الخبر الذي نقلته وكالة رويترز للأنباء منسوبا لصحيفة الصن اللندنية بتاريخ (18/1/2006) أفاد بأن تقريرا صدر عن أن الشرطة البريطانية أحبطت مؤامرة لخطف ليونارد اصغر أبناء رئيس الوزراء توني بلير، المهزلة أن إفشال هذه المؤامرة لم ينجم عنه اعتقال أحد ودون معرفة لتفاصيل مخطط الاختطاف، ولم يكن عند أي من المتحدثين الرسميين باسم رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، أو الشرطة أي فكرة عن الموضوع للتعقيب عليه! فيما المصدر المخابراتي المجهول هو أيضا كالمخططين لهذه المؤامرة يشكر الحظ الذي واتاهم للقضاء على هذا المخطط في مهده، و المتهم جماعة حقوق الآباء المطلقين!! الصحف و الفضائيات العالمية في معرض نقلها لهذه الفبركة صورت لنا توني بلير الأب الحنون مع أطفاله الأبرياء و زوجته المحبة!!

يوم 18/1/2006 في الاندبندت البريطانية، تستهجن جمعية الآباء توجيه التهم لها من قبل الحكومة البريطانية باستهداف ابن توني بلير البالغ من العمر خمس سنوات ( ليو) بالخطف، و في عددها التالي 19/1/2006 تستهجن الصحيفة كون هذه الفبركة حقيقة و كيف أن صحيفة الصن قد اطلعت عليها قبل غيرها، أحد الأعضاء في الجمعية المتهمة، قال بان رجال الأمن قد زاروه محذرين من الإقدام على أي فعل سخيف، الرجل هذا يتذكر انه خلال عطلة عيد الميلاد الماضي كان يثمل في إحدى الحانات مع بعض رفاقه و أثناء لهوهم صدرت عنهم تلك الفكرة للتندر لا غير. و قبل الإعلان عن هذه المؤامرة الكبرى بأسبوع يأتي ذكر الطفل ليو من خلال تصريح والده عن العقاب البدني للأطفال و كونه قد اقدم في السابق على صفع أبناءه بينما لم يمس الصغير ليو!

و صحيفة التايمز البريطانية في عددها ليوم 19/1/2006، تنقل على لسان أحد الأعضاء في الجمعية قوله بأن هذا الخبر محض هراء، و يشكك كاتب المقال بمصداقية هذه القصة من اصلها.

صريح العبارة جاء في رأي صحيفة الدايلي تلجراف على لسان توم اتلى الذي كتب في يوم 20/1/2006 مقالا بعنوان ( Something smells very fishy about the 'Leo kidnap plot ') وهو يأخذ على صحيفة الصن نشرها لهذه التصريحات و ينتقد التكلف الواضح للقصة المفبركة بسذاجة، حيث العنوان الكبير للقصة كان quot; إحباط مؤامرة لخطف....) و بالنتيجة تخبرنا القصة عن عمل مخابراتي ناجح احبط المؤامرة في بدايتها! فيما لم يتم اعتقال أي أحد نتيجة لهذا العمل المخابراتي الناجح! حتى انه لم يكن هنالك تعليق من أحد على هذا النجاح! و يتساءل كاتب المقال عن الوقت الذي كانت تحاط فيه قصص رئيس الوزراء وعائلته بالسرية؟ و يؤكد على اقتناعه بكون القصة كلها مختلقة نتيجة لتضخيم تهريج ثمالى سمعه رجل أمن في إحدى الحانات.

لكن هذه الكلمات العابثة لا تستحق بحال هذا النوع من التضخيم ووصفها على كونها مؤامرة، إلا إذا كانت صحيفة الصن تحاول إضافة الق جديد لها مبني على الأكاذيب، حيث حاولت تحسين صورة رجال الأمن عقب أحداث 7/7/2005 و مقتل البرازيلي غيلة؛ بكونهم العين الساهرة المدافعة عن الطفولة و الواقفة على أهبة الاستعداد في وجه المؤامرات التي تستهدف الأطفال الأبرياء. توم اتلي يضع عدة تفسيرات لهذا الخبر، من رد اعتبار للشرطة، و غيرها من الأسباب لكنه يخلص لوجود رائحة نتنة في القصة.

في حين يختص السيد بلير صحيفة الصن بحديث عن المشكلات الاجتماعية و دؤوب سعيه لخدمة المجتمع البريطاني! إذا ف الهدف من الفبركة إعلاني انتخابي، و هو عين الهدف وراء تلميحات لورا بوش بأن خليفة زوجها ستكون كونداليزا رايس، على اثر فضيحة التنصت التي انقلبت على بوش و يشعلها منافسه في الانتخابات السابقة آل غور. المؤامرة موجودة بالفعل لكنها ليست على الصغير ليو؛ بل على الشعب البريطاني اجمع.

محمد ملكاوي
باحث مستقل
[email protected]