إلى السيد رياض الترك

في الندوة المنعقدة في برلين بتاريخ 8/1/2006 ابدى السيد رياض الترك مواقف غير موضوعية تجاه المسألة الكوردية لكردستان سورية مما أدى- كنتيجة حتمية- الى مغادرة الأطياف الكوردية التي كانت تربو على النيف من المشاركين القاعة وهي تهتف بحناجر ممزقة سياسيا ومجروحة فكريا ومدمية تاريخيا، متأسفة على النظرة العروبية الضيقة والعقل الارتجالي ( محمد عابد الجابري) والفكر التناحري(مهدي عامل ) والوعي واللاوعي(يونغ) مطالبة من هذا السجين،من زمن ما قبل قريش، زمن داحس والغبراء، زمن حرب البسوس زمن العلال وربيب والجرو والهجرس بل أنكى وأشد،الاعتذار للشعب الكوردي ولرفاقه الكورد الحزبيين،لكنه آثر إباء واستكبارا إلا ان يستبد برؤيته المزيفة ويبطش كالعادة..
نحن بدورنا نتأسف على تلك السنوات السبع عشرة التي قضاها السيد رياض الترك في سجون النظام وهو يوسمه بالمستبد والقمعي والتسلطي، ونذكره بالنقاط التالية ( ذكر وما أنت إلا بمذكر، والذكرى قد لاتنفع الماركسيين المزيفين) :

النقطة الأولى : لم يكن انشقاقك عن الحزب الشيوعي السوري الام إلا مهزلة عروبية ونتيجة مغلوطة وقراءة مشوشة للفكر الماركسي الحقيقي.
النقطة الثانية : مطالبتك بتغيير النظام ليس إلا الخلاص من النظام الفئوي القمعي الى النظام العروبي، الأكثر قمعا واستبدادا وبطشا وإيلاما.
النقطة الثالثة : إن وسمك النظام بالمستبد والاستبدادي،ليس نابعا عن إيمانك الموضوعي بالمثل والمقولات الديمقراطية ولا رفع الظلم والاضطهاد والجور عن كاهل الشعوب السورية.
النقطة الرابعة : بمواقفك هذه تغتال روح وجوهر وماهية المعارضة الحقيقية، وتستدرجنا الى تذكيرك بالآتي :
أولا :إن من أهم وأقوى شروط تغيير النظام على الاطلاق هو الشرط الدولي وثم الشرط الكوردي، ويبدو أنك تسعى جاهدا واستماتة وبالمطلق الغاء الشرط الثاني، بعد أن ألغيت (حاولت ) الشرط الاول، نتيجة الجهل والتجاهل السياسيين، بعملية الدمج ما بين معادلة الداخلي والخارجي للتغيير.
ثانيا: المعارض الحقيقي يدأب بصورة منقطعة النظير الى استثمار كافة الجوانب والمناحي الايجابية لإضعاف الخصم وتقوية الذات، لكن على ما يبدو للأسف انك تحرص وبقوة وبقصد الى إطالة أمد حكم النظام.
ثالثا:ان الشرط الكوردي للتغيير مستقلا عن إرادتك ndash; ولرب العالمين الحمد ndash; وعن مواقفك، انه مرهون فقط وفقط وفقط لإرادة الشعب الكوردي ولحركته السياسية وكذلك الشرط الدولي.
رابعا : ثمة حاضنة تفريخ معكوسة تاريخيا، إذا للأسف لست الشخصية الوحيدة في إغتيال مفهوم المعارضة وتمييع المفاهيم الموضوعية والمستقلة تاريخيا عن الارادة البشرية، وإنما تشاركك شخصيات أخرى مثل هيثم المالح.
خامسا : إن التحليل الماركسي (ماركس،غرامشي،لوكاتش، دويتشر، بوليتزر) وكذلك التحليل البنيوي (بلانك ) يؤكدان ان النظام ليس مستبدا ومتسلطا وقمعيا فقط، بل انه نظام فئوي مغلق ومنغلق، وهذا الجهل الأكيد بطبيعة الزمرة الحاكمة في دمشق هو الذي يؤدي إلى طرح الآراء المغلوطة والى الهروب الى الأمام من خلال الاصلاحات الجزئية وما يسمى بالتغيير الديمقراطي السلمي والتدرجي من الداخل، فهذه ليست ليست إلا معالجة السرطان بالمورفين وبالمورفين فاقد الصلاحية.
سادسا: وتتعلق بتاريخانية المناطق الكوردية لكوردستان سورية وإليكم التالي :
الأمر الأول : في عهد الميتانيين والحوريين، كانت مدينة رأس العين عاصمة الامبراطورية هذه، وهي الآن مدينة رئيسية في محافظة الحسكة، وامتد نفوذ هذه الامبراطورية حتى قادش بالقرب من مدينة حمص والساحل السوري جنوبا وغربا.
الأمر الثاني: عندما أتى الاسلام بقيادة عياض بن غنم في القرن السابع الميلادي،قاومه الكورد المانويون واعتقلوا خالدا بن الوليد، أسيرا في مدينة رأس العين.
الأمر الثالث : وفي القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين (982-1086 ) حكمت منطقة الجزيرة الحالية، الدولة الكوردية الدوستكية.
الأمر الرابع : أما في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، حكم الجزيرة البدرخانيون شرقا، والملليون بقيادة ابراهيم الباشا المللي غربا، وعند مراجعة الارشيف العثماني، يجد المرء أن غربي منطقة الجزيرة اعتبارا من نهر زركان شرقا وحتى الرقة جنوبا وثم جرابلس غربا وماردين شمالا، كانت مسجلة عقاريا quot; تابو quot; باسم ابراهيم الباشا المللي.
واستمر هذا حتى بداية القرن العشرين.
الأمر الخامس :ومما يؤكد النقطة الرابعة، عند الانتداب الفرنسي على سورية وقبل اندلاع الثورة السورية الكبرى 1925 جرت مفاوضات بين الحكومة الفرنسية والوطنيين السوريين الذين اعترضوا على تشكيل البرلمان والحكومة السورية الموالية للانتداب الفرنسي وطالبوا منها،ضمن المطاليب الاخرى تثبيت الحدود السورية والت حددوها هم انفسهم بالشكل التالي : من حلب شمالا وحتى العقبة جنوبا كحدود شرقية لسورية وتنتهي في البحر المتوسط غربا. هذا ماكان يدور في خلد الوطنيين السوريين في الربع الاول من القرن العشرين. وللتأكيد راجعوا الارشيف الوثائقي لوزارة الدفاع الفرنسية بهذا الخصوص.
الأمر السادس : ان عشائر الفدعان العربية، عندما كانت تأتي الى المنطقة المسمى اليوم بسوريا في القرن التاسع عشر الميلادي، وبداية القرن العشرين، فإنها كانت لاتستطيع عبور نهر الفرات ألا بعد أخذ موافقة الباشا الكردي الذي كان يحكم منطقة الجزيرة، وفي حال عدم الحصول على الموافقة، كانوا يعودون القهقرى مع دوابهم من حيث أتوا أو يخوضون حربا لإجتياز هذا النهر.
وفي الختام.. نحن نعتبر شرط إعتذار السيد رياض الترك للشعب الكوردي ولرفاقه الكورد الحزبين وللمعارضة هو شرط مصداقية عمله كمعارض وكذلك ندعوه وغيره وبكل موضوعية ايجابية الى المراجعة النقدية الذاتية والاتفاق- للانسجام مع روح المعارضة- على العتبة السياسية كحد أدنى لعمل التغيير.

جمعة داوود المتحدث باسم مجلس التضامن الكردي
ألمانيا بتاريخ 15/1/ 2006
مجلس التضامن الديمقراطي الكوردي- كوردستان سورية
تيار المستقبل الكوردي في سورية

[email protected]