مرة أخرى أعادتني الكاتبة المشاغبة quot; حنان بديع quot; الى المربع الاول في جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة وللحقيقة فاني أجد الكاتبة الشابة والتي أحترم جرأتها خاصة في قصائدها المكابرة شأنها شأن الكاتبات الاخريات يتسكعن داخل صورة نمطية ومستهلكة للرجل..فهو في نظرهن..ذئب شهواني.. طاغية..متسلط.أناني..
ولا أدري هل التشبت بهذه الصورة والتلويح بها يريحهن وينفس عن مكبوتاتهن باعتبارها مشجب ملائم يعلقن عليه هموم..و اخفاقات نون النسوة..؟!!
اذا كان الامر كذلك فليكن.. ولكنه بعيد كل البعد عن التشخيص السليم ومن ثم العلاج المناسب للاستشفاء من عقدة الرجل..!!
سيداتي.أنساتي..
انما هي وجهة نظر..لرجل يحب المرأة ويقدرها الى درجة يعتبرها القاسم المشترك الاعظم لوجود هذا الكون..ويشفق عليها من الدوران في دوامة الصراع المفتعل مع الآخر..!!
فالرجل مخلوق أرضي لم يأت من كوكب آخر..ولا يختلف تشريحيا عن المرأة الا بالمظاهر الجنسية وعدا ذلك فهو واياها متشابهان تماما ولكل منهما نفس المواصفات الانسانية من دماغ ووجه وقلب ورئتين..الخ
صحيح ان المرأة وبالمعايير الجنسية التي تبدو في تضاريسها النافرة وملامحها الناعمة الجميلة أكثر فتنة واغراءا..وصحيح ان الرجل بشهوته الاكثر سطوعا يبدو في حالة حيوانية أقرب الى الأفتراس..لكن ذلك هو طبيعة وضعها الخالق في خلقه وليست ذنبا أو جرما يجلد به الرجل كيفما اتفق..
واعتقد ان المرأة والرجل في عهدالانسان البدائي الاول كانا على نفس الدرجة من القوة الجسدية والقدرةعلى الاحتماء والافلات تماما كما حيوانين شرسين في غابة..!!وبمرور الزمن أصبحت المرأة في المجتمعات البشرية القديمة أكثر سطوة وقوة بدليل نسبة الابناء اليها.
ومع دخول الانسان في عبادات طوطمية وظواهر طبيعية وصولا الى الديانات تحولت هذه المجتمعات من المشاع الى الملكية وأصبحت المرأة من مقتنيات الرجل الخاصة التي لايقبل ان يشاركه بها أحد.
كان من الطبيعي بعد استئناس الرجل للمرأة واستضعافها وامتلاكها ان تعلو مكانة الرجل على المرأة في المجتمعات الوسيطة رغم ان الاسلام كدين أنصف المرأة
ولكن هناك فرق شاسع بين المعتقد..وبين التطبيق. ان مشكلة المرأة حقيقة ليست مع الرجل بقدر ماهي مع المرأة نفسها التي تستسهل الخضوع ولا تنظم طاقاتها وتشحذ قواهاجيدا في مواجهة متراكم اجتماعي وعرفي بغيض لايتفق مع منطق أو دين..!!
فأي منطق وأي دين يقبل ان تسلب المرأة حقها في الميراث..؟!!
وأي منطق أو دين يقبل ان تعامل المرأةبامتهان كبقرة أوقطة شريدة..؟!!
ان الرجل الحقيقي لايقبل للمرأة الرفيقة المخلصة الا مساواة في الحقوق والواجبات واقتسام عادل للهموم والمسرات..
ومثلما يوجد أستثناء بوجود رجال طغاة فان وجود نساء طاغيات أمر مثبت على مدى التاريخ وربما يكون طاغية زوجا مثاليا داخل اسرته فلا علاقة بين طغيان حاكم في رعيته وبين نظرته الى شريكته فهتلر مثلا كان عاشقا ومحبا من الطراز الاول..!!
ومن هنا فان توصيف الرجل بصورة نمطية كذئب..وطاغية
والمرأة بالمقابل حمامة وديعة مهيضة الجناح لايليق الا بالافلام الهندية القديمة..!! ويبقي المرأة الشرقية في دوامة بائسة من اللعن والرجم ولايشجع على مواجهة صحية وعلاقة متوازنة بين نصفي الكون اللذين لهما نفس المواصفات.ونفس الارض ونفس مبررات الحياة..!!
توفيق الحاج
التعليقات