&
أبلغت طهران "الترويكا الأوروبية" اليوم الاثنين رغبتها في توسيع حوارها وتعاونها مع الاتحاد الأوروبي على الأخص في مجالات الاقتصاد والبيئة ومكافحة المخدرات.
وشهدت جلسة "الحوار" المؤسساتي التي تجري مرة كل ستة شهور في طهران تداول الطرفين (إيران والاتحاد الأوروبي) في مسائل تتعلق من جهة بالقضايا الثنائية بما فيها احتمال إبرام اتفاق تعاون والانتقال إلى عملة اليورو، ومن جهة أخرى بمسائل دولية بما فيها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حيث تتمنى إيران "تدخلا" أوسع من الجانب الأوروبي.
وافاد الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي "تم التباحث في السبل الفاعلة للتوصل (إلى اتفاقات اقتصادية) والبدء بالتعاون في مجالات النقل والبيئة والزراعة والصيد البحري والعلوم والأبحاث".
واضاف آصفي ان البعثة الأوروبية التي ترأسها وزير الخارجية البلجيكي جان دي بوك "شكرت إيران على جهودها في مكافحة المخدرات واستقبالها اللاجئين" الأفغان غير أنها طالبت "بتعاون اكثر فعالية" حتى في هذا المجال.
وقد بدأت إيران عملية قاسية على حدودها الشرقية لمكافحة قوافل من المهربين المسلحين الوافدين من أفغانستان وباكستان يحاولون إيصال المخدرات إلى أوروبا عبر إيران. وتطلب إيران مساعدة الأوروبيين في هذه العملية.
وافاد مصدر أوروبي ان "مجموعة عمل" مشتركة إيرانية-أوروبية حول المخدرات ستجتمع في 17 أيلول (سبتمبر) في بروكسل.
وقد تم وضع مشروع "اتفاق تعاون وتجارة" بين إيران والاتحاد الأوروبي قد يساهم إبرامه في انضمام إيران إلى منظمة التجارة العالمية غير انه سيتطلب عدة أعوام فالاتحاد الأوروبي يرغب في إضافة فقرات حول حقوق الإنسان إضافة إلى عودة المهاجرين الإيرانيين غير الشرعيين إلى بلادهم.
وكانت إيران قد& نفت حتى الآن التهم الموجهة إليها حول "انتهاك حقوق الإنسان" معتبرة إياها "تدخلا" في شؤونها الداخلية.
ومن جهة أخرى طالبت "الترويكا" بتشكيل مجموعة عمل حول مسائل "اللجوء والهجرة" واعربت عن قلقها العارم من عدد الإيرانيين الذين يحاولون دخول أوروبا أو المكوث بشكل غير شرعي في إحدى دول الاتحاد الأوروبي.
أما إيران فطالبت بتوسيع الحوار في مسائل البيئة والزراعة والنقل والثقافة والسياحة.
واظهرت إيران في الأعوام الأخيرة تقربا من دول الاتحاد الأوروبي على الأخص إيطاليا وفرنسا وألمانيا التي تبرز بين أهم شركائها الاقتصاديين.
وقد زار الرئيس محمد خاتمي الذي أعيد انتخابه مؤخرا هذه الدول الثلاث أثناء ولايته الأولى.
ويقضي الحوار المؤسساتي مع الاتحاد الأوروبي بإجراء جلسة كل ستة شهور مع "الترويكا" الأوروبية تعقد مداورة في إيران وفي الدولة التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي.
ومثل نائب وزير الخارجية علي اهاني إيران في جلسة اليوم الاثنين.
وعلى مستوى أخر ترفض طهران أي "حوار سياسي" مع الولايات المتحدة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها في العام 1980 بسبب قضية الرهائن في السفارة الأميركية في طهران وما زالت تعتبر إيران بلدا "إرهابيا".
وتطالب طهران بغية المصالحة مع واشنطن رفعا للحظر المفروض عليها منذ 1995 والذي يقضي لا سيما بمنع الشركات النفطية الأميركية من العمل مع إيران.
(أ ف ب - ميشال كاديو)