دوربان (جنوب افريقيا)- افادت مصادر متطابقة مساء& الخميس ان البلدان العربية والفلسطيين يرفضون مشروع نص البيان الختامي بالصيغة التي قدمتها جنوب افريقيا حول الشرق الاوسط في مؤتمر الامم المتحدة ضد العنصرية المنعقد في دوربان ويريدون تعديله.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الجنوب افريقية روني مامويبا ان مجموعة البلدان العربية في المؤتمر "لم تقبل النص كما هو".
واوضح مصدر دبلوماسي عربي "انهم لا يرفضون النص بل يطالبون بادخال تعديلات عليه".
وقال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب افريقيا سليمان الهرفي انه "التقى الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي" مساء في دوربان.
وقد عرض نص الاقتراح الجنوب افريقي على مختلف المجموعات على ان "تتم المصادقة عليه كما هو او ان يرفض" باستثناء اي تعديلات.
الا ان الغموض ما زال مخيما مساء اليوم الخميس في دوربان حول نجاح مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية في ظل الرفض العربي لنص يمثل "الفرصة الاخيرة" حول الشرق الاوسط اقترحته جنوب افريقيا ووافقت عليه اوروبا.
والنص لا يرضي كليا الاوروبيين لكنه يمثل حدا ادنى مقبولا حسبما اوضحت مصادر مقربة من المفاوضين.
غير ان هذا الموقف العربي الذي يتضمن احتمال اعادة النظر في مشروع التسوية يتعارض تماما مع موقف الاوروبيين والرئاسة الجنوب افريقية للمؤتمر الذي يعتبر هذا النص نهائيا يمكن للعرب اما ان يوافقوا عليه او ان يرفضوه.
اما الطرف العربي المنقسم حسب بعض المصادر بين "متشددين" و"معتدلين"، فيسعى بشكل واضح الى ممارسة ضغوط على المؤتمر عبر تشكيل "جبهة موحدة" مع الدول الافريقية وربط مسألة الشرق الاوسط بقضية الاعتذارات والتعويضات عن الاستعباد والاستعمار، وهي الموضوع الثاني البارز في المؤتمر والذي اثار جدلا كبيرا.
ويضع هذا الموضوع الاخير دول الجنوب في مواجهة دول الشمال التي تتهرب من تقديم اعتذارات او الاقرار بمفهوم الجرائم في حق الانسانية خوفا مما قد يترتب عن ذلك من نتائج قضائية ومالية ممكنة.
ولم يتم التوصل الى اي اتفاق اليوم الخميس حول الاستعباد بالرغم من قيام البرازيل وكينيا بوساطة.
وجاء في النص الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه واكد فحواه مصدر جنوب افريقي "اننا نعترف بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وفي اقامة دولة مستقلة كما نعترف بحق كامل دول المنطقة بما فيها اسرائيل في الامن وندعو كافة الدول الى دعم عملية السلام وانهائها قريبا".
ويتحدث النص ايضا عن "عذابات الفلسطينيين" الذين يعانون من "احتلال اجنبي". ويعرب عن "القلق الكبير من تزايد معاداة السامية ومعاداة الاسلام في مختلف انحاء العالم". ويدعو النص "الى انهاء العنف" في الشرق الاوسط و"استئناف المفاوضات سريعا واحترام القوانين الدولية حول حقوق الانسان".
وقد كلفت جنوب افريقيا التي تتولى رئاسة المؤتمر ليلا بتقديم اقتراح اخير لحل وسط بعد مفاوضات دامت 24 ساعة بين الاوروبيين والافارقة والعرب حول مشروع اول، انتهت بدون التوصل الى اتفاق.
وكانت المناقشات من اجل انقاذ المؤتمر تدور منذ انسحاب الوفدين الاميركي والاسرائيلي الاثنين احتجاجا على ما اسموه "لهجة الكراهية" ازاء الدولة العبرية في مشروع اول للبيان الختامي.
وقرر الاوروبيون البقاء في دوربان بعد ان دفعوا عن انفسهم اي مسؤولية عن فشل محتمل للمؤتمر. وقد يؤدي بطء المفاوضات الى تمديد المؤتمر الذي كان من المتوقع ان ينتهي غدا الجمعة. (أ ف ب)