أشاد الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني بالجهود التي يبذلها الرئيس حسني مبارك لوقف العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني‏.‏ وقال شعث في حديث للأهرام إن ايفاد الرئيس مبارك وفدا رفيع المستوي برئاسة الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس للشؤون
السياسية إلي العاصمة الأمريكية واشنطن هو بمثابة رسالة واضحة تطالب الإدارة الأمريكية بالتحرك قبل أن تنزلق المنطقة إلي أخطار لا يمكن تداركها‏.‏
وأضاف شعث قائلا إن مصر تقدر تماما أهمية المراقبين الدوليين لحماية الشعب الفلسطيني‏,‏ وتنفيذ توصيات لجنة جورج ميتشيل وأننا فهمنا من التصريحات التي أدلي بها الرئيس حسني مبارك في هذا الصدد أن وجود المراقبين في حد ذاته لا يكفي لأننا لا نريد مراقبين يقفون علي الحدود بل نريد وقف العدوان وإنهاء الاحتلال وإذا لم يكن لدي إسرائيل النية لإنهاء الاحتلال فسوف تفسر مسألة المراقبين علي أنها تجميد للوضع‏.‏ وقال شعث إن السلطة الفلسطينية تطالب بنشر مراقبين دوليين ولكن لأهم من المراقبين هو وقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية‏.‏
وحول الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الألمانية يوشكا فيشر في المنطقة وما إذا كان يحمل مبادرة أوروبية لعقد مؤتمر سلام دولي ثان تحت اسم مدريد‏2‏ قال شعث‏:‏ إن السلطة الفلسطينية لم تتلق بعد مقترحات من فيشر ولكن هناك أفكار أوروبية مطروحة لتحريك الموقف الأمريكي في اتجاه الضغط علي إسرائيل منها مدريد‏2,‏ والتنفيذ التدريجي لاتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيلييين والذي أسهم فيشر في التوصل إليه وكشف شعث عن أن فكرة مدريد‏2‏ طرحتها أسبانيا علي الفلسطينيين منذ عام‏,‏ وهي تتلخص في عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأؤسط في أكتوبر المقبل في الذكري العاشرة لانطلاق عملية السلام علي أمل أن يؤدي هذا المؤتمر إلي كسر الجمود في مسيرة السلام‏.‏ وقال شعث إن السلطة الفلسطينية تخشي أن تستخدم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مؤتمر مدريد‏2‏ كوسيلة للتراجع عن الأسس التي قامت عليها عملية السلام في مدريد‏1‏ وهي مبدأ الأرض مقابل السلام‏,‏ وقراري مجلس الأمن‏242‏ و‏383‏ مشيرا إلي أن أي مبادرة لا تؤدي إلي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لن يكون منها فائدة ولن يقبلها الفلسطينيون‏.‏
وانتقد وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني بشدة رفض الإدارة الأمريكية التدخل بشكل فعال في الأزمة الحالية التي تمر بها عملية السلام علي المسار الفلسطيني الإسرائيلي وقال إن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يختلف تماما عن والده الرئيس الأسبق جورج بوش الأب الذي وظف انتصاراته الخارجية في جر إسرائيل إلي عملية السلام في مدريد‏.‏
وأشار إلي أن بوش لم يحقق منذ توليه السلطة أي انتصار علي صعيد السياسة الخارجية‏,‏ وأنه أي الرئيس الأمريكي ـ ونائبه ووزير دفاعه يمثلون اليمين الأمريكي الذي لاتهمه منطقة الشرق الأوسط مادامت أن المصالح الأمريكية في المنطقة غير مهددة‏.‏ وقال شعث إن إدارة بوش تتبني فكرة دع الفلسطينيين والإسرائيليين يقرروا ماذا يريدون وهذه فكرة خاطئة تضر بالقضية الفلسطينية لأن إسرائيل لا تريد التهدئة في وقت تحصل فيه الحكومة الإسرائيلية علي كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي من الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏ وحول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن عقد لقاءات بين المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين قال شعث‏:‏ إننا نرحب بأي لقاء‏,‏ وبيريز اجتمع مرتين مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات‏,‏ وهو يتحدث بلسان أحلي من لسان رئيس وزرائه أرييل شارون‏,‏ ولكنه لا يملك صلاحيات أو تفويضا رسميا لاتخاذ أي قرار يؤدي إلي إنهاء العدوان علي الشعب الفلسطيني‏.‏
الدعم المالي العربي
وحول الدعم المالي العربي للانتفاضة قال شعث‏:‏ إن الدول العربية قدمت دعما ماليا للانتفاضة ولكنه ليس كافيا فالبنك الإسلامي التزم بتقديم مليار دولار منذ‏9‏ أشهر لم يقدم منها حتي الآن سوي‏400‏ مليون دولار‏,‏ وهناك التزام من الدول العربية بدفع‏45‏ مليون دولار شهريا حتي نهاية العام وهو مبلغ غير كاف لتعويض الأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد الفلسطيني من جراء الحصار العسكري والقصف الإسرائيلي اليومي للمنشآت الفلسطينية وأضاف‏:‏ أننا نشكر كل دولة عربية أسهمت في دعم الانتفاضة ونأمل في مزيد من الدعم لتعويض‏400‏ ألف عاطل فلسطيني عن العمل وتخفيف وطأة الحصار الاقتصادي الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني‏.‏(صحيفة الأهرام المصرية)
&