إيلاف- القاهرة - الخرطوم: أعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان حركة تمرد أمس انهم سيطروا خلال الاسبوعين الأخيرين على حاميتين حكوميتين كبيرتين في منطقة جبال النوبة جنوب غرب البلاد· وجاء في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه ان اللواء السابع والعشرين في&جيش التحرير الشعبي&بقيادة جون قرنق هاجم وأسر في 8 آب (اغسطس) الحالي حامية برقندي في منطقة كردفان الجنوبية بعد معركة دامت ثلاث ساعات·
واضاف البيان ان القوات الحكومية فرت تاركة خلفها تسعة قتلى وقائد الحامية الملازم محمد علي عبد الله الذي أسر وكمية كبيرة من الأسلحة·
وجاء في البيان ان اللواء السابع والعشرين في الجيش الشعبي هاجم وأسر في معركة سريعة وحاسمة أخرى في 16 اغسطس حامية داري في المنطقة ذاتها فقتل 13 جنديا من القوات الحكومية وصادر جميع أنواع الأسلحة·
واوضح البيان نقلا عن الناطق باسم المتمردين سامسون كواجي ان أربعة مقاتلين من المتمردين فقط اصيبوا غير ان اصاباتهم غير خطيرة خلافا لما اعلن الناطق باسم حكومة الخرطوم الجنرال محمد البشير سليمان الذي اكد في 19 اغسطس ان 15 من اعضاء الجيش الشعبي قتلوا في داري ·
وصعد المتمردون مؤخرا هجماتهم على الحكومة السودانية في اطار حملة لوقف التنقيب عن النفط واستغلاله في جنوب السودان·
على صعيد الفيضانات المدمرة بالسودان سجل منسوب المياه في النيل الرئيسي أمس بالخرطوم 16,32 متر فيما شهدت الخرطوم امطارا غزيرة منذ منتصف ليلة امس الأول وحتى صباح أمس·
واوضح مقرر لجنة الفيضان بوزارة الري السودانية عثمان التوم ان المناسيب في كل المناطق على النيل الأزرق ونهر عطبرة والنيل الرئيسي حتى مدينة عطبرة متذبذبة حول وضعها في الأيام الماضية خاصة مروي ودنقلا·
وقال ان المناسيب في مدينة دنقلا قد تجاوزت أعلى ماوصلت إليه عامي 88 و 94 بعشرة سنتيمترات ويتوقع ان تواصل المناسيب ارتفاعها حول دنقلا، مقتربة اكثر من أعلى ماوصلت اليه المناسيب في دنقلا عام ·1998
واضاف ان الموقف في الاحباس العليا والهضبة الاثيوبية مستقر حتى الآن·
وغمرت مياه الفيضان معظم الاراضي الزراعية على النيل من عطبرة حتى جنوب وادي حلفا، واتلفت جميع المحاصيل والنخيل، كما تضررت نحو 6700 أسرة في ولاية نهر النيل حيث يعيشون حياة مأساوية الآن·
وقد ناشدت حكومة ولاية نهر النيل بشمال السودان امس الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات التطوعية المساهمة في اغاثة المتضررين من فيضان نهر النيل·
وقد غمرت مياه الفيضان مساحات واسعة من الولاية بسبب الزيادة الكبيرة في مناسيب نهر عطبرة والنيل الرئيسي·
واعلنت سلطات الولاية عن اضرار لحقت بنحو ألفي أسرة بمحافظة أبوحمد بعد ان غمرت المياه سبع عشرة جزيرة وثلاث عشرة قرية بجانب الدمار الذي لحق بعدد من المؤسسات التعليمية والصحية·
كما أدت مياه الفيضان الى تدمير اكثر من 1500 منزل بمحلية سيدون بمحافظة الدامر·
واشارت حكومة الولاية في بيان لها الى ان هناك ألفي أسرة محاصرة بمياه فيضان نهر عطبرة·
وفي مصر قال وزير الأشغال المائية الدكتور محمود أبو زيد أمس ان بلاده مستمرة في اعلان حالة الطوارىء لمواجهة فيضان النيل الذي بلغ هذا العام معدلات لم تشهدها السنوات العشر الماضية·
واكد ابو زيد في تصريحات نشرتها الصحف المصرية أمس استعداد بلاده لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة اية مخاطر فنية ناتجة عن ارتفاع منسوب الصرف بنهر النيل في الفترة الحالية·
وقال انه على الرغم من ارتفاع الفيضان نتيجة زيادة منسوب النيل بعد الأمطار الغزيرة في السودان واثيوبيا الا انه لم يتقرر بعد فتح مفيض السد العالي لتصريف مياه النهر·
غير انه اكد الحاجة الى فتح هذا المفيض للمرة الأولى منذ إنشاء السد ولكن بعد وصول المنسوب والمياه أمام السد الى اكثر من 179 مترا·
وذكر ان هناك اتصالات مكثفة مع المسؤولين السودانيين ودول حوض النهر لمتابعة الموقف ومواجهة الزيادة في موسم الفيضان·
ودعا خبراء الى محاولة الاستفادة من فيضان النهر حيث توقعوا ان يصل مخزون المياه في مفيض السد العالي الى 35 مليار متر مكعب مع نهاية موسم الفيضان في نهاية سبتمبر المقبل·
وقالوا ان هذه الزيادة يمكن أن تساهم في زيادة رقعة الانتاج الزراعي المحكومة بنصيب مصر من مياه النهر والذي لا يزيد في الأحوال العادية على 55 مليار متر مكعب .