&
لاهاي - يؤكد توجيه الاتهام واعتقال ثلاثة ضباط مسلمين بوسنيين كبار عزم محكمة الجزاء الدولية في لاهاي على ملاحقة كل مجرمي الحرب في البلقان من دون تمييز اتني او ديني.
&ويتهم الضباط الثلاثة وهم جنرالان وكولونيل، لا بارتكاب جرائم حرب مباشرة او شخصيا وانما بعدم منع قواتهم من ارتكابها.
&ويتهمون بمسؤوليتهم عن جرائم ارتكبها "مجاهدون" وهم متطوعون اسلاميون قدموا من عدة دول بينها افغانستان والجزائر، للقتال الى جانب المسلمين البوسنيين ضد القوات الصربية والكرواتية.
&ويشير بيان الاتهام للمحكمة عن جرائم ارتكبت عام 1994 في وسط البوسنة و"قتل خلالها نساء واطفال ومسنين ومعوقين".
&وقد ضرب بعض المدنيين الى حد الموت كما اعدم جنود بعد ان سلموا انفسهم.
&وللمرة الاولى منذ تاسيسها عام 1993، توجه محكمة الجزاء الدولية اتهامات ضد ضباط مسلمين بوسنيين كبار.
&وسيمثل الضباط الثلاثة وهم الجنرال انور حجي حسنوفيتش (51 عاما) والجنرال محمد علاجيتش (54 عاما) والاثنان متقاعدان والكولونيل امير كوبورا (37 عاما)، في الايام المقبلة امام المحكمة ليدفعوا ببراءتهم او يقروا بالتهم الموجهة اليهم.
&وتم توجيه الاتهام اليهم في نفس اليوم الذي انزلت فيه محكمة الجزاء اقصى عقوبة لفظتها حتى الان (السجن 46 عاما) في حق الجنرال من صرب البوسنة راديسلاف كرستيتش.
&وادين الجنرال بتهمة ارتكاب "ابادة" لمشاركته في المجازر التي نفذت في تموز(يوليو) 1995 في الجيب المسلم سريبيرنيتشا (شرق) على يد القوات الصربية.
&وخلال بضعة ايام، وجهت المحكمة اتهاماتها الى كل الاطراف المتورطة في الحروب اليوغوسلافية.
&وقبل الجنرال كرستيتش والضباط المسلمين الثلاثة، وجهت المحكمة تهمة ارتكاب جرائم حرب الى الجنرالين الكرواتيين رحيم ادمي وانتي غوتوفينا.
&ويتهم الجنرالان بتنفيذ او التغطية على جرائم قتل في حق مدنيين صرب في منطقة كرايينا (جنوب كرواتيا) لدى قيام القوات الصربية المحلية بحركة انشقاق.
&وكان رحيم ادمي اول ضابط كرواتي يمثل امام محكمة الجزاء الدولية سلم نفسه طوعا ودفع ببراءته في 26 تموز(يوليو) في حين فر انتي غوتوفينا من وجه العدالة منددا ب"لا شرعية" المحكمة.
&ويؤدي توجيه الاتهام الى الضباط المسلمين والكروات الى اضعاف الموقف الرافض لاختصاص وشرعية محكمة الجزاء الدولية وهو موقف الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا الذي يعتبر ان المحكمة تمارس "عدالة انتقائية" على حساب الصرب.
&ومنذ تسليم الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الى محكمة الجزاء الدولية في نهاية حزيران(يونيو)، تسارعت وتيرة تعاون الاطراف المتنازعة السابقة مع المحكمة.
&ورحب الرئيس الاميركي جورج بوش امس الجمعة بكون "الحكومات الديموقراطية في المنطقة تاخذ التزاماتها الدولية على محمل الجد" وتتفهم "ضرورة احداث قطيعة مع العنف وفظاعات الماضي".
&وحتى الكيان الصربي في البوسنة، ورغم كونه الاكثر معارضة لدور المحكمة، بدأ يقر بسلطتها. وقد تبنى برلمان الكيان في نهاية تموز(يوليو) مشروعا للتعاون مع محكمة الجزاء الدولية في قراءة اولى.
&ويفترض ان مجرمي الحرب الرئيسيين اللذين تلاحقهما محكمة الجزاء الدولية وهما رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش وهما الزعيمان السياسيان والعسكريان السابقان لصرب البوسنة يختبئان في الكيان الصربي. (ا ف ب)
&