&
في سابقة لم يعرف لها مثيل في تاريخ الدول، نشرت اسرائيل قائمة بأسماء سبعة فلسطينيين، ترشحهم اجهزتها الامنية والعسكرية للاغتيال. وقد وردت اسماؤهم في وثيقة مطبوعة على الاوراق الرسمية لوزارة الدفاع. ومع ان الوزارة لا تذكر صراحة انها تستهدف قتلهم، الا انها قالت انهم ضمن لائحة اسماء اخرى سلمت للسلطة الوطنية الفلسطينية لكي تعتقلهم، ولم تفعل.
والمعروف ان الاغتيالات التي نفذتها اسرائيل خلال الاشهر الاخيرة، راح ضحيتها فلسطينيون وردت اسماؤهم في تلك اللائحة، في حين، بررت اسرائيل الاغتيالات، بأن السلطة الوطنية لم تقم باعتقالهم. من هنا، فان نشر هذه اللائحة يفسر فقط على انه اعلان رسمي عن اعدام هؤلاء، بالقصف الصاروخي او غيره، وبالطبع، من دون تحقيق او محاكمة.
وأثار هذا التصرف حفيظة قوى اليسار واوساط معسكر السلام الاسرائيلي، الذي بدأ يستفيق من احباطه. فأعلنت رئيسة كتلة "ميرتس" اليسارية (10 نواب من مجموع 120 في الكنيست الاسرائيلي)، زهافا غلئون، ان اسرائيل تتصرف كدولة ارهاب، تحكمها مفاهيم انتقامية وحشية متخلفة مثل "السن بالسن والعين بالعين". وقالت: "انا لا ادافع عن هؤلاء الارهابيين، ولا اقول انهم انبياء، ولكن نحن دولة قانون. وعلينا ان نفتش عن وسائل اخرى لحماية أمننا. وانا واثقة من ان سلوك طريق المفاوضات السياسية، هو الوحيد القادر على تحقيق السلام والامن لنا وللفلسطينيين. ونحن قوى السلام في فلسطين والعالم العربي، اقوى بكثير من الارهابيين واعداء السلام من الطرفين. فاذا حققنا السلام، يمكننا، نحن العرب واليهود انصار السلام، ان نهزم الارهاب والارهابيين".
وقررت حركات السلام الاسرائيلية الخروج بحملة نشاطات احتجاجية واسعة ضد الاغتيالات. وهي تستمد التشجيع، من المظاهرة الناجحة التي اقيمت مساء السبت الماضي، وضمت اكثر من عشرة آلاف متظاهر، امام وزارة الدفاع في تل ابيب، ضد الارهاب الحكومي الممارس على الفلسطينيين.
وكان رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، النائب محمد بركة، توجه الى المحكمة العليا في اسرائيل، طالبا استصدار امر يمنع الحكومة من ممارسة الاغتيالات، قائلا انها بمثابة اصدار حكم بالاعدام من دون محاكمة. وجاء في الدعوى، التي رفعتها باسمه المحامية نائلة عطية: "قرارات الحكم بالاعدام هذه، تتخذ في غرف مظلمة مغلقة، على اساس معلومات استخبارية، تكون في حالات كثيرة مشبوهة ومشكوكا في صحتها ولا تخضع لأية رقابة قضائية او غيرها". ودعا بركة جهاز العدالة ان "يرفع صوته ازاء طبول الحرب".
وقررت المحكمة امهال الحكومة، حتى نهاية الشهر الجاري، حتى ترد على دعوى النائب بركة.
وكان رئيس الوزراء شارون عقد في بيته، امس جلسة تشاورية مع نائبه ووزير خارجيته، شيمعون بيريس، وكبار الموظفين، للبحث في طريقة لصد الانتقادات الدولية لسياسة الاغتيالات. وأكدوا ان هناك امكانية كبيرة للنجاح في هذه الحملة، اذ ان الجهود الاسرائيلية التي جرت في هذا المجال نجحت في تخفيف الانتقادات خصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا. ولم يعودوا يستخدمون كلمة اغتيالات في وسائل الاعلام في البلدين.
اما قائمة التصفيات التي نشرتها وزارة الدفاع الاسرائيلية، امس، فتضم اسماء سبعة فلسطينيين هم: ـ رائد محمد رائف كرمي، عمره 27 عاما، وهو من تنظيم "فتح" في طولكرم. وحسب الوزارة الاسرائيلية يشتبه بأنه شارك في قتل اسرائيليين في مطعم في طولكرم، في يناير (كانون الثاني) الماضي، وله ضلع في عملية اطلاق الرصاص في بلدة آزور قرب مطار اللد. اسرائيل طلبت من السلطة الوطنية اعتقاله في 14 يونيو (حزيران) الماضي، لكنها لم تفعل. ويشتبه بأنه شارك في اطلاق الرصاص يوم 18 يونيو الماضي على مستوطنين يهود.
ـ ثابت عزمي مرداوي، عمره 25 عاما، وهو من حركة "الجهاد الاسلامي" من قرية عرابة قضاء جنين. شتبه بأن له ضلعا في العملية الانتحارية التي جرت في الخضيرة يوم 25 مايو (ايار) الماضي، وادت الى جرح 45 اسرائيليا، وان له ضلعا في العملية الانتحارية في بنياينا يوم 16 يوليو (تموز) الماضي. هو ايضا طلبت اسرائيل اعتقاله في 14 يونيو.
ـ محمود احمد محمد طوالبة، عمره 22 عاما من "الجهاد الاسلامي" في جنين. يشتبه بأنه شارك في اعداد العملية الانتحارية الفاشلة في مدينة العفولة الاسرائيلية يوم 11 يوليو. وحسب الوزارة، فان الانتحاري الذي القي القبض عليه ذكر اسم طوالبة على انه ارسله لهذه العملية. وله ضلع في عملية بنياينا. وتدعي اسرائيل ان السلطة الوطنية قامت باعتقاله لحمايته، ولكنها لم تقطع صلاته بالخارج، وما زال يشرف على العمليات.
ـ كمال نجيب امين ابو وعر (27 عاما)، من تنظيم "فتح" في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس، ويشتبه بأنه شارك في العديد من حوادث اطلاق النار على اسرائيليين، بينها قتل مستوطن اسرائيلي في مستعمرة ايتمار قرب نابلس في الثامن من مايو (ايار) الماضي.
ـ عاهد يوسف موسى غوالمة (33 عاما) من قادة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في رام الله، ويشتبه بأنه شارك في تخطيط غالبية عمليات الجبهة في الاشهر الاخيرة، وبينها ارسال سيارتين مفخختين الى القدس يومي 8 فبراير (شباط) و21 مارس (آذار).
ـ موسى محمد حسين كولاب (30 عاما)، وهو من نشطاء "حماس" في خان يونس. ويشتبه بأنه مسؤول عن اطلاق قذائف الهاون باتجاه المستعمرات الاسرائيلية في قطاع غزة.
ـ نبيل حسن سالم شريحي (26 عاما) من مخيم النصيرات في قطاع غزة، من نشطاء الجهاد الاسلامي. ويشتبه بأنه يقف وراء العمليتين الانتحاريتين في 3 فبراير و17 يونيو على الحدود الاسرائيلية ـ الفلسطينية الجنوبية. وطلبت اسرائيل اعتقاله يوم 14 يونيو.(الشرق الأوسط)
&