بيروت-&إيلاف: &حملت السلطة الفلسطينية اليوم الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن اغتيال المقدم تيسير خطاب مسؤول المخابرات الفلسطينية العامة في غزة صباح اليوم بتفجير سيارته. غير ان مسؤولا
والدة خطاب تبكيه
&كبيرا في وزارة الدفاع الاسرائيلية نفى "اي تورط" لاسرائيل في الهجوم الذي اودى بحياة خطاب. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه "نحن ننفي اي تورط في هذه القضية الناجمة على الارجح عن حادث عمل او عن نزاعات بين الفلسطينيين". وتعبير "حادث عمل" لدى السلطات الاسرائيلية يعني عادة الاشارة الى انفجار يقع خلال قيام فلسطينيين بتحريك او نقل متفجرات.
واكد سلطان ابو العينين مسؤول حركة فتح في لبنان في تصريح لـ"إيلاف": ان بصمات اسرائيل واضحة على كل الجرائم التي ارتكبت بنفس الاسلوب والطريقة وبكل وقاحة حيث لا مراعاة لكل الادانات الصادرة عن المجتمع الدولي. اضاف: لقد اعلن الاسرائيليون صراحة عن خطة لاغتيال القيادات الفلسطينية فاغتالوا ابو علي مصطفى وفشلوا في اغتيال مسؤول الجبهة الديمقراطية "ابو ليلى" ونجحوا اليوم في اغتيال تيسير خطاب وكل ذلك بضوء اخضر من (الرئيس الاميركي جورج) بوش وبتشريع اميركي لخطة الاغتيالات.
وحول مدى استعداد الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات من جديد كما يطالب الاميركيون، قال ابو العينين: لا احد مستعد للتفاوض في ظل هذه الاجواء. لدينا شروطنا للعودة الى طاولة المفاوضات اذ كيف نذهب الى المفاوضات والسكين على رقابنا. الاسرائيليون اطلقوا رصاصة الرحمة على المفاوضات وحركوا الآلة العسكرية للقضاء على كل الاتفاقات الموقعة. ليس نحن من تخلى عن اتفاقات اوسلو بل اسرائيل واذا ارادوا اعلان الغاء اوسلو فليفعلوا ويلغوا الاتفاق الموقع بيننا وبينهم برعاية دولية.
وحول الاستنفار الاسرائيلي على الحدود اللبنانية قال مسؤول فتح:& لا يوجد شيء غير طبيعي على الحدود والتطورات لا تستدعي حشد القوات وعربدة الطائرات. كل ما في الامر ان (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون يسعى لتحويل الانظار عما يحصل داخل فلسطين من اعتداءات واغتيالات. يريد تغطية جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين.
من جانبه اتهم نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريح له معقبا على الاغتيال "اننا نعتبر هذه عملية اغتيال جبانة" محملا "الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن عملية التصعيد باغتيال الشهيد خطاب". وحذر ابو ردينة اسرائيل "من مغبة التمادي في هذه الاعتداءات والجرائم التي تقود المنطقة الى حالة من التوتر والانفجار".
&وافادت مصادر امنية وطبية فلسطينية اليوم ان مساعد مدير المخابرات العامة الفلسطينية العقيد تيسير خطاب (44 عاما) تعرض لهجوم اسرائيلي اثناء توجهه الى مقر عمله في غزة صباح اليوم ما ادى الى وفاته بعد وقت قليل من اصابته.
&واشارت المصادر الى "ان المعلومات الاولية تفيد بان الانفجار ناجم عن زرع قنبلة في سيارة خطاب من فعل اجهزة الامن الاسرائيلية وعملائها التي تقف وراء الجريمة البشعة". وتابع بيان الناطق باسم الامن الفلسطيني "ان التحقيق لا يزال جاريا في كل الاتجاهات".
&وافادت مصادر امنية في المخابرات العامة "ان تحقيقا فتح لمعرفة ظروف حادث اغتيال خطاب بعد تشكيل لجنة بهذا الخصوص".
& وياتي اغتيال خطاب بعد يومين من محاولة فاشلة لاغتيال قيس ابو ليلى المسؤول الثاني في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بقصف منزله في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
&وكانت اسرائيل اغتالت ابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاسبوع الماضي بقصف مكتبه بصاروخين من طائرتين مروحيتين.
&وصرح ناطق رسمي باسم جهاز المخابرات العامة الفلسطينية "ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بتنفيذ جريمة اغتيال بشعة بحق العقيد تيسير خطاب مساعد رئيس جهاز المخابرات العامة وذلك عبر وضع عبوة ناسفة في داخل سيارتة مما ادى الى استشهاده على الفور واصابة احد عناصر الجهاز الذي كان برفقته".
&وحمل الناطق باسم المخابرات العامة اسرائيل " مسؤولية التصعيد الدموي التي تقوم به عبر اجهزة مخابراتها وعملائها خاصة في عملية اغتيال الشهيد خطاب".
&وقالت خالة خطاب التي كانت تجهش بالبكاء في مستشفى الشفاء بغزة امام الصحافيين متسائلة "اين العالم اين الامة العربية الله يقبل شهادتك يا ابني يا فقيد الامة العربية وفلسطين".
&وقال عم خطاب "ان رجل امن مسؤولا مثل خطاب كان يجب ان يكون هناك امن على سيارته والا تترك بدون حراسة، اناشد السلطة الفلسطينية بالمحافظة على رجالهم والحفاظ على كوادرها ويجب ان لا نترك رجالنا يموتون واحدا تلو الاخر".
&وكان خطاب يشغل ايضا منصب مدير دائرة التدريب والاعداد التابعة للمخابرات العامة في الاراضي الفلسطينية التي يراسها اللواء امين الهندي.
&وسيتم تشييع خطاب بعد عصر اليوم في جنازة تنطلق من مدينة غزة الى مدينة دير البلح حيث تعيش عائلته هناك.
&وقال المصدر الامني "ان خطاب اغتيل في الساعة الثامنة والنصف صباحا (السادسة والنصف تغ) عندما كان يقود سيارته في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وقد ادى الانفجار الى مقتل خطاب واصابة احد عناصر المخابرات كان برفقته اصابات بالغة كما اصيب ثلاثة مواطنين اخرين نتيجة الانفجار".
&وولد خطاب في الاول من ايلول(سبتمر) 1957 في قطاع غزة وكان عاد الى القطاع من تونس مع السلطة الفلسطينية حيث كان يعمل في جهاز الامن الفلسطيني الموحد التابع لمنظمة التحرير الذي كان يقوده صلاح خلف (ابو اياد) في حينه.
&
.. ومجموعة مجهولة تعلن مسؤوليتها
اعلنت منظمة مجهولة لم يتسن التأكد من صدقيتها وتطلق على نفسها اسم "مجموعة الشهيد بلال الغول" في وقت لا حق السبت مسؤوليتها عن اغتيال خطاب.
وقالت المجموعة في بيان "بعون الله وتوفيقه تعلن مجموعة الشهيد بلال الغول مسؤوليتها عن تصفية العميل الخائن المدعو تيسير خطاب وذلك بزرع عبوة ناسفة في سيارته".
واتهمت المجموعة خطاب بانه "عمل بجد واخلاص كبيرين على مدار السنوات الماضية في خدمة التنسيق الامني الاسرائيلي وكان مشرفا على ملاحقة واعتقال كبار المجاهدين الابطال المطلوبين للعدو الصهيوني وتحت ستار رسمي منحته اياه اتفاقات اوسلو المشؤومة".
لكن اكثر من مسؤول شكك في صحة بيان هذه المنظمة والاتهامات الواردة فيه مؤكدا "التزام خطاب الوطني".

تشييعه
شارك قرابة الفي فلسطيني في تشييع المسؤول في المخابرات الفلسطينية العامة وسط ترديد هتافات تدعو الى "الانتقام" من اسرائيل.
وانطلق موكب جنازة العقيد تيسير خطاب، من مستشفى الشفاء بمدينة غزة في مسيرة جنائزية رسمية عسكرية الى منزل عائلته في دير البلح وسط قطاع غزة حيث جرت مراسم وداعه.
ثم انطلق موكب الجنازة الذي تقدمته عربة عسكرية سجي النعش فيها وسارت في شوارع دير البلح وسط هتافات تدعو الى الاستمرار في الانتفاضة والانتقام من اسرائيل.
وشارك عشرات المسلحين وافراد الامن الفلسطيني في الجنازة فيما اطلق عدد من المسلحين النار في الهواء قبل ان يوارى الجثمان الثرى في "مقبرة الشهداء" في دير البلح.