&
القاهرة- إيلاف: منحت سويسرا حق اللجوء السياسي لضابط سابق برتبة عقيد في الشرطة المصرية فر من مصر بعدما نشر مقالات في صحف معارضة قال فيها أن "الفساد متفش داخل أجهزة الأمن ، وهناك انتهاكات يومية لحقوق الإنسان داخل السجون تتم بعلم كبار المسؤولين في مصر وبأوامر منهم".
وصرح العقيد محمد الغنام الذي كان يشغل منصب مدير البحوث القانونية في وزارة الداخلية المصرية، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن تايمز" إنه أجبر على الاستقالة في العام 1999 ومنع السفر طيلة العامين الماضيين، سجن وتعرض للتهديدات والاعتداءات.
ويعتزم الغنام تصعيد حملة قانونية دولية ضد المسؤولين المصريين أمام المحاكم البلجيكية .
وقال الغنام في لقائه بمراسل الصحيفة الأميركية أن "السفارة الأميركية في القاهرة على علم تام بما يحدث" ولكنها لم تظهر أي رغبة في الاستماع إلى قصته .
وأكد الغنام أمه مُنع من مغادرة مصر لمدة سنتين مشيرا الى أنه أصيب مرتين في اعتداءين مشبوهين، ولم يسمح له بالمغادرة إلا في شهر مايو الماضي بعدما تعرضت الحكومة المصرية لضغوط شديدة من السفير السويسري بلايس كاديت والقنصل ليفيا ليو على حد قول المراسل.
قال عقيد الشرطة السابق: "هكذا يتبين أن في استطاعة السفارات أن تفعل الكثير من أجل حقوق الإنسان إذا كانت بالفعل تريد ذلك" . ووصف تجاهل الولايات المتحدة لقضيته بأنه "موقف لا يليق بدولة عظمى تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان".
وفي واشنطن نفت السفارة المصرية اتهامات الغنام وقالت إنه ربما يبحث عن طريقة قانونية تضمن له البقاء في الغرب. وصرح دبلوماسي كبير "إني أعجب لماذا لم يذهب إلى المحاكم المصرية المشهورة والمعروفة باستقلالية القضاء فيها؟"
وفي سويسرا أخبر العقيد الغنام مراسل الصحيفة الأميركية بقصته عن وحشية وقسوة وفساد منظم وأحوال لا آدمية في السجون المصرية حسب ما ورد في الصحيفة التي أضافت أنه كان يتحدث بإنكليزية متلعثمة قال " هاكم الدليل " مشيراً إلى عدة ظروف منتفخة بدأ بإفراغها واحداً تلو الأخر وأخرج صوراً لمستندات بالعربية قال عنها إنها تبين أن "النظام المصري يقمع المعارضة بإصدار الأوامر للشرطة باستخدام التعذيب"، وقد أُبعد الغنام عن وزارة الداخلية في سنة 1999 بعدما نشر عدة مقالات في صحف المعارضة عن الفساد والتعذيب.
وأوضح أن الحكومة منعت نشر إحدى مقالاته التي أرسلها إلى جريدة أسبوعية ناطقة بالإنكليزية تطبع في القاهرة .
ويصف مراسل الصحيفة الأميركية العقيد محمد الغنام بأنه رجل هادئ الصوت يرتدي بدلة بيج أنيقة ، قال مسترسلاً أنه لا يخشى من العملاء المصريين " لأنهم لن يخاطروا بمحاولة إيذائي على الأراضي السويسرية " وعلى الرغم من ذلك قال أن هناك رجالاً غامضين يقتفون خطاه ويتابعونه. وقد اختار محكمة بلجيكية لبدء الإجراءات القضائية وذلك نظراً لاهتمام بلجيكا بقضايا الجرائم المُرتكبة ضد حقوق الإنسان.
وعدد العقيد الغنام الاتهامات بقراءتها من نص مكتوب مسبقاً باليد قائلاً إن الرئيس مبارك "يحكم مصر بالرعب" وأنه أصدر عفواً عن العديد من الضباط الذين تمت إدانتهم في المحاكم بالقتل "كما أنه " قلد ضباطاً أنواطاً وميداليات بعدما أدينوا بالقتل والتعذيب " .
وقدر العقيد الغنام عدد المعتقلين اعتقالاً إداريا في مصر بحوالي& 20 ألفاً بعضهم معتقل بدون محاكمة منذ 12 سنة ، ووصف زنزانات السجون بالازدحام الشديد حتى أن المساجين لا يجدون مساحة كافية للنوم على الأرض. وأكد أن جلسات التعذيب يستخدم فيها الضرب والجلد والحرق بأسياخ حديدية سخنت حتى الاحمرار.
ولم يكتف الغنام بهذا، وانما اتهم أبناء الرئيس المصري ببيع ممتلكات الدولة ومنها تحف نفيسة لا تقدر بثمن وقال إن النظام "يشجع الفساد على أعلى المستويات وبدرجة كبيرة للتغطية على الانحرافات" .
وختم اللقاء بقوله " إني أطالب الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تعطي مساعدات لمصر بتشكيل لجنة تكون مهمتها حصر الثروات التي نهبها المسؤولون المصريون وأسرهم .