احد الجرحى
القدس- هزت اسرائيل يوم الاحد عملية انتحارية جديدة وذلك بعد ثلاثة ايام على عملية دامية مماثلة في القدس الغربية ردت عليها اسرائيل بوضع حد لنشاطات الفلسطينيين في المدينة المقدسة. فقد قام انتحاري فلسطيني بتفجير العبوة التي كان يحملها وهو يدخل مقهى "وول ستريت" في كريات موتسكين بالقرب من حيفا بشمال اسرائيل، ما ادى الى مقتله وجرح 15 شخصا بحسب الشرطة.
وبذلك يرتفع الى 102 عدد القتلى (بعد وفاة طفلة فلسطينية مساء الاحد متأثرة بجروح اصيبت بها اثناء تبادل اطلاق نار بين فلسطينيين وجنود اسرائيليين في الخليل)، بينهم 65 فلسطينيا و35 اسرائيليا، منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في 13 حزيران (يونيو)، والى 716 قتيلا، بينهم 549 فلسطينيا و146 اسرائيليا، منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية قبل اكثر من عشرة اشهر.
وقد تبنت العملية الانتحارية حركة الجهاد الاسلامي المسؤولة عن تنفيذ سلسلة عمليات دامية في اسرائيل منذ 1994. وكان انتحاري فلسطيني ينتمي الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) نفذ الخميس عملية انتحارية في مطعم في وسط القدس الغربية اسفرت عن سقوط 16 قتيلا، بينهم منفذها، واكثر من 80 جريحا.
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، فان الرد على عملية الاحد لا شك آت لان الجيش يتحرك منذ اسابيع وفق تعليمات تقضي بالرد الفوري على اي عملية فلسطينية. وبعد
المطعم الثاني الذي استهدفته العملية الانتحارية الثانية في ثلاثة ايام
ساعات على العملية الانتحارية في القدس يوم الخميس، قامت طائرات اف-16 بقصف مركز للشرطة الفلسطينية في رام الله (الضفة الغربية) ولم يسفر عن ضحايا ذلك ان المبنى اخلي مسبقا. وعلى خط مواز، احتلت اسرائيل واقفلت بيت الشرق، المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية ورمز التطلعات الفلسطينية في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، واقفلت ايضا عشرة مكاتب فلسطينية في القطاع الشرقي من المدينة المحتلة التي ضمتها في 1967.
واعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان ان استيلاء اسرائيل على بيت الشرق واقفاله "يهدف الى وقف نشاط السلطة الفلسطينية في القدس" مؤكدة ان هذا النشاط "من دون الحصول على موافقة اسرائيل يشكل انتهاكا لسيادتها" على المدينة.
يذكر ان سيادة اسرائيل على القدس الشرقية غير معترف بها دوليا. واليوم الاحد صرح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) احمد قريع (ابو علاء) "ان اسرائيل فتحت معركة القدس. وان الفلسطينيين سيقاومون الاحتلال والاغلاق بكل الوسائل".
وكان يتحدث في ابو ديس بضواحي القدس الشرقية حيث اغلقت اسرائيل صباح الاحد مركز اتصالات فلسطينيا. ودعا الفلسطينيين والشعب العربي الى اظهار تضامنه بالمشاركة في الاضراب العام المقرر غدا الاثنين. والازمة بين اسرائيل والفلسطينيين حول مسالة القدس الحساسة جدا باتت تكشف الانقسامات التي تهز حكومة الوحدة الوطنية الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون (ليكود، يمين).
جثة انتحاري عملية حيفا
وقد اخذ وزير الخارجية العمالي الاسرائيلي شيمون بيريز مجددا مسافة في موقفه من السياسة الامنية لشارون. وقال بيريز امام اللجنة المركزية لحزب العمل ان "البعض يؤكد انه لا ينبغي التفاوض تحت وابل النيران وانا اوافق على ذلك (...) غير ان علينا التفاوض لتطبيق وقف اطلاق النار". واضاف "من دون ذلك، لن يكون هنالك اي فرصة. اذا لم نبذل جهدا كبيرا (لاطلاق مفاوضات) ستكون النتيجة مواصلة
اعمال العنف على كل المستويات وتقوية حماس". وكان بيريز طالب صباحا اثناء الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان تفتح اسرائيل حوارا مع السلطة الفلسطينية مشددا على ان "السياسة الحالية لا يمكن ان تستمر".
وهذه المرة الاولى منذ تشكيل حكومة شارون مطلع اذار (مارس) التي يتبنى فيها بيريز موقفا حاسما الى هذا الحد في وجه رئيس الوزراء الذي يرفض بشدة مباشرة حوار مع الفلسطينيين قبل وقف تام لاعمال العنف. ولكن مصدرا سياسيا افاد ان وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز حصل مساء الاحد على ضوء اخضر من رئيس الوزراء ارييل شارون للتفاوض مع مسؤولين فلسطينيين كبار، باستثناء الرئيس ياسر عرفات، على وقف لاطلاق النار.
وكان بيريز اخذ مسافة من الخط المتشدد لشارون واعترض الخميس على احتلال بيت الشرق، المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية، والذي يلقى التنديد من كافة انحاء العالم. وهكذا طلب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم ايضا في بيان "وقف الاحتلال (الاسرائيلي) من دون تاخير" للمكاتب الفلسطينية في القدس الشرقية. (أ ف ب)