كل عام وأنتم بخير
أحلى الأمنيات وأزكى التبريكات أقدمها لكم بمناسبة حلول العام الميلادي الثالث quot;لاحتلالكمquot; لبلدي. فقد استطعتم حقاً تغيير النظام العراقي السابق الذي دعمتموه في حربه مع إيران طيلة الأعوام ألثمان (1980-1988) لوقف المد الشيعي وصد الخميني عن شعاراته لتحرير فلسطين، وسلمت يداكم على جرأتكم في اتخاذ قرار الحرب وضرب كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعرض الحائط، ودونما حاجة لإثبات علاقة صدام بأحداث سبتمبر. كما أود أن أنتهز هذه المناسبة السعيدة للإعراب عن عظيم امتناني لكم على ما صنعتموه من عملية ديمقراطية وانتخابات تقوم على الطائفية والتي يذهب من وراءها العشرات من العراقيين. كما لا أنسى مواقفكم مع العراقيين في حربهم ضد الإرهابيين لاسيما القاعديين الذين صنعتهم بنفسك إبان الحرب الباردة لمحاربة السوفيت في أفغانستان، فضلاً عن العمليات الجراحية الناجعة التي قمتم بها في ضرب الفلوجة والنجف والرمادي وهيت وغيرها من المناطق التي يكثر فيها المشاكسون. هذا وأهنئكم على نجاحكم في نقل ساحة المواجهة مع الإرهاب من واشنطن ونيويورك إلى العراق. والشكر موصول لكم على الاستعراضات العسكرية الجميلة في الشوارع والمدن العراقية وكيف تدوس الهمرات الأمريكية السيارات والناس وكل من يقف في طريقها حتى تمر، حيث تذكرنا تلك المشاهد أفلام رامبو. ولا أنسى لأعبر لكم عن امتناننا في الرقم القياسي الذي حطمه العراق في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم وفق ما كشفه تقرير الشفافية العالمي الأخير واستناداً إلى تقرير المفتش الأمريكي العام الذي ذكر أن العراق يحتل المرتبة 137 من مجموع 144 من حيث الشفافية، حيث أنه ndash;أي العراق المحتل- يظم جميع أنواع الفسادات في العالم. هذا وأشهد بأنك كنت وفياً لشركات النفط الأمريكية العملاقة حينما كافأتها بعقود طويلة الأجل للاستثمار في العراق لقاء دعمها لحملتكم الانتخابية، وغضيت النظر عن شركة هاليبورتون-التي ترأس مجلس إدارتها نائبكم الحالي السيد تشيني ndash; من دون عطاءات تنافسية والتي بلغت قيمة تلك العقود أكثر من 7 بليون (بالباء رجاءً وليس بالميم). كما أرجو أن أستميحكم عذراً حينما أتقدم لكم بالشكر والامتنان نيابة عن الشعب العراقي على جعل العراق المنطقة الأكثر تلوثاً في العالم بفعل القنابل والإشعاعات التي قذفتها طائراتكم الباسلة على انهار ومزارع العراق لجعله أكثر ديموقراطياً وبأسرع وقت ممكن، ليحطم بذلك البلد أرقاماً قياسياً بالأمراض الغريبة والمستعصية أكثر من أية دولة أفريقية. ولا يخفى أن نشير إلى أرقاماً قياسية أخرى تحققت في ظل احتلالكم الميمون وهي وصول عدد القتلى من العراقيين منذ الاحتلال إلى أكثر من ثلاثين ألف عراقي ليتجاوز بكثير عدد ضحايا صدام ومقابره الجماعية بما في ذلك مجزرة حلبجة ومدن إيران والتي قمتم مشكورين بتزويد صدام بالقنابل الكيمياوية في الثمانينات من القرن العشرين إبان الحرب مع إيران، ولعل صورة وزير خارجيتكم الحالي quot;رامسفيلدquot; وهو يصافح صدام شهادة معلقة في جدراننا. وأخيراً أود أن أشكركم على ما فعلتموه من دمار وخراب وجعل البلد يعيش في ظلمات ليل ونهار من أجل توفير الطاقة الكهربائية حفاظاً على أموال العراق.
بارك الله فيك سيدي quot;الوكيل الرئيسي للديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسطquot;، وأعانك الله في حربكم ضد الإرهاب لاسيما ألزرقاوي الذي لم تقبض عليه بعد آلتكم العسكرية والمخابراتية المتطورة ولا الآواكس والذي تقتفون أثره وتضربون أية مدينة عراقية تحل بها قدميه، هو وجماعته من تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن الذين يتجولون في جبال باكستان دون استطاعتكم القبض عليهم. وكل الذي أرجوه منكم أن تستنسخوا تجربة العراق في سوريا وليبيا وغيرهما من الدول العربية الجائعة لديمقراطيتكم. ولكم الأمر ما ترونه مناسباً للعرب والإسلام.
وإلى عام جديد.. والمزيد من الاحتلالات..
الولهان بكم


عرفان الحسني