&طهران - تشهد ايران وفرة في الحركات والاحزاب السياسية منذ وصول الرئيس محمد خاتمي الى السلطة في المرة الاولى قبل نحو اربعة اعوام بحيث بات عددها 154 فضلا عن حوالى خمسين اخرى تقدمت بطلبات لنيل الموافقة.
&وتلقي الارقام التي صدرت الثلاثاء عن وزارة الداخلية الايرانية بهذا الشان الضوء على هذه الظاهرة الملفتة خصوصا وانه لم يكن هناك سوى 39 حزبا وجمعية سياسية لدى استلام خاتمي السلطة في ولايته الاولى.
&الا ان هذا الاتجاه لا يستطيع ان يخفي حقيقة ان قلة من الاحزاب السياسية تتمتع بهيكلية وقاعدة جماهيرية على الصعيد الوطني اضافة الى الالتزام الصارم بالاطار الذي حدده القانون.
&ولكي تتمكن من العمل، يتعين على الاحزاب ان تنال موافقة لجنة مختصة تابعة لوزارة الداخلية ووفقا للدستور كما يجب ان تكون خطواتها وتحركاتها ضمن اطار الجمهورية الاسلامية.
&وقال خبير العلوم السياسية ايراج رشتي ان "عدد هذه الاحزاب مثير للدهشة، لكن هذه المجموعات التي تاسست حديثا هي شبيهة بالمنظمات غير الحكومية او مجموعات الضغط ذات التوجه المهني اكثر مما هي عوامل فاعلة في الحياة السياسية".
&واشار كذلك الى حصول "تراجع" منذ العام 1997 بالنسبة للحريات السياسية بسبب الحظر الذي فرضه القضاء على حركة تحرير ايران (اسلامية تقدمية) التي اسسها رئيس الوزراء الاسبق مهدي بازركان.
&وكانت السلطات تبدي تساهلا حيال هذه الحركة التي تعتبر ابرز قوى المعارضة والتي حظرت رسميا قبل اعوام عدة واستمر الامر على هذا المنوال حتى اذار/مارس الماضي عندما تحولت هدفا لاعمال قمع بحيث تعرض العديد من كوادرها للسجن.
&ومن جهته، قال شهردود رحمانيبور استاذ علم الاجتماع السياسي "لقد وعد خاتمي باعلاء شان المجتمع المدني والحريات السياسية وهي عناوين عزيزة على قلبه. وتعتبر التراخيص الكثيرة للاحزاب دليلا على الايفاء بوعوده وسيتطور ذلك اكثر خلال ولايته الثانية. انها بداية للديموقراطية". واضاف "لكن الاجراءات الادارية لا تكفي لقيام الاحزاب السياسية بل يجب ان تكون هناك شخصيات لكي تجسدها، وهذا ما يعتبر امرا نادرا".
&وفي الواقع، فان غالبية الاحزاب السياسية الجديدة صغيرة الحجم وهناك ثلاثة احزاب فقط، بينها جمعيتان دينيتان، تمارس تاثيرا حقيقيا على الحياة السياسية في ايران.
&وتصنف جمعية رجال الدين المحاربين على خانة "اليمين" بينما تعتبر جمعية العلماء المجاهدين من "اليسار". وتضم الجمعيتان عناصر نشطت سابقا في صفوف الثورة الاسلامية عام 1979.
&وتنضوي في صفوف جمعية العلماء المجاهدين التي ينتمي اليها خاتمي، عناصر متطرفة سابقا لكنها تحولت مع مر السنين الى "اصلاحية"، مثل رئيس مجلس الشورى حاليا مهدي كروبي.
&وتتمتع هذه الفئة بحضور واسع في اجهزة السلطة ويبدو ان ذلك تعزز ايضا مع تشكيل حكومة جديدة وتعيين محمد علي ابطحي، المدير السابق لمكتب الرئيس خاتمي نائبا له.
&وعلى الصعيد الانتخابي، تعتبر جبهة المشاركة، وهي حزب غير ديني تاسس العام 1998 بقيادة محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس، من اكبر الاحزاب اذ يبلغ عدد نوابه في المجلس 120 من اصل 290 نائبا.
&وباتت جبهة المشاركة هدفا لمؤسسات النظام التي يسيطر عليها المحافظون.
&ومن المنظمات الاصلاحية الاخرى هناك حزب "كوادر البناء" (كارغوزاران) الذي يعتبر وزير الثقافة السابق عطاء الله مهاجراني من قادته ويسيطر على 30 مقعدا في مجلس الشورى.
&وهناك ايضا حزب العمل الاسلامي (يساري اشتراكي) وحزب التضامن الاسلامي ومنظمة مجاهدي الثورة الاسلامية.
&واضافة الى حركة تحرير ايران، يعيش اعضاء الجبهة القومية الايرانية في حذر نظرا لتعرضهم للاعتقال في اية لحظة.
(ا ف ب)