&
جنيف- اعتبرت المفوضة العليا لشؤون حقوق الانسان في الامم المتحدة ماري روبنسون انه "من غير المقبول اعتبار الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية" في مقابلة نشرتها صحيفة "لوتان" السويسرية السبت.
وفي حين يفتتح المؤتمر العالمي لمناهضة العنصرية الجمعة في 31 اب/اغسطس في دوربان في جنوب افريقيا، قالت روبنسون الامينة العامة للمؤتمر، انها اكيدة من انه "لن تتم في دوربان حتى مجرد مناقشة" النصوص الاكثر راديكالية حيال اسرائيل والتي اقترحتها بعض الدول الاسلامية.
وكرر الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة تهديد الولايات المتحدة بمقاطعة المؤتمر في حال "كانت اسرائيل هدفا له، واستمروا في اعتبار الصهيونية احد اشكال العنصرية".
وقالت روبنسون ان "مؤتمر دوربان لا يستطيع ان يحل قضية الشرق الاوسط غير انه لا يستطيع ايضا ان يتجاهلها".
واضافت "بعد تفكير عميق، اعتبرت انه لا مجال لتجاهل مؤتمر دوربان معاناة شعوب الشرق الاوسط (..) ان الوضع ميدانيا لم يبلغ ابدا هذا الحد من الخطورة: معاناة الشعب الفلسطيني وكون الاسرائيليين انفسهم ضحايا العنف وانعدام الامن".
وفي ما يتعلق بالعبودية، النقطة الثانية التي تشكل عائقا امام الاعمال التحضيرية للمؤتمر، قالت روبنسون ان وفود غربية طلبت منها "التاكد من ان اللغة المستخدمة في دوربان لن تقود الى فتح ملاحقات جزائية مستقبلية طلبا لتعويضات".
وقالت "الحقيقة ان الاتحاد الاوروبي لا يريد ربط اعترافه بالظلم المرتكب في الماضي بتقديم تعويضات".
غير انها لفتت الى امكان "التوصل الى توافق في الوقت الراهن" باعتبار ان الدول الغربية قدمت "بادرات انفتاح" في حين قدمت الدول الافريقية "تنازلات".
وقالت ان "تعبير +اصلاح+ ما جرى لم يعد متداولا، لكن لا تزال مطروحة فكرة تشكيل صندوق تعويضات، غير ان ذلك لا يشكل صلب القضية. الطريق الصواب يتمثل بالاقرار باخطاء الماضي وانعكاساتها المتأصلة".
واكدت ان برامج المساعدة والتنمية تتضمن ايضا تخفيف ديون البلدان الاكثر فقرا.
وقالت "ليس من المسموح ان تفتقر البلدان التي يحمل ربع سكانها فيروس الايدز الى نظام صحي لائق بسب النقص في الاموال".
واضافت، في كل هذه القضايا الخلافية، "على مؤتمر دوربان ان يؤمن ان يشكل وسيلة للشفاء من امراض الماضي. من المهم ايضا ان يدرك كل شخص ان الظلم في عالمنا ليس ناجما عن الصدفة او اسباب عرضية وانما عن الاستعمار والاستغلال". (أ ف ب)