&
&القدس - يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بزيارة الى انقرة، تستغرق يوما واحدا، الغاية منها تعزيز التحالف الاسرائيلي التركي، في وقت تتصاعد موجة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين في ظل غياب افاق السلام.
&وبحسب ما اعلن دانيال ايالون،
مستشار شارون للسياسة الخارجية فان "الغاية من هذه الزيارة الخاطفة التي يقوم بها شارون هي تعزيز العلاقات بين اسرائيل وتركيا الديموقراطيتين الوحيدتين في المنطقة".
&وكانت الدولتان، وهما اكبر قوتين عسكريتين في المنطقة، قد وقعتا في 1996 اتفاقات تعاون عسكري نجم عنها قيامهما بتدريبات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة ما اثار قلق الدول المجاورة ولا سيما سوريا والعراق وايران.
&وشهد هذا التعاون العسكري تطورا سريعا شمل العديد من الميادين مثل انتاج الاسلحة وتحديثها -ولا سيما في ما يتعلق بالطائرات الحربية والمدرعات- وتدريب طياري المقاتلات الحربية.
&وقد رفض ايالون الادلاء بتصريحات حول هذه المسائل مكتفيا بالتاكيد ان "تعزيز هذه العلاقات يكتسب اهمية كبرى من اجل استقرار المنطقة".
&ومن المتوقع ان يكون الملف الاسرائيلي الفلسطيني في صلب المحادثات التي سيجريها شارون مع المسؤولين الاتراك.
&فقد اعلنت رئاسة الوزراء الاسرائيلية الاثنين ان "رئيس الوزراء سيحاول الحصول من محاوريه على استخدام نفوذهم من اجل اقناع السلطة الفلسطينية بوضع حد لاعمال العنف والعودة الى طاولة المفاوضات".
&وكان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اعتمد خطابا مماثلا اثناء الزيارة التي قام بها الى انقرة في اواسط تموز(يوليو).
&الا ان زيارة شارون ستتم في ظروف اكثر حساسية.
&فعلى الرغم من علاقاتها مع اسرائيل كررت تركيا، الدولة المسلمة ذات النظام العلماني، مؤخرا تنديدها باستخدام اسرائيل المفرط للقوة ضد الفلسطينيين، ولا سيما غداة الهجوم الاسرائيلي على نابلس في الضفة الغربية في 31 تموز(يوليو) الذي اسفر عن سقوط ثمانية قتلى فلسطينيين بينهم طفلان.
&وكانت تركيا من بين اوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية التي اعلنها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اثناء جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر سنة 1988.
&وعشية زيارة شارون الى انقرة دعا وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه تركيا الى الحد من علاقاتها مع اسرائيل المتهمة بشن "حرب شاملة" ضد الفلسطينيين.
&وفي تصريح لوكالة الاناضول التركية من رام الله في الضفة الغربية دعا عبد ربه تركيا الى ان تطلب من شارون "وضع حد للجرائم ضد البشرية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني واطلاق المفاوضات والسماح بارسال مراقبين دوليين" الى الاراضي الفلسطينة.
&وسيتم اثناء الزيارة كذلك بحث مسائل ثنائية مثل المبادلات التجارية والسياحية.
&يشار الى ان المبادلات التجارية بين اسرائل وتركيا والتي لم تكن تزيد عن مئة مليون دولار سنويا في مطلع الثمانينات ارتفعت بشكل ملحوظ لتصل الى 800 مليون دولار في 1998 ثم الى ملياري دولار في العام الفين.
&وعلم من وزارة الخارجية الاسرائيلية ان من بين المشاريع التي تتم دراستها حاليا مشروع قيام تركيا بتزويد اسرائيل، التي تعاني ازمة مياه، بمياه الشرب.
&وكان البلدان قد وقعا اتفاقا بهذا الشان في حزيران(يونيو) من العام الماضي.
(ا ف ب)