تعد المساواة من مقومات الاسلام الاساسية و تكاد تكون جزأ لا يتجزا من جسده،و انه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى. و في هذا السياق سمع رسول الله ( ص ) ابا ذر يقول لبلال الحبشي، يا ابن السوداء، فغضب رسول الله ( ص ) و قال لابي ذر: ( انك أمرؤ فيك جاهلية).
يقول جمال البنا ( و هو شخصية اسلامية في مصر ): (... فأن هذا الكون الذي قسم الخطوط
والحقوق و وضع المبادئ و الاصول التي يسير عليها الكون و المجتمع الانساني لا يحبذ بما كان يحبذ بجمال او مال او جاه او نسب، فهذه كلها ليس لها محل بالنسبة لله. و ما يكون له محل عنده
هو القيم التي وضعها للمجتمع و اولها المساواة... و يضيف ان اهم عناصر المساواة هو الكرامة
الانسانية، ( و قد كرمنا بني أدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم
على كثير ممن خلقنا تفضيلا ).
من ابرز الامثلة على مساواة الرسول ( ص) هو ان المقربين اليه كانوا من غير العرب و منهم:
بلال الحبشي و صهيب الرومي و عمار الزنجي و سلمان الفارسي.
و يضيف المفكر الاسلامي جمال البنا، عندما ظهر الاسلام كانت اوضاع الامساواة هي التي تسود
المجتمع العربي، كما كانت تسود المجتمعات الاخرى و بوجه خاص المجتمع البيزنطي والمجتمع الفارسي و هما المجتمعان اللذان يمثلان اكبر دولتين في ا سيا و افريقيا و كان امام الاسلام مهمة
صعبه للغاية هي تحقيق المساواة في اوضاع كانت على اسس التمييز العنصري او الجنس او القبلي...
و مما يلفت الانتباه ان ما بدأ به الرسول (ص ) و ما ختم به حياتة في خطبة الوداع كانت كلها تصب
في المساواة فلم يكد الرسول يدخل المدينة حتى وضع وثيقة مدونة اعطى فيها حق ( المواطنة ) لكل
سكانها على اختلافهم و كانو انذاك من الانصار و المهاجرين و اليهود، فتضمنت الوثيقة:
ان المؤمنيين الانصار و المهاجرين و حلفائهم من اليهود ( امه واحدة ) وانهم يتناصرون فيما بينهم...
، و لم تفرق الوثيقة بين احد منهم. فقبل اربعه عشر قرنا يمنح الرسول ( ص ) حق المواطنة للجميع
بدون تمييز، و في عصرنا عصر حقوق الانسان تنتزع المواطنة بسبب المعارضة السياسية او الاصل
القومي، كما حدث في العراق عام 1980 حين اقدم النظام البائد على اسقاط الجنسية العراقية عن عشرات
الاف من المواطنيين العراقيين و تسفيرهم الى ايران بحجه انهم من اصول اجنبية!، و سلبت كافة
اموالهم و ممتلكاتهم المنقولة و الغير منقولة و التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات!، و لا زالت هذه
الممتلكات و الاموال امام المحاكم منذ مدة و يظهر انها سوف تبقى امام المحاكم سنوات لانه لا
توجد ارادة لحسمها من قبل الحكومات!.ِ

رياض العطار