بيروت- نسرين عز الدين : للحجاب قصة خاصة& به& مختلفة عن جميع أنواع الرموز الدينية الأخرى و علاقتها بمعتنقيها .
فما بين الحجاب و " الملتزمات " به علاقة وثيقة و " غريبة " في الوقت نفسه ، من هنا يبرز كرمز من رمز الدين .
و كنتيجة منطقية لارتباط الحجاب بالدين الإسلامي فانه ينتشر و بشكل أساسي& في العالم العربي .
لكنه و في الوقت نفسه يتواجد و بكثرة في مختلف أنحاء العالم ، تجمعات أو جماعات .&
و إن تعرض المحجبات للملاحقة في الغرب يرتبط بشكل مباشر& بالنظرة السائدة حول الإسلام .
مطاردة المحجبات
عادت مشكلة الحجاب في أوروبا من جديد ، خصوصا بعد صدور& قانون& مكافحة الإرهاب في بريطانيا ، الأمر الذي جعل البريطانيين ينظرون& لأية امرأة ترتدي الحجاب بعيون ملؤها الشك و الريبة .
أما في النمسا فالمشكلة أخذت شكلا دراميا بعد إن لوحظ زيادة عدد الطالبات المحجبات في الجامعة النمساوية بعد إن صدرت إليها تركيا المشكلة . ( تركيا تمنع دخول المحجبات إلى الجامعات ) و أخذت الأمور تزداد تعقيدا نتيجة لشعور الأوروبيين بأن الحجاب شيء دخيل على حضاراتهم و ثقافتهم& ، و تطور& الإحساس بالرفض إلى عدائية ضد أي امرأة محجبة .
و بدأت تظهر في أفلام بشكل أرابي ، تستعمل حجابها من اجل تهريب السلاح لقتل الجنود الأمريكيين .
و على الرغم من أن غالبية مسلمي المهجر لا علاقة لهم بأي نشاط& إرهابي إلا إن الصورة السلبية أو النمطية التي تمتد منذ الأزل فعلت و لا تزال تفعل مفعولها .
الطلاب
تشير الإحصائيات إلى أن عدد& المسلمين في& بريطانيا& يصل إلى 1,5 مليون مواطن ، و الهواجس الأوروبية تتمثل& بالقلق من الجيل الحالي من أطفال المسلمين الذين يمثلون 20 تلميذا يدرسون في الصف السادس في& واحدة من أهم& المدارس المختلطة الجنسيات في النمسا .
" إن الأمر تعدى الحدود فقد وصل إلى الحد الذي يضطر معه أبناؤه للاحتفال بنهاية شهر رمضان مع المسلمين ، فإننا لا نستطيع إن نستوعب اكثر من 200 مسلم يخرجون في حفلات لشواء الخراف و يتقززون من تناولنا لحوم الخنزير "& ( نيويورك تايمز _ تصريح ل جير ونت هيدر )& و من الجدير بذكره أن النمسا تعد من اكثر الدول تعنتا ضد الأجانب ، المصطلح الأكثر تطبيقا على المسلمين .
و نتيجة لعدم القدرة على التكيف مع المناهج الدراسية في المدارس العامة ، و رفض مجتمع المدرسة من المعلمين و الطلاب وجود& زملاء و زميلات لهم من المسلمين بسبب ارتداء الفتيات " للايشاربات& " ،قام أولياء الطلاب المسلمين لالحاق أبنائهم& في المدارس الإسلامية الخاصة ، و هي قليلة العدد و أنشئت أولها& عام 1999 في النمسا و تضم 72 طفلا من عدة جنسيات منها تركيا و مصر وهي تحرص على تقديم منهج إسلامي بالإضافة إلى المناهج الدراسية العادية .
الحجاب كالقبعة
&
يعتبر الحجاب في الغرب كالقبعة التي ينبغي إن تخلع عند الدخول لأي مكان . و لا تختلف الصورة في فرنسا عما هي عليه في النمسا حيث لا تزال& الجاليات الإسلامية فيها تتذكر وقائع المعركة التي خاضتها المحجبات في سبيل الحفاظ على حقهن في التعليم . و ذلك بسبب رفض المدرسين في ثلاث مدارس فرنسية التدريس للمسلمات المحجبات ، وقام حوالي 70 مدرسا فرنسيا بالإضراب لمدة يوم في العام قبل الماضي احتجاجا على قرار& الهيئة التعليمية بإحدى المدارس بالسماح لفتاتين مسلمتين بارتداء الحجاب أثناء الدراسة استجابة من إدارة المدرسة للضغوط& الشديدة التي مارسها أولياء أمور الفتاتين .
و من المعروف أن الدين الإسلامي يمثل ثاني أهم الديانات في فرنسا بعد المسيحية الكاثوليكية حيث يدين به ما يزيد عن 5 ملايين فرنسي معظمهم من مستعمرات فرنسا السابقة في شمال أفريقيا .
اختلاف العادات
لعل إحدى أهم الصور التعسفية التي تواجهها المحجبة هي اعتماد لباسها كوسيلة لتميزها عن غيرها . و بمجرد خروجها& لأي مكان عام يبدأ البعض في الاقتراب منها و مناقشتها بشكل حاد عن تفاصيل واجباتها الدينية ، وسبب ارتدائها لذلك الزي و عن رؤيتها لاتباع الديانات غير الإسلامية .
&والفتيات بشكل عام اكثر عرضة للمشاكل النفسية التي تواجههن في سن صغير بسبب الحجاب في أوروبا بدءا من النظرة التعسفية و نهاية باصطدامهن بعادات و تقاليد غربية غريبة و في نفس الوقت لا يستطعن التماشي معها غالبا . فيلجأن لمدارس الدين الواحد أو المدارس الإسلامية التي صدر قرار حكومي في بريطانيا بتمويل اثنتين منها بعد مناقشات طويلة استمرت ما يزيد عن 6 سنوات& وهما المدرسة الإسلامية الابتدائية و مدرسة الفرقان الابتدائية أيضا .
طرد المحجبات في تركيا
منعت السلطات التركية آلاف الطالبات المحجبات من دخول الجامعات خلال الأسبوع الأول من السنة الدراسية لهذا العام . و الاعتقاد المسيطر في تركيا هو إن الحجاب يكتسي طابعا سياسيا و يتنافى و المنهج العلماني المتبع في البلاد منذ اكثر من ثمانين عاما . ويشار إلى أن السلطات العسكرية التركية شنت في الآونة الأخيرة حملة ترمي إلى تسريح آلاف الموظفين الحكوميين الذين تشتبه في انتمائهم الديني .&
.. في المحصلة و إن كانت مشكلة الزي الإسلامي هي إحدى أهم المشاكل التي تواجه المسلمات في الخارج فان عدم فهم الإسلام& مشكلة عامة تواجه& المسلم سواء رجل أم امرأة .&&و هو في النهاية ينطوي تحت حرية الاختيار و حرية التعبير ، فكما لكل مجموعة تتبع فكرا ما الحق بارتداء الزي الذي تريده و يناسبها ، فلا بد إذن إن للمسلمين الحق بلبس ما يشاءون .