دمشق -: أكدت مصادر سورية، ان الأمين العام الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي - رياض الترك الذي اعتقل يوم السبت الماضي، احيل إلي محكمة أمن الدولة بتهمة التشكيك بشرعية رئيس الجمهورية وقدح مقام الرئاسة وذمه، أثناء لقاءات واجتماعات سرية كان يقوم بها الترك للتنظيم الذي يتزعمه، ممّا يؤدي إلي احتمال صدور احكام بالسجن بحقه كما هو متوقع إذا ما ثبتت التهم الموجهة إليه .
وقالت المصادر: إن السلطات السورية كانت تتوقع من الترك التخلي عن نهجه في محاكمة الماضي، والتطلع لمستقبل سورية، غير ان واقع الامر اثبت غير ذلك، خصوصا ان الاجهزة المختصة كانت ابلغت رموز التيار اليساري الذين افرج عنهم في السادس عشر من أكتوبر الماضي بعد عفو رئاسي ضرورة الالتزام بأمرين اثنين فقط حين ممارسة النشاط السياسي الأول: هو عدم الاتصال بالخارج، والثاني: الابتعاد عن النشاط السري، لكن الترك أخل بهذه القاعدة، وتوجب اعتقاله تمهيدا لاحالته إلي القضاء المختص .
من جهة أخري، اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي بلاغا بخصوص اعتقال رياض الترك، أكدت فيه تجاهل السلطات السورية لاعتقال الترك الذي قامت به أجهزتها الامنية والقاء التعتيم الكامل علي الموضوع رغم إذاعته في وسائل الإعلام الخارجي.
وقال البلاغ: إن الرفيق الترك يقود اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذي يناضل منذ ربع قرن بالتنسيق مع القوي الوطنية والديموقراطية من أجل إحداث تغيير في البلاد ينقلها من حال الاستبداد إلي وضع ديموقراطي يفتح الطريق لإنقاذها، وأضاف في هذا السبيل قدم الحزب الشهداء ومئات المعتقلين منهم الترك الذي قضي 17 عاما و7 أشهر في الاعتقال الانفرادي من دون ان توجه إليه تهمة ما أو يقدم إلي المحكمة.
واستنكر البلاغ اعتقال رياض الترك، وحمل السلطات المعنية المسؤولية عن سلامته وحياته وطالب بالافراج الفوري عنه مشيرا إلي الحالة الصحية المتردية للترك.
وقالت أوساط سورية في دمشق، إن احالة رياض الترك إلي محكمة أمن الدولة من شأنه، ان يعطي ابعاداً جديدة لعملية الاعتقال، تختلف عن القضية التي تم تحريكها ضد المعارض السوري نزار نيوف أمام القضاء العادي، وكذلك القضية المقامة علي النائب السوري المعتقل محمد مأمون الحمصي، والذي احيل هو الآخر إلي القضاء العادي، وجميع هذه القضايا من طبيعة واحدة باعتبارها قضايا سياسية.
وكانت السيدة اسماء الفيصل زوجة رياض الترك قد وزعت بيانا في مدينة حمص وسط سورية حيث تقيم، أكدت فيه قلقها الشديد علي حياة زوجها الذي يعاني حاليا من قصور القلب المزمن والضغط العالي والسكري ويعالج بالانسولين ويخضع لإشراف طبي يومي، وحمل بيان السيدة الفيصل السلطات المسؤولية عما يترتب علي هذا الاعتقال وطالب بالافراج الفوري عنه وأضاف إذا كان بينه وبين السلطات ما يوجب المساءلة فليكن القانون هو الفيصل وليحاكم وهو طليق.
وأعربت فرنسا أمس عن قلقها اثر اعتقال رياض الترك وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو اقلقنا العلم باعتقال السيد رياض الترك. اننا نتابع هذه المسألة باهتمام ونتمني ان تجد بسرعةحلا ايجابيا. وأضاف ان فرنسا اعربت في مناسبات عدة في الاشهر الاخيرة ولا سيما ابان الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد في يونيو الماضي، عن الأمل في ان تسلك سوريا طريق الاصلاحات واصدرت جمعيات عدة لحقوق الإنسان إضافة إلي 216 مثقفا سوريا في الايام الاخيرة بيانات استنكرت فيها الاعتقال التعسفي وغير القانوني لرياض الترك المصاب بمشاكل قلبية وبداء السكري ودعت إلي الافراج عنه.
ودعت منظمات لحقوق الإنسان وأحزاب المعارضة السورية ضمن إطار التجمع الوطني الديمقراطي إلي تجمع بعد ظهر أمس أمام السفارة السورية في باريس للاحتجاج علي اعتقال الترك.
ومن جهة أخري احجم الناطق باسم وزارة الخارجية عن التعليق علي استدعاء القضاء السوري للصحفي والمعارض السوري نزار نيوف الموجود حاليا في فرنسا. (عن "الراية" القطرية)
&

&