quot;التجرد من الملابس خلال المعاشرة الزوجية يبطل عقد الزواج، وتصبح الزوجة طالقاً quot;، هذه فتوى اطلقها الشيخ رشاد حسن خليل عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الازهر حول quot; المعاشرة الزوجية quot; ومع تقديرنا للسادة العلماء الافاضل الذين خالفوه الرأي واعتبروا هذه الفتوى خروجاً عن الاجماع، وتأكيدهم انه quot; لم يرد من الفقهاء المعتمدين مثل هذا القول الفتوي quot;، الا اننا نجد انفسنا امام فتوى تعطي دلالات مخيفة ورهيبة في هذا الوقت بالذات، ومن حق المسلم ان يتساءل اذا ما كانت هذه الفتوى تتساوى مع فهم اليهود المتدينين المتزمتين الذين لا يعاشرون نساءهم الا بشرشف quot; يحجز الجسدين المتلاحمين، ام انها تساهم في الحملة التي تستهدف الدين الاسلامي وتتهمه بالتخلف والارهاب؟ سواء اراد سماحة quot; المفتيquot; ذلك ام لم يرد، فالطريق الى جهنم معبد بالنوايا الحسنة.
و لا اعلم كيف يفسر سماحة عميد كلية الشريعة والقانون قوله تعالى quot; واتوا نساءكم انٌى شئتم quot; او quot; نساؤكم حلٌ لكم وانتم حلٌ لهن quot;. واذا ما اباح الله للزوجين اكثر من النظر الى الجسد وهو المعاشرة الجنسية التي يلتحم فيها الجسدان ويتداخلان، فكيف يمكن تحريم النظر الى الجسد؟؟ وهل جسد الانسان بهذا القبح وهذه النجاسة حتى يتم تحريم النظر اليه خصوصا من زوجين؟؟
ذات عام من سنوات بداية سبعينات القرن الماضي دار جدل كبير حول زراعة قلب غير مسلم لمسلم، وهل يصبح صاحب القلب الميت مسلما بعد زرع قلبه في جسد مسلم على اعتبار من يرون ان الايمان في القلب، وفي نفس الوقت هل يصبح المسلم الميت مرتداً عن الدين اذا ما زرع قلبه في جسد غير مسلم؟؟ ومن نفس المنطلقات؟؟ واستمر الجدل شهوراً طويلة.
وقبل ذلك بقرون تسائل بعض quot; العلماء quot; واختلفوا حول اذا ما كان الملائكة ذكورا ام اناثا، ولا يزال الخلاف قائما حتى ايامنا هذه.
وفي زماننا هذا يتسابق العالم على الاختراعات والاكتشافات العلمية، ويتسابقون على غزو الفضاء والكواكب الاخرى، والامتان العربية والاسلامية خارج هذا السباق، وكنا نتمنى على سماحة العميد لو انه يؤكد على فتاوى سابقيه بأن عامة المسلمين يأثمون اذا ما وجد ابتكارا او ما شابهه و لا يوجد من المسلمين من يعرفه!! وان يدعو المسلمين الى المشاركة في السباق العلمي الذي لا يتوقف لحظة واحدة، كي يخرجوا من الهزائم المتلاحقة التي يعيشونها على مختلف الصعد، ومن حقنا ان نعجب من مواقف القائمين على الازهر الشريف الذي كان يشكل منارة علمية وحضارية للعالم اجمع، كيف يسمح بوجود اشخاص وفي موقع المسؤولية فيه ان يدخلوا مثل هذه المهاترات التي تسيء الى الدين والى الامة.
ومن حقنا ان نتساءل اذا ما كانت قضايا المسلمين في مختلف المجالات قد حلت حتى لم يعد امام quot; علمائهم quot; سوى الدخول الى مخادع الزوجية ومراقبة العلاقة الجنسية بين الزوجين؟؟ وهل العلاقة الزوجية بهذا الوهن، حتى ان مجرد نظرة من احد الزوجين الى جسد شريكه يبطل عقد الزواج؟؟ وهل الطلاق وهو quot; ابغض الحلال الى الله quot; يتم بهذه السهولة؟؟
وهل يتقي quot; مشايخنا quot; ربهم في التعامل مع ابناء دينهم؟؟ وهل هذه هي الثقافة الزوجية الجنسية الصحيحة التي يتم فيه تثقيف الشباب المسلم؟؟ خصوصا في ظل تطور وسائل الاعلام والاتصالات والمواصلات والانفتاح على الثقافات الاخرى؟؟ ام اننا حقيقة نكرس مقولة الشاعر الذي اطلق صيحتة الغاضبه قائلا quot; يا امة ضحكت من جهلها الامم quot;؟
جميل السلحوت
التعليقات