصاد الجوية البريطانية، لـ الاتحاد أن درجة الحرارة في لندن سجلت يوم الأحد الماضي 32 درجة مئوية، وذلك قرب منطقة المطار هيثرو (أعلى رقم سُجل في بريطانيا كان 37 درجة في عام 1990)· كما بلغت درجة الرطوبة في اليوم نفسه أقل قليلا من نسبة 100في المئة· وقد علق بعض الإمارتيين بقولهم إن نسبة 32 درجة مئوية تبدو في لندن وكأنها 42 في الإمارات· غير أن كرادك فسّر ذلك بقوله إن عوامل كثيرة تؤثر في إحساسنا بالطقس مثل حجم المدينة وكثرة مبانيها، مما يحجز الريح (حتى ولو كانت ساخنة) وبالتالي يجعل الهواء ثابتا في محله وخانقا· كما أن كثرة السيارة وانبعاث غازات عوادمها تعتبر من أكثر العوامل التي تشعر الإنسان باختناق الجو عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة·
يذكر أن تعداد سكان لندن يتراوح بين 7 و9 ملايين نسمة، ويزورها نحو 7 ملايين سائح في فصل الصيف كل عام·(الإتحاد)
&