بيروت: ابراهيم عوض: لم يحدث البيان الثاني للمطارنة الموارنة، الذي صدر اول من امس وتضمن هجوماً جديداً على الوجود السوري في لبنان، ردود فعل واسعة في الاوساط السياسية اللبنانية، فيما بدا ان اركان الحكم الذين استغربوا توقيت صدوره تفاهموا على "تجاهله" في الوقت الحاضر وعدم التعليق عليه بهدف تعطيل ما قد ينجم عنه من انعكاسات ومضاعفات على غرار ما حصل اثر صدور البيان ـ النداء الاول في&ايلول (سبتمبر)&من العام الماضي.
وقد بدا ذلك اضحاً من خلال تغيب رئيس الجمهورية اميل لحود عن ترؤس جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت عصر امس برئاسة الرئيس رفيق الحريري الذي استهل الجلسة بالحديث عن الوضع الاقليمي المهدد بمخاطر كبيرة بسبب السياسة الاسرائيلية، معتبراً ان جولة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى عدد من الدول العربية تأتي انطلاقاً من الشعور بالخطر الذي تجسده سياسة الحكومة الاسرائيلية، وأعلن تأييد لبنان لهذا التحرك. كما اكد الحريري تلازم المسارين بين لبنان وسورية وعلى عدم فتح اي ثغرة يمكن ان تدخل منها اسرائيل، داعياً الى الابتعاد عن السجالات التي تؤدي الى اهتزاز الاستقرار السياسي.
الا ان مصادر لبنانية مطلعة ابلغت "الشرق الاوسط" تخوفها من "ان يدخل بيان المطارنة الموارنة الرقم 2 البلاد مجدداً في فرز سياسي ومواقف مضادة لا يعلم احد الى اي مدى ستصل"، واعتبرته "انقلاباً على الحوار التوحيدي الذي يقوده رئيس الجمهورية اميل لحود وما نجم عنه من اجواء استقرار سياسي تمهد لمعالجة المأزق الاقتصادي". كما لاحظت المصادر اللبنانية المطلعة تزامن البيان مع حملة دولية ضد سورية، وكذلك مع حملة اعلامية فرنسية على الاجهزة الامنية اللبنانية تحمل شعار الدفاع عن الحريات.
وفي هذا الاطار، آثر النائب وليد جنبلاط، الذي قاد حركة انفتاح على البطريركية المارونية والقيادات والفعاليات المسيحية، عدم التعليق على بيان المطارنة الموارنة مشيراً الى انه سيفعل ذلك الاسبوع المقبل بعد قراءة"متأنية" له.
اما النائب بطرس حرب الذي التقى جنبلاط امس فدعا الدولة اللبنانية الى التعاطي مع البيان بايجابية معتبراً انه تذكير بالبيانات والمواقف الثابتة لمعظم اللبنانيين الذين يشكون من الحالة.
من جهته رأى وزير الخارجية اللبناني السابق النائب فارس بويز بعد لقائه البطريرك نصر الله صفير امس "ان بيان المطارنة الموارنة جاء ليقول بأنه خلال هذه السنة لم يتغير شيء على رغم كل ما دفعه الوطن من اثمان". ووصف بويز الحوار الذي يحكى عنه بأنه "ليس اكثر من حوار رفع عتب". (عن "الشرق الاوسط" اللندنية)