&
&طهران - عاد الهدوء اليوم الى مدينة سابزوار الواقعة شمال شرق ايران وذلك غداة صدامات عنيفة بين متظاهرين يحتجون على مشروع تقسيم اداري لمحافظتهم وقوات الامن ما اسفر عن سقوط قتيل و37 جريحا، وفق ما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
&واوضحت الوكالة ان "الهدوء عاد" وان "الناس عادوا الى بيوتهم" منذ مساء الخميس مضيفة ان المدينة "تحت سيطرة" الباسيدج (ميليشيا اسلامية).
&ويرى المحللون فى هذه المواجهات الدامية مؤشرا على توتر متزايد فى البلاد يتجاوز الخلافات السياسية الى الاصلاحات المطلوبة في المحافظات.
& وبحسب الوكالة فان الشرطة فتحت النار والقت القنابل المسيلة للدموع على مئات المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على قرار الحكومة تقسيم محافظة خرسان الى ثلاث محافظات دون اتخاذ مدينتهم عاصمة لاي من هذه المحافظات.
&واضافت ان القتيل وهو صبي لم يكشف عن عمره او هويته سقط بالرصاص وان 37 شخصا اخرين جرحوا بينهم عدد من عناصر الامن. وكانت الوكالة افادت في وقت سابق عن وقوع 73 جريحا ثم صححت العدد لتعلن عن 37 جريحا.
&واعتقلت قوات الامن 134 متظاهرا لاستجوابهم وامرت بحبس 34 منهم فى الوقت الذي قطعت فيه الطريق الدولية بين طهران ومشهد التى تمر فى سابزوار لعدة ساعات وتعرض بعض المباني الرسمية للتخريب.
&وقررت الحكومة الاحد تقسيم مقاطعة خرسان اكبر المحافظات الثماني والعشرين فى الجمهورية الاسلامية (300 الف كلم مربع) التى تقع على الحدود مع افغانستان والثانية من حيث عدد السكان (ستة ملايين نسمة) الى ثلاث محافظات هي :مشهد (الوسط) وبوجنورد (الشمال) وبريجند (الجنوب) وهو قرار يحتاج الى مصادقة البرلمان لكي يصبح نافذا.
&ولم يتم اختيار سابزوار ذات المواقع التاريخية والمكانة الاقتصادية المميزة عاصمة لاي من المحافظات الجديدة ما اثار غضب السكان.
&وقد عاد الهدوء بعد تاكيد الحكومة ان القرار ليس "قرارا نهائيا لا رجعة فيه" مذكرة بما تعهد به الرئيس محمد خاتمي بانه "سيحترم ارادة الشعب".
&وكان وزير الداخلية عبد الواحد موسوي لاري امتدح القانون الذي قال انه "سيوفر الازدهار والتنمية" للمنطقة لكنه لم يتوقع ان يؤدى الى ردود فعل بهذا الحجم.
&وقد شهدت مدينتان اخريان فى محافظة خرسان تظاهرات مماثلة لكنها لم تكن دموية احتجاجا على التقسيمات الادارية الجديدة.
&واعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران شهردود رحماني بور ان "تظاهرات الغضب تتزايد منذ بضع سنوات خصوصا منذ ان اعلن الرئيس خاتمي عن مشروع اللامركزية مع انتخاب مجالس بلدية جديدة تتمتع بصلاحيات واسعة".
&وقال ان المطالب "باتت الان اقوى واوضح وبات التوجه الى العنف امرا مالوفا" لكنه اوضح ان "القضايا المثارة محلية صرف وليس لها اي بعد وطني او سياسي".
&وراى ان المشكلة تاخذ طابعا خاصا في خرسان حيث هناك امران شديدا الخطورة هما قضايا الامن مع وقوع المحافظة على الحدود مع افغانستان وتهريب المخدرات .. يضاف الى ذلك الجفاف الذي يضرب هذه المحافظة منذ سنوات ويلحق اضرارا كبيرة بالزراعة المصدر الرئيسي لمعياشة السكان".
&(ا ف ب)