&
القاهرة- ضحى خالد: بعيدا عن الأضواء والكاميرات وضجيج الاستديوهات& وصراخ المخرج: "ستوب.. اكشن.. صور.." وبعيدا عن الكلام المنمق وحديث المجاملات ، وبدون رتوش أو ماكياج التقينا الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي الذي اثرى الساحة الفنية بأعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية على مدار ما يزيد عن نصف قرن. رسم الابتسامة على وجوه الكبار والصغار، بنفس البراعة التي أجبر بها الدموع على الانسياب من دون تكلف أو ادعاء ..
في بداية حوارنا سألناه: ماذا تفعل لو أصبحت مسؤولا عن المسرح؟
فأجاب:
لو أصبحت مسؤولا عن المسرح سوف أعيد عجلة الزمن بأي طريقة كانت. أي أعيد ما كان يحدث قبل وبعد ثورة 23& تموز (يوليو).. كانت الدولة وقتها تعطي الفرق المسرحية الدعم المادي لكي تقدم الاعمال المتميزة وهذا كان يسري علي فرق الدولة والفرق الخاصة، اي فرقة يوسف وهبي والريحاني والكسار وحتي فرق المسرح الحر كانت تحصل علي الدعم. اما الآن فالفرق بتحاول تجتهد.. لذلك نجد معظم المسرحيات "ممصمصة" اي غير مصروف عليها جيدا مثل زمان، والمنتج في هذه الحالة مظلوم لان عليه اعباء كثيرة جدا من اجور فنانين لايجار مسرح لمصاريف الخدمات "المياه والكهرباء" بالاضافة الي الديكور وتحصيل الضريبة.. والهم الأكبر في عمل الدعاية لان مصاريف الدعاية في الصحف والتلفزيون وملصقات الشوارع تضاعفت جدا في السنوات الماضية ولو اصبحت مسؤولا سأحاول ايجاد حلول .
هل ما أضحك الناس زمان يضحكهم الآن؟
&ليس شرطا من الممكن ان اضحك علي شيء اليوم واذا تكرر نفس الشيء بعد ساعة لا اضحك عليه وهناك مسرحيات قديمة مازالت تعرض ومازال الجمهور يشاهدها ويقبل عليها.. الضحك والتفاعل من عند الله فهناك اشخاص لهم "كرزمة" عالية ومعتادة تضحك الناس في اي وقت وفي اي زمان.
رأيك في إعادة تقديم المسرحيات القديمة؟
مسرحيات زمان كانت تعالج وتناقش المشاكل التي كانت موجودة في تلك الفترة وكانت الافيهات مبنية علي الاحداث المعاصرة لذلك كانت الناس بتضحك عليها.. وعندما كنا نقوم بتمصير اي مسرحية اجنبية نعطيها الصبغة والروح المصرية لهذا كانت الناس بتحب المسرح.. اما مسألة اعادة المسرحيات فانا رافض بشدة واعتقد ان الناس ايضا رافضة لهذه الفكرة والدليل علي كلامي ان المسرحيات التي تم اعادتها لم ترق الي مستوي مثيلاتها لان هذه المسرحيات نجحت بابطالها.. فمثلا مسرحية مثل "سكة السلامة" كان فيها اساتذة كبار جدا يأتون من أين الآن؟ فمن اين يأتون بفنان مثل "الجزيري" أو "توفيق الدقن" أو عبدالمنعم ابراهيم" أو "محمود عزمي" ولا "شفيق نور الدين"؟!
هل تعتبر المسرحيات القديمة من الكلاسيكيات ولايجب التغيير والتحديث فيها؟
زمان.. كنا فاكرين كده.. ولكن الآن المسائل كلها تغيرت وبدأوا في الخارج عمل تطوير في كل شيء.. في النص وفي الاخراج الذي اصبح في منتهي الابهار لاقصي درجة وهذا بدأ يحدث من فترة مثلا أنا شهدت مسرحية "البؤساء" في لندن منذ 12 سنة بشكل استعراضي "ولوكاندة الفردوس" التي قدمناها في اواخر الستينات.. وكنا نقدمها بشكل تاني خالص معتمدين فيها علي الابهار وتحديث الافيهات.
الهوايات التي تمارسها وقت الفراغ؟
انحصرت هواياتي الآن في القراءة والكتابة ومشاهدة المسرحيات الحديثة وانا الآن اكتب سيرتي الذاتية لان هيئة الكتاب طلبت مني ذلك ، وكذلك قناة الاوربت ولما اسافر الي فرنسا او انجلترا او أي بلد اجنبي اشبع هواياتي واشاهد كل المسرحيات الحديثة لأن هذه حياتي ومهنتي .
وجبتك المفضلة؟
&تربينا على القناعة وعمري مثلا ما قلت انا عايز اكل كذا أو كذا كانت زوجة ابي.. نسألها: طابخين ايه؟ ترد مثلا.. عندنا "بصارة" أو طعمية او عدس.. نقول طيب.. ومفيش واحد يقول ما بحبش او مش عايز!
امنيات تحققت وأمنيات لم تتحقق؟
الفنان دائما طماع.. يريد ان يعمل دائما اشياء جديدة.. والحمد لله عندي اشياء كثيرة جدا جديدة ولكن.. تحتاج الكثير من الوقت والجهد والمال لكي تظهر للنور وإن شاء الله تظهر هذه الاعمال يوماً ما .. أما أمنيتي الأخيرة فهي أن ألحق بالرفيق الأعلى قبل أن يندثر المسرح العربي .
الوجه الآخر من حياتك كرب اسرة؟
أنا أب لثلاثة اولاد.. ابنتي الكبيرة "امل" وبعدين المهندس "محمد" و"احمد" واصريت علي اقامتهم جميعا معي في البيت وكل يوم جمعة لابد ان اجلس معهم ومع اولادهم ونتغذي سوا ونسهر معا وانا بالنسبة لهم "بابا عبده" و"جدو عبده".
الأعمال التي تعتز بها وتعتبرها علامات مضيئة في تاريخك الفني؟
كل الاعمال التي قدمتها واعجبت الناس اعتبرها علامات مضيئة في تاريخي الفني ومنها مسلسل "ابنائي الاعزاء شكرا" و"ابنتي العزيزة" وفيلم "الحفيد" و"مولد يا دنيا" و"احنا بتوع الاتوبيس" وكل المسرحيات التي قدمتها.
همومك وآمالك الخاصة؟
نفسي المسارح الموجودة عندنا وخاصة المسارح التابعة للدولة يعاد تجديدها واعيش واشوف حتى ولو ثلاثة منها بشرط يكونوا مثل المسارح التي نراها في الخارج.. التي بها ميكانيزم عال تبهر اي متفرج مثلا لو فيه مشهد بحر نشاهد فعلا بحر وموج وكأنك فعلا جالس علي البحر.
&
مواقف لا تنساها ؟
الموقف الذي لايمكن أن أنساه في حياتي حدث اثناء عرض مسرحية "حصة قبل النوم" وحدث اثناء عمل مشهد بيني وبين سهير الباروني واثناء اندماجي في الدور وجدت سهير وجهها راح "30 لون" وليست مركزة معايا اطلاقا فنظرت مكان نظرتها فوجدت راجل واقف علي خشبة المسرح ومعه مسدس واقف وطبعا خفنا نرفع ايدينا لفوق والناس فاكره ان هذا مشهد مضحك وطبعا كانت غرقانة من الضحك.. وانا لا اريد عمل اي شي حتى لا تحدث أزمة ولم ينقذني الا موظف الصالة صعد وطبطب عليه واخذ منه المسدس وعرفنا في النهاية انه مختل عقليا.
والموقف الثاني كان يتكرر دائما عندما كنا ننام في قطار الاسكندرية ولاننزل في محطة سيدي جابر وكنا ننزل في محطة مصر ونضطر الي الرجوع في تاكسي الي سيدي جابر لان المسرحيات كلها كانت وسط الاسكندرية.
من الذين تأثرت بهم في حياتك؟
تأثرت جدا باساتذتي: زكي طليمات واحمد علام وحسين رياض وعباس فارس واخذت منهم الخبرة وكيفية مواجهة الجمهور وبعدين وضعنا نحن بصماتنا علي الاعمال التي قدمناها.
عباس البليدي.

الأماكن التي تحب زيارتها والاعمال التي تحب مشاهدتها وسماعها؟
&احب كل الأماكن الساحلية وخاصة الاسكندرية وبورسعيد واحب جدا الذهاب الي سوريا ولبنان.. واعجبتني البرامج الحوارية التي بدأ التليفزيون تقديمها هذا العام واحب اسمع عبدالوهاب وام كلثوم واسمهان وليلي مراد وشادية وعباس البليدي وفايزة احمد وغيرهم .