الملثمون، هؤلاء الذين يتحركون في عموم محافظات العراق ومدنه المختلفة، ويمارسون كل أنواع العنف والخطف والقتل والجريمة، وفي وضح النهار وأحيانا أمام أنظار الناس، وبعد ذلك يهربون كألجبناء الى أقبيتهم السرية وسراديبهم المظلمة التي يختبأون فيها كألجرذان.

هؤلاء الذين يهاجمون مقرات بعض الأحزاب السياسية وينهبونها ويحرقونها ويقتلون كل ما فيها من بشر، وكأنهم يريدوا أن يقضوا على الحياة السياسية في العراق.

هؤلاء أنفسهم الذين يفجرون سيارات الموت المفخخة في الساحات العامة والشوارع ويزرعون العبوات المتفجرة العشوائية،التي تستهدف العشرات بل المئات من الناس المارة الأبرياء.

هؤلاء يقتلون ويغتالون ويخطفون بنات وأبناء العراق، بما فيهم العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات والإدباء ورجال الدين والسياسة والثقافة والرياضة والفنون... إلخ

الملثمون على ما يبدو لهم القدرة في السيطرة على طول الحدود العراقية المشتركة مع الجيران العراقي، حيت يدخلون ويخرجون بكل سهولة ويسر من دون معوقات، وهم يتحكمون أحيانا بحركه السوق العراقية من خلال خيوط الفساد الإداري والمالي الممتدة الى أغلب مؤسسات الدولة ودوائرها بما فيها بعض الوزارات الحساسة.

الملثمون يتنقلون من مكان الى آخر وفي أكثر المرات، دون حسيب ولا رقيب من قبل أجهزة الحكومة الأمنية، وكأنهم أجهزة وطنية شرعية !، حيث يخططون وينفذون أعمالهم الإرهابية والإجرامية ضد العراق وأهله دون رادع يذكر لإيقافهم عند حدهم.

الملثمون يشكلون اليوم سلطة إخرى، ولكنها تعمل وتنشط في الظلام، وتدار من قبل منظمات وأجهزة وأشخاص داخل العراق وخارجه، وهي التي تحرك كل الأيادي الإجرامية الخفية الساعية الى تدمير العراق وقتل أبنائه وإيقاف مسيرته الوطنية.

أليس من واجب الحكومة العراقية الأول، أن تحمي بنات وأبناء العراق وتحافظ عليهم من هؤلاء الرعاع الجهلة الذين لا يعرفون غير لغة العنف والإرهاب؟

فمتى تتحرك الحكومة العراقية من أجل كشف وفضح الوجوه السوداء الملثمة بالخزي والعار والذل؟

لأن لصبر شعب العراق حدود، ولا يمكن الإنتظار والسكوت على ما يحدث في بلدهم.

حمزة الشمخي

[email protected]