&
كانت الشمس قد أشرفت على المغيب عندما غادر عبد الصمد دكان التجارة الذي يعمل به بحي السدري ويلتحق بمنزله بحي المسيرة بمدينة الدار البيضاء.
شعر بالملل في المنزل و قرر النزوح للحي المحمدي لاقتناء أقراص مخدرة علها تنسيه قلقا نفسيا يجتاحه .
وعندما لفظته الحافلة رقم 44 توجه قرب " الصاكة الصفراء " عند بائع للأقراص المخدرة واقتنى نصف دزينة بمبلغ لا يتعدى سبعة دراهم وقفل راجعا إلى الحي لا يلوي على شيء .
ولأن مفعول الأقراص ظل محدودا ولم يحقق لعبد الصمد النشوة بقد رما زاد من حالة اكتئابه فقد قرر، مجددا، البحث عن مشروب كحولي اكثر مفعولا .
آتى عبد الصمد على آخر قطرة من زجاجة خمر " ماء الحياة " وشعر بأن ذهنه صار مشتتا بحكم الأفكار المتضاربة في مخيلته . تحسس جيبه الفارغ إلا من الهواء وقرر أن يؤمن نقودا إضافية....فكانت الحكاية.

من سطح الجيران إلى قتل الأب
ولأن الظنين كان متواجدا قرب مسكن أسرته فقد قرر سرقة أي شيء من المنازل المجاورة، وقف في ناصية الشارع وبدت له الأشياء تتراقص أمام ناظريه . وبصعوبة تمكن من ولوج منزل كان بابه الرئيسي مفتوحا وصعد الدرج المؤدي إلى السطح طالما أن أبواب الشقق الأخرى كانت موصدة . نط إلى سطح البناية المجاورة كقط ونزل الدرج مجددا ليجد نفسه في الطابق السفلي .
استل بطارية ضوء كان يخفيها تحت ثيابه ليبدد بها ظلمة إحدى الغرف ويبدأ في جمع الغنائم .
فجأة سمعت إحدى النساء من ساكنة الشقة ضجيجا، أشعلت المصابيح ووجد عبد الصمد نفسه في وضعية محرجة . بسرعة صعد الدرج ونط إلى سطح البناية المجاورة وخرج& من المنزل لكن مطاردة السكان له وخروج والده الذي سمع الخبر دفع عبد الصمد إلى البحث عن سكين للدفاع عن نفسه .
تدخل الأب بهدوء لفض النزاع، كان بعض المطاردين يحمل هراوات خشبية وكان عبد& الصمد شاهرا سلاحه .
تقدم الأب لأخذ السكين لكن حالة الهيجان والإحساس بالفشل لدى عبد الصمد إضافة لمفعول المخدرات دفعته لطعن والده على مستوى البطن وإصابة شخصين آخرين بجروح بليغة مكنته من اختراق دائرة المتحلقين حوله ليلوذ بالفرار .
حضرت سيارة الإسعاف والشرطة ونقل الأب والجريحين الآخرين لقسم المستعجلات لكن الطعنة كانت نافذة فمات الأب .
ظل عبد الصمد يجوب الأحياء السكنية بابن امسيك وعندما شعر بالإعياء الشديد عاد إلى المنزل فنام ليفيق على أصفاد عناصر الفرقة السابعة من الشرطة القضائية لابن امسيك سيدي عثمان .
أحيل الظنين عبد الصمد المزداد سنة 1980& على وكيل جلالة الملك بمحكمة الاستئناف يوم 30 غشت الماضي بتهمة الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضي إلى الموت دون نية إحداثه ومحاولة السرقة الموصوفة والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض مع السكر والتخدير .

عن جريدة "الصحراء المغربية"