&
لا تبحثوا عن تفسيرات ولا تناقشوا سياسة القيادة ولا تتكلموا او تتصرفوا إلا بإذن الأمير :

القاهرة : نبيل شرف الدين: تتبع جماعات الإخوان المسلمين في المنطقة العربية وتحديدا في مصر والأردن والمغرب العربي والشام نظاما يميل الى "السرية" في التوجيه الداخلي لكوادرهم الذين يعدون بالآلاف، واسلوب التوجيه لكوادر الاخوان الشعبية وليس النخبوية ما زال من اهم اسرار هذا التنظيم العملاق الذي ينتشر في الكثير من بلدان العالم ان لم يكن في جميعها.
ونظام العلاقة بين الكوادر والقيادة داخل التنظيمات الاخوانية يعتبر من اسباب نجاح التنظيم رغم تعقيداته الكثيرة، لكن المثير في المسألة ان مكتب الارشاد المركزي في القاهرة لتنظيم الاخوان "عمم" مؤخرا على اضيق نطاق ممكن "وثيقة هامة جدا" حصلت عليها "إيلاف" وصيغت على شكل رسالة اخوانية داخلية "تقرأ ولا توزع" على كوادر القيادات من الدرجة الثانية والثالثة في التنظيم باعتبارها "توجيهات عليا" .
والوثيقة يتلوها فقط عضو قيادي في التنظيم الاخواني المحلي على "الأسرة الاخوانية" ويرفض توزيع اي نسخ منها ويطلب من كل كادر اخواني حفظ دروسها والتنبه لمضامينها.
تتساءل الوثيقة الاخوانية: هل للشيطان من سبيل الى قلوب "الاخوان "؟ وهل يجرؤ الشيطان على الاقتراب من الاخوان؟ وهل يمكن ان يستمع الاخوان الى ايحاءات الشيطان؟ وهل يمكن ان يستجيب الاخوان الى ايحاءات الشيطان؟، لكنها تنتقل الى فصل "التذكير بالاصل".
وتسترسل الوثيقة السرية قائلة : والشيطان عندما يقدم ايحاءاته للناس بشكل عام، انما يقدمها مغطاة بغطاء المصلحة، ومزخرفة ببريق خادع وملفوفة برداء جميل.
ثم تقفز الوثيقة الى المسألة المركزية عبر السؤال التالي: ترى، اذا كان آدم عليه السلام الذي خلقه الله سبحانه بيديه واسكنه جنته قد استجاب الى ايحاءات الشيطان، افلا يمكن أن يستجيب "الاخوان" الى ايحاءات الشيطان؟ بلى!! اذا، فندخل في الموضوع؟ ماهي ايحاءات الشيطان للاخوان؟ وماهي الأوتار الحساسة التي يعزف عليها الشيطان للاخوان؟ وماهي التغطية التي يغطي بها نصائحه لهم؟ وماهي اهدافه النهائية؟
وقبل الدخول في ايحاءات الشيطان في موضوع السمع والطاعة والالتزام بالتعليمات تعرض الوثيقة نفسها لسلسلة من الاحاديث النبوية مستدلة بها على مجموعة من الأبعاد المتعلقة بالامير والمأمور والامر.
ـ اما البعد الاول المتعلق بالامير فهو يركز على مستوى الامير، سواء المستوى الاجتماعي او الثقافي او الذهني او الجسمي، وقد كان اكبر فرق في المستوى بين الناس في عهد النبي هو الحرية والعبودية. فالفرق بين الحر والعبد اكبر من اي نوع من الفروق الأخرى.
وتنتقل الوثيقة للبعد الثاني وهو البعد المتعلق بالمأمور: وهو بعد يتعلق بحالة المأمور من عسر ومنشط ومكره والتوجيه النبوي واضح ايضا في هذا البعد، وهو ان عليك السمع والطاعة في احوالك المختلفة المذكورة آنفا ثم الثالث: فهو البعد المتعلق بالامر نفسه وهو انك تسمع وتطيع في غير معصية.
وفي باب الايحاءات تقول الوثيقة: يمكن ان تدخل ايحاءات الشيطان تحت البنود التالية "وهي علي سبيل المثال لا الحصر":
أولا : حضور النشاطات "اسرة ، كتيب ، رحلة، لقاء&.. الخ، والالتزام بالموعد"&.. ايحاء الشيطان: لا داعي لحضور هذا النشاط، ولا داعي للالتزام بالموعد المحدد.
الأغطية التي يستخدمها الشيطان:
ـ النقيب ـ المقصود القائد ـ غير كفؤ وانا اشعر اني اعلى مستوى منه، ما الى ذلك.
ثانيا : عدم الالتزام بآداب الحوار اثناء جلسات الاخوان.
ايحاء الشيطان : لا تلتزم بالآداب والقواعد المتفق عليها اثناء الجلسات مثل: الاستئذان عند الكلام، التوقف عن الكلام عند طلب الامير بذلك، الخروج من الجلسة بدون اذن.
والأغطية المستخدمة في هذه الحالة هي :
ـ لا يجوز منعي من الكلام فهذا حق لي&.. لا بد من اكمال كل ما اريد قوله لكي اوضح الفكرة&.. وغيرها.
ثالثا: عدم السمع والطاعة عند اختلاف الآراء.
ايحاء الشيطان: لا تسمع ولا تطع ولا تلتزم باوامر القيادة وسياسات الجماعة.
الاغطية التي يستخدمها الشيطان: عدم الاستشارة "انتم لم تستشيرونا في هذا الامر"، مصلحة الدعوة "ليس في هذا الامر مصلحة للدعوة"&.. الخ.
رابعا : التحريض على عدم طاعة القيادة والسعي بهذا بين الاخوان.
ايحاء الشيطان: انت على حق والقيادة على خطأ ومن واجبك دعوة غيرك من الاخوان لعدم الالتزام بطاعة القيادة.
والأغطية المستخدمة في هذه الحالة هي :
ـ القيام بالواجب الشرعي: فالواجب الشرعي يحتم علينا تبصير غيرنا من الاخوان، عدم كتمان الحق، الكولسة للحق ومن اجل الحق، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وتنتقل الوثيقة الى باب القواعد والمبادئ التي على الاخ المسلم ان يتذكرها حتى لا يستجيب لايحاءات الشيطان، وهي كالتالي :
ـ عليك السمع والطاعة للامير مهما كان الفرق بينك وبينه في المستوى .
ـ عليك السمع والطاعة في الامر الذي تحبه ويروق لك أو لا تحبه ولا يروق لك .
ـ عليك السمع والطاعة في حالة العسر واليسر وفي حالة النشاط وفي حالة التثاقل .
ـ عليك الالتزام بالحضور الى اللقاء او النشاط في الموعد المحدد لان الموعد عهد ووعد بينك وبين من اتفقت معهم على ذلك والوفاء بالعهد من اساسات الدين .
ـ عليك الالتزام بآداب الجلسات الاخوانية مثل الاستئذان عند الكلام والتوقف عن الكلام حين يطلب منك ذلك والاستئذان للانصراف من الجلسة وذلك لان هذه الاداب يجب ان تراعى عند الكفار فضلا عن المسلمين
ـ لا يجوز لك مخالفة التعليمات بحجة ان القرار خاطئ فالخطأ تقدره قيادة الجماعة
ـ لا يجوز لك مخالفة التعليمات والسياسات بحجة ان هذه السياسات فيها مداهنة للسلطات، فالقيادة تقدر مثل هذا الامر ويجب ان تكون على ثقة ان قيادتك لا تقل حرصا منك في عدم الوقوع في المداهنة
ـ عليك الالتزام بالتعليمات حتى ولو لم تكن مفسرة من القيادة، واعلم ان ليس من المصلحة تفسير جميع الاوامر والتعليمات، والقيادة تحتفظ احيانا بالمبررات لوجود مصلحة في ذلك
ـ الجهة التي تفتي في مسألة اجتهادية هي التي تحددها القيادة وليس التي تحددها انت، والا سيكون الامر فوضى لان الذين يفتون كثيرون
ـ الشورى اطار عام وليس بالضرورة ان يستشار الاخوان في كل امر
ـ الهدف من الاستشارة هو معرفة الآراء من اجل الوصول الي الحق وما يحقق المصلحة وهي اذا لم تأخذ برأيك فانها تأخذ برأي غيركم وقد تؤخذ الاستشارة من مستوى معين
ـ ليس شرطا الاخذ برأي الاغلبية، فللقيادة الحق في تمحيص الآراء ودراستها وجمع بعضها الى بعض والوصول الى القرار الذي تراه مناسبا حتى لو كان مخالفا لرأي الاغلبية، وقد تكون عند القيادة معلومات متوافرة حول القضية المطروحة وليست موجودة عند الافراد وبالتالي يأتي قرارها مخالفا لرأي الاغلبية
ـ نتيجة الشورى هل هي ملزمة، او معلمة خلاف فقهي، وفي الامر سعة الا ان الجماعة ترى ان الشورى ملزمة وتطبق في مختلف مجالسها القيادية
ـ اخيرا تذكر ايها الاخ انك في بيعة مع هذه لجماعة، والنكث لا يجوز
وفي بابها الاخير وتحت عنوان "خاتمة" قالت الرسالة الاخوانية: ايها الاخوان، هذه بعض ايحاءات الشيطان التي يقذفها في قلوب بعض الاخوان، وهو يهدف الى زعزعة اساس هام من اساسيات بناء الاخوان، بل بناء الاسلام وهو السمع والطاعة للقيادة وتنفيذ التعليمات والسياسات للجماعات، وبذلك يختل البناء ويضعف، وتحدث الفرقة والتشتت والشحناء والبغضاء بين القلوب، ويزداد الامر خطورة اذا تبنى هذه الايحاءات عدد من الاخوان بشكل منظم، عندئذ تحدث المصيبة وينقسم الصف الواحد الى صفين ، والجماعة إلى جماعتين والقيادة إلى قيادتين ثم يتضاعف الانشقاق تحت ضغط غواية الشيطان، فتصبح الجماعة جماعات والقيادة قيادات لا قدر الله تعالى .