تذكرني اللافتات الانتخابية في المدن الفلسطينية في مدينة ديزني لاند، وكذلك في مسلسل سالي في بلاد العجائب، حيث تحتل اللوحات والصور واليافطات معظم الجدران والطرق، والعبارة التي لا تناسبك بإمكانك أن تغض النظر عنها وستجد غيرها مليون، دعاني هذا الأمر، أن أجازف وأسأل أحد السياسيين الأصدقاء في هذه المعمورة عن السبب وراء هذا البذخ في الدعاية الانتخابية، فأجاب بعد أن أطمئن أنني لن أذكر أسمه: أن التعامل مع اللعبة الانتخابية في واقع مؤلم ليس بالأمر السهل، وليس ضمن الأسس المنطقية التي تجري ضمنها العملية الانتخابية.
في الحقيقة لم يعجبني جوابه لي، لمعرفتي انه ليس أكثر من جواب دبلوماسي محاط في quot;بلاغة غامضةquot; لك أن تفهمها كيفما تشاء، وأعرف أيضا أن بورصة الانتخابات تدور بشكل سريع وكل تنظيم يسعى من خلال حملته لحصد الأخضر واليابس للوصول للكرسي العليا ولا شيء غيره. ولكن يبدو أن الجميع لا يهتم بالطريقة التي توصله لهذه الغاية بقدر ما يهمه الوصول.
فالبلد هنا بحاجة إلى البناء والعمل ومشاركة الجميع، وليست بحاجة لبذخ انتخابي كما هو حاصل، وبحثت ساعات عن مبرر لما يحدث من تضخيم للحملات الانتخابية بالشكل الذي نراه جميعا هنا على مداخل المدن والقرى وفي شوارعها، فالقيادة التي تناشد العالم ودول الغرب المساهمة في دفع رواتب موظفيها وتمويل مشاريع البنية التحتية، ماذا تقول للعالم؟.
كما ما يذهلني أن نتائج استطلاعات الرأي هنا جميعها تشير لخط الفقر وارتفاع معدلات البطالة، وتدني المعاشات...وبذخ الحملات الانتخابية شغال على عينك يا تاجر.
العملية الانتخابية قديمة جدا، والمواطن بات يدرك أن شعارات ويافطات الأمس ليس لها علاقة باليوم الذي يلي فيه فوز أي منظمة أو حزب أو فصيل، فالشعارات التي ترفع تتبخر بعد انزالها، فالمطلوب عمل منسق ومسؤول من الجميع، وأن تكون العملية الانتخابية ضمن حدود معقولة، يعرّف كل حزب من خلالها الجمهور ببرنامجه بطريقة ديمقراطية وحضارية، وضمن هذا الإطار بإمكاننا أجراء عملية انتخابية تحقق الغاية، وتكمل المسيرة والمشوار...وليكن هذا مبحث آخر.
خلف خلف
رام الله
التعليقات