&
تميز مؤتمر الامم المتحدة ضد العنصرية بحملات عنيفة استهدفت الدولة العبرية وحملت الولايات المتحدة واسرائيل على سحب وفديهما المشاركين مما قد يزيد من صعوبة عقد اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز.
&وطالبت فرنسا اليوم بالتخلي عن "الاقتراحات غير المقبولة" التي تهدد المؤتمر المنعقد في دوربان (جنوب افريقيا) بالفشل والتي سبق ودفعت
شعارات ضد الولايات المتحدة في دوربان
&بالولايات المتحدة واسرائيل الى المغادرة.
&وحذر الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو "من الضروري ان يبدا مؤتمر دوربان تحت طائلة الفشل باعادة توجيه مناقشاته واعادة التركيز على موضوعه الاصلي وهو مكافحة العنصرية". واضاف "ذلك يعني التخلي عن الاقتراحات غير المقبولة المتعلقة بشكل اساسي بالوضع في الشرق الاوسط اضافة الى طريقة معالجة قضايا الماضي". واوضح ان "هناك توافقا اوروبيا بارزا بشان هذه القضايا" مضيفا ان الاتحاد الاوروبي "شديد القلق" وان الدول الخمس عشرة الاعضاء اتفقت على "اجراء اعادة تقييم سريعة للوضع".
&وصرح مصدر مقرب من المفاوضات في دوربان ان الاوروبيين "منحوا انفسهم مهلة 24 ساعة" لتقييم الوضع قبل اتخاذ قرار حول مغادرة المؤتمر. وقد رفضوا اي نص يشبه الصهيونية بالعنصرية ويدين علنا السياسة الاسرائيلية.
&وكانت الولايات المتحدة اعلنت الاثنين انسحابها من المؤتمر.
&وصرح الناطق ان فرنسا "تاسف لظروف انسحاب (الولايات المتحدة) التي اجبرت على الانسحاب".
&وبدات مناقشات ترمي الى ايجاد حل وسط حول القضية الاسرائيلية والفلسطينية في الاعلان النهائي قرابة منتصف ليل الاثنين في فندق كبير بمحاذاة مكان المؤتمر جمعت وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشال ونظيره الجنوب افريقي نكوسازانا دلاميني-زوما وامين عام الجامعة العربية عمرو موسى.
&وكان الاتحاد الاوروبي الذي ترأسه بلجيكا حاليا اعلن مساء الاثنين في دوربان بعد مغادرة الاميركيين وحلفائهم الاسرائيليين من المؤتمر انه "سيبقى موحدا" وانه سيبدا بالاشتراك مع جنوب افريقيا والجامعة العربية في صياغة "نص جديد" لمحاولة التوصل الى حل وسط حول اسرائيل والفلسطينيين في الاعلان الختامي.
&واضاف ريفاسو "ان مؤتمر دوربان سيمنى بالفشل اذا خلص الى نص لن نستطيع اعتماده او اذا اضطررنا الى المغادرة". وشدد على ان "غياب الولايات المتحدة ينتقص كثيرا من اهمية" المؤتمر وان "انسحاب اوروبا سيزيده انتقاصا".
واثار مؤتمر دوربان السخط والاستنكار في اسرائيل وزاد من تصلب الشارع في موقفه ومن تشدد حكومة ارييل شارون، معززا الشعور بان الحوار مع العرب غير مجد اطلاقا.
&واعتبر السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن زلمان شوفال مستشار شارون معلقا على مؤتمر الامم المتحدة انه "سيعقد الامور بالتاكيد".
&وقال "لا يساورني اي شك بانه سيكون له تاثير سلبي" على التحضيرات للقاء بين عرفات وبيريز.
&كما ان موجة عمليات التفجير التي هزت القدس -ثلاث عمليات خلال يومين- ستساهم بالتاكيد في تصلب الراي العام وموقف السلطة في اسرائيل حيث تتزايد كل يوم التساؤلات حول الجدوى من عقد لقاء مع عرفات.
&وساد اسرائيل اجماع شبه تام حول قرار الانسحاب من دوربان سواء في الصحافة او لدى رجل الشارع او في الاوساط السياسية. وقد اوجد هذا الاجماع ما يشبه الرابط المقدس بين الاسرائيليين في مواجهة ما اعتبروه انتشارا جديدا لمناهضة السامية في الجزء الاكبر من العالم.
&وللمرة الاولى منذ وصول شارون الى السلطة بدا يوسي ساريد زعيم حزب ميريتس (حزب المعارضة اليسارية الرئيسي) متفقا تماما مع رئيس الوزراء.
&واعلن ساريد وهو المؤيد بشدة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ان "هدف المؤتمر منذ البداية كان الاعدام السياسي لاسرائيل والصهيونية واليهودية".
&وتميز كل من وزير العدل السابق اليساري يوسي بيلين ورئيس الوزراء السابق اليميني بنيامين نتنياهو عن هذا الموقف الاجمالي فاتفقا على انه كان يجدر باسرائيل البقاء في دوربان.
&واسترجع الاسرائيليون مع مؤتمر دوربان والهجمات العنيفة التي استهدفتهم في اطاره اشباح الماضي وهم الذين يحملون في ذاكرتهم الجماعية اثار الفي عام من الحملات المناهضة للسامية بلغت ذروتها مع محرقة اليهود.
&واعتبر احد اشهر الصحافيين الاسرائيليين حامي شاليف في صحيفة معاريف "ان مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية اعاد الراي العام الاسرائيلي جيلا الى الوراء". وقال انه "باستثناء بعض الابرار، فان العالم باسره ضدنا مرة جديدة ويجد شعب اسرائيل نفسه كالعادة وحيدا في موقعه المحصن".
&ويعتقد شاليف بدوره ان مؤتمر دوربان سينعكس سلبا على الجهود المبذولة من اجل وقف العنف اذ يدعم فكرة تزداد انتشارا في اسرائيل ومفادها انه "ما الجدوى من التفاوض طالما ليس هناك من نفاوضه".
&وتابع شاليف "اتصور حتى ان مبادرة ستصدر (داخل الحكومة الاسرائيلية) من اجل تاجيل اللقاء" بين عرفات وبيريز مشيرا الى انه لا يدري ما اذا كان شارون نفسه سياخذ هذه المبادرة او وزراء اليمين المتطرف.
&ويحمل هؤلاء الوزراء بشدة منذ اشهر على بيريز بسبب عزمه على استئناف الحوار مع عرفات بالرغم من تصعيد الانتفاضة.
&ومما يشير الى الشكوك المتزايدة التي باتت تحيط بهذا اللقاء ان رعنان غيسين الناطق باسم شارون تحدث عنه في موسكو وكانه مجرد احتمال مرهون بالظروف. (ا ف ب)