كشفت "معلومات رسمية" ان المرشح لرئاسة الجمهورية، الذي جرى التكتم على اسمه في ملف المستشار السابق لقائد القوات اللبنانية، توفيق هندي، والذي نقده مبلغ 2500 دولار أميركي للتوسط مع اسرائىل بغية ضغطها على الولايات المتحدة لدعمه في الانتخابات الرئاسية، هو فارس بويز، صهر رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي.
واستبعدت المعلومات اتخاذ أي تدابير قضائية في اللحظة الراهنة بحق بويز "وذلك لحين بلورة مجريات التحقيق الأولي مع هندي والصحافي انطوان باسيل لتحديد مدى تورط النائب بويز، وعليه يتم تحديد ما إذا كان الأمر يلزم تقديم طلب لرفع الحصانة عنه، تمهيداً للاستماع إلى افادته والادعاء عليه".
ورد قريبون على ما وصفوه بـ "الاشاعة المضحكة" بالقول ان بويز، الذي كان وزيراً للخارجية فوّضه مجلس الوزراء اجراء مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في مدريد وفي الولايات المتحدة الأميركية، أي انه كان وجهاً لوجه مع الإسرائيليين، ولم يكن بحاجة إلى توفيق هندي لتسويقه لو صحت تلك الاشاعة.
وأضاف هؤلاء: "ان المبعوثين الأميركيين والأوروبيين الذين كانوا يأتون إلى لبنان يوم كان بويز وزيراً للخارجية لطالما سعوا إلى عرض مساعيهم لعقد لقاءات جانبية مع الاسرائيليين، وهو ما كان يواجه برفض دائم".
ونفى هؤلاء أن يكون بويز على معرفة بالصــحافي انطوان باسيل، من قريب أو بعيد "فهــو لا يعرف حتى شكله"، وتساءلوا: "هل يعقل وبـ 2500 دولار اقنــاع الاــسرائيليين والأمــيركيين بتبــني مرشــح لرئاســة الجـمهورية؟".
إلا أن مصادر متابعة قالت لـ "الرأي العام" ان جهات أمنية لبنانية كانت اكتشفت في وقت سابق في سجلات وزارة الخارجية وثائق تشير إلى ان الصحافي انطوان باسيل المتهم بإجراء اتصالات بإسرائىل حصل على بطاقات سفر مجانية من الخارجية مرات عدة.
وقال هؤلاء ان هذه القضية أثيرت في وجه بويز قبل ثلاثة أعوام عندما حاول الرئىس الهراوي تسويق بويز كمرشح لرئاسة الجمهورية لدى جهات اقليمية مؤثرة في لبنان.
على صعيد آخر انتهى اجتماع المئة دقيقة الذي عقد بين رئىسي الجمهورية اميل لحود، والحكومة رفيق الحريري بعد عودة الأخير إلى بيروت من "إجازته" القسرية إلى بيانين، واحد عن لحود قال فيه انه أكد ان مسؤولية تعزيز الوضع الاقتصادي ورعايته مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون جميع السلطات"، وآخر عن الحريري قال فيه "إن هناك توافقاً كاملاً مع لحود على أن الأمن والسياسة والاقتصاد كما سائر شؤون الدولة تحكمها المؤسسات الدستورية".
وإذ حرص بيان لحود على تجاهل ما حدث على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، تعمد الحريري القول "إنه تم عرض ما شهدته المرحلة السابقة من تطورات وجرت مناقشة تداعياتها بموضوعية وصراحة ووضعت الأمور في نصابها الصحيح وفي حجمها الحقيقي"، مشيراً إلى الاتفاق على أن لا مكان للخلاف بين لحود والحريري.
ويلتقي الرئىس لحود غداً "لقاء قرنة شهوان" في اطار حوار لم تتضح بعد آلياته ومستقبله.
وكان لافتاً أمس الهجوم الذي شنه قائد الجيش السابق العماد ميشال عون على "لقاء قرنة شهوان" والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير واتهمه بتهميش حركة الشارع وتغطية سياسة الحكم.(الرأي العام الكويتية)