كتب أنيس منصور في الأهرام فقال : " المثل يقول‏:‏ ولا شجرة إلا هزتها الريح‏!‏
ونقول‏:‏ ولا سفينة إلا هزتها الأمواج‏!‏
وتكون الريح العاتية هي‏:‏ السلطة أو الفلوس أو الجنس‏!‏
وأمامك عدد كبير من عظماء التاريخ‏,‏ قديما وحديثا‏.‏ اذا نفد من غرور السلطة سقط في أحضان الجنس أو تحت أثقال الفلوس‏.‏ ولا يمكن حصر هؤلاء العظماء ابتداء من سليمان الملك حتي كلينتون الرئيس‏..‏ ومن ميتران الي مانديلا الي كارلوس منعم ومن مجنون ليلي الغلبان إلي الأمير تشارلز إلي اينشتين‏..‏
وأخيرا المستشار السابق لألمانيا هلموت كول‏(71‏ سنة‏)..‏ الرجل الذي وحد ألمانيا شرقا وغربا ودفع ثمنا فادحا للروس فأقام لقوات الاحتلال الروسية بيوتا‏..‏ وأودعهم أموالا في البنوك‏..‏ وحقق لألمانيا بالسياسة والفلوس ما لم يستطعه أحد من قبل‏.‏ لذلك أتخذ كول مكانا رفيعا في التاريخ‏.‏
وهذا الرجل الذي حكم ألمانيا أطول مدة لأي حاكم في تاريخها الحديث كان يملأ جيوبه بالحلوي‏.‏ لأنه يحب الشيكولاتة‏.‏ وانه مهما زاد وزنه فالألمان قد اختاروه لعقله وليس لمعدته‏..‏ ولم يشترطوا عليه أن يكون رشيقا‏.‏ وان يقف به الميزان عند مائة كيلو وليس مائة وعشرين‏.‏ ولا اشترطوا ان يكون زوجا مخلصا‏.‏
ومن شدة حبه للطعام أصدر مع زوجته هانيلوره‏67‏ سنة كتابا عن أشهر الوجبات الألمانية وغيرها‏.‏ وترقب الناس هذا الكتاب واشتروه‏.‏ فهو ــ اذن ــ خبير في الأكل والطهي وذواقة‏..‏ ثم أنهم حسدوه‏.‏ فهو العظيم الذي يتواضع ويجلس الي جوار الناس في المطاعم وهو الذي جمع شمل الألمان حتي صاروا أكبر دولة في أوروبا عددا وأقواها وأغناها‏..‏
ثم أنه يموت في زوجته حبا‏.‏ وفجأة انتحرت زوجته‏,‏ لانها كانت تموت فيه‏.‏ بعد زواج دام‏41‏ عاما‏!‏
ولما تزوج ابنهما من مسلمة تركية في اسطنبول لم تستطع الأم المريضة أن تفرح بابنها‏..‏ لقد كان جرحها فادحا وخيبة أملها في حبيب العمر شنيعة‏!‏ فقد عرفت أن سيادة المستشار كان خائنا لها من عشر سنوات‏!!‏
&