&
يستعد مزيفو عملة بريطانيون، متسلحين بأحدث تكنولوجيات المعلوماتية، لإغراق الأسواق الأوروبية بأوراق نقدية مزيفة لليورو في العام 2002 عندما يكون السكان في طور التأقلم مع العملة الجديدة.
وبريطانيا ليست ضمن الدول ال12 التي ستعتمد الأوراق والقطع النقدية لليورو في كانون الثاني (يناير) 2002. لكن ناطقا باسم الوحدة البريطانية المكلفة مكافحة الجريمة المنظمة (ان سي اي اس) قال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "نملك معلومات مفادها ان عصابات بريطانية بدأت إنتاج أوراق يورو مزيفة".
وتفيد "ان سي اي اس" ان تزييف العملة لم يعد يحتاج إلى مهارات معينة بسبب نوعية أجهزة النسخ وسهولة توافرها نسبيا.
ويضيف الناطق "خلال الفترة الانتقالية (الممتدة ما بين الأول من كانون الثاني (يناير) و17 شباط (فبراير) 2002) ستكون نوعية الأوراق النقدية المزيفة المتوافرة، غير جيدة. لكن بعد هذه الفترة ستنظم عصابات تزييف العملة صفوفها وستتمكن من إنتاج نسخ مزيفة لليورو بنوعية جيدة".
واتخذ المصرف المركزي الأوروبي إجراءات صارمة لإفشال المزيفين الذين سيحاولون إدخال أوراق وقطع نقدية جديدة إلى منطقة اليورو.
وتتضمن هذه الإجراءات اعتماد حبر ممغنط وحبر بصري متغير وهولوغرام وشريط حديدي لضمان عدم تزييف الأوراق النقدية فضلا عن مميزات أخرى لا يعرفها سوى خبراء المصرف المركزي الأوروبي.
لكن ما تخشاه السلطة هو ان يجد المزيفون شركاء غير طوعيين لتسيير أوراقهم المزيفة ما ان تبدأ المرحلة الانتقالية.
فالضحايا المحتملون لن يكونوا فقط من المتقاعدين الحائرين او أشخاصا لم يستفيقوا بعد من احتفالات رأس السنة. فخطر مرور هذه الأوراق المزيفة على التجار قائم أيضا.
ويشدد الناطق باسم "ان سي اي اس" ان "التجار فئة معرضة كثيرا" ويجب ان يستعدوا جيدا للتعرف على الأوراق النقدية المزيفة مشيرا إلى وجود أجهزة لكشف الأوراق المزيفة.
وقررت متاجر "ماركس اند سبنسر" البريطانية الكبيرة قبول الأوراق والقطع النقدية لليورو في بعض متاجرها في بريطانيا العام المقبل ولا سيما من اجل خدمة السياح. ولم تقرر هذه المجموعة اعتماد أجهزة جديدة للكشف عن الأوراق المزيفة بل إنها تعتمد على تدريب العاملين لديها.
وقال ناطق باسم "ماركس اند سبنسر" ان "المصرف المركزي الأوروبي سيرسل في أيلول(سبتمبر) المقبل معلومات يمكن من خلالها معرفة الأوراق والقطع النقدية المزيفة. وسيكون لدينا متسع من الوقت لتدريب فرقنا".
وقد تكون المصارف البريطانية معرضة أيضا لخطر قبول عملة مزيفة مع إنها مستعدة اكثر من غيرها في هذا المجال.
وقال وليام ميسون أحد المسؤولين في جمعية المصارف البريطانية ان "الخطر الرئيسي في القطاع المصرفي هو العملة المزيفة". ورأى خلال مؤتمر عقد أخيرا حول اليورو والتغييرات التي ستحملها معها العملة الأوروبية الواحدة "ان النقص في المعرفة هو مصدر القلق الرئيسي".
ورأى ان قسم الصرافة في المصارف ومكاتب الصرافة البريطانية قد تشكل أماكن جيدة "للتزييف والغش".
لكن يبقى الأفراد، الضحايا الأكبر على الأرجح لمزيفي العملة إذ عليهم ان يعتادوا على الأوراق والقطع النقدية الجديدة.
واوضح الناطق باسم "ان سي اي اس" انه يضاف إلى ذلك ان "الكثير من الأشخاص استخدم نوعا واحدا من العملة طوال حياتهم. والبعض الآخر في حيرة تامة" وهذه الأجواء ستكون مؤاتية لانتشار العملة المزيفة.
(أ ف ب - دانيال روك)