تصدر أنباء هذا الصباح نبأ يقول.. أن الأحزاب الموالية لسوريا في لبنان نظمت مظاهرة كبيرة لإستنكار التخلات الأميركية في الشؤون اللبنانية وظهر على شاشات التلفزيون النائب السابق زاهر الخطيب يهتف بحياة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد كما ظهر ثلاثة شبان من المحيطين بزاهر الخطيب قال أحدهم أنه يمثل quot; المردة quot; وقال آخر أنه يمثل الحزب القومي السوري الإجتماعي أما الثالث فكان من حركة الشعب برئاسة النائب السابق نجاح واكيم والذي سقط في الإنتخابات الأخيرة.
أنا أفهم هتاف زاهر الخطيب الذي لم يعد شاباً بحياة بشار الأسد حيث أن المخابرات السورية في لبنان بقيادة غازي كنعان كانت قد حملته على قائمة وليد جنبلاط في إنتخابات الجبل 96 ليصبح نائباً في السنوات الأربع التالية في انتخابات الألفين رفض وليد جنبلاط حمله ولم يجد رستم غزاله من يحمله فظل بلا عمل ولعل ظهوره المقصود اليوم على شاشة التلفزيون بكل وضوح هاتفاً بحياة الأسد يعيد له الأولوية في تحميله على إحدى قوائم حركة أمل وحزب الله فسيكون أولى من مروان فارس وقاسم هاشم ممثلي الحزب القومي السوري الإجتماعي وحزب البعث اللذين ما كانا ليجمعا مئة صوت خارج قوائم أمل وحزب الله.
كما أنني أتفهم إشتراك شباب المردة في المظاهرة طالما أن للمردة قضية واحدة هي المستقبل الشخصي لسليمان فرنجية الذي سيغيب بكل تأكيد عن المسرح اللبناني طيلة غياب النفوذ السوري وهو ما يعني خسارته النهائية لكل مستقبله السياسي الذي وظف فيه جده الرئيس كثيراً في الرصيد السوري.
أما الحزب القومي السوري الإجتماعي فهو الحزب الذي لم يعترف حتى اليوم بلبنان وطناً نهائياً لسائر اللبنانيين كما ينص الدستور مؤملين ضمه لسوريا في قادم الأيام. يحتمل هذا الحزب أن يتلاشى كلياً في لبنان دون أن يعترف بنهائية لبنان فالقلب من عقيدته هو وحدة الأمة السورية.
ما لا أفهمه حقاً هو إنضمام quot; حركة الشعب quot; بقيادة النائب السابق نجاح واكيم إلى مجموع الأحزاب الموالية لسوريا في حين أن حركة أمل تحاشت الظهور بين هذه المجموعة كما أن حزب الله حرص أن يكون أعضاءه في الصفوف الخلفية للمظاهرة. نجاح واكيم كان في طليعة الحركة الوطنية اللبنانية في نهاية القرن الماضي وظل يقود تياراً قوياً في حركة الشعب اللبناني نحو الحرية والديموقراطية، فما الذي أتى به إلى أن يصطف لوناً باهتاً من ألوان المروحة التي تمسك بها سوريا؟ سينكر نجاح اليوم هذه الحقيقة وسيستنكرها لكنها ستظل حقيقة ثابتة تكذب كل المشككين.. نجاح واكيم يصطف اليوم مع القومي السوري وجماعة المردة وفتوة حزب الله وأزلام المخابرات السورية اللبنانية وهو ما لن يرضاه شباب حركة الشعب فيما أعتقد.

إنني أرى عبد الناصر يتلوى ألماً في قبره لأن كل مريديه إن في مصر أو في البلدان العربية الأخرى ومنهم نجاح واكيم لم يقرأوه جيداً ولم يفهموه بعد. أهيب بكل مريديدي الزعيم العالمي جمال عبد الناصر أن يعيدوا قراءته في صفحات من مجمل حركة التاريخ. حارب عبد الناصر الإمبريالية ببطولة خارقة واستشهد أخيراً لكن ليس قبل أن يترك من عمر الإمبريالية سنتين فقط فقد قضت عام 1972 بموجب إعلان الأمم المتحدة.

عبد الغني مصطفى