نتحاور نتناقش نختلف..لكن الجميع معنيين بسوريا..
ليست دعوة أخلاقية فقط بل هي دعوة يفرضها الهم السياسي السوري والوجع السوري المستمر والذي بات نابعا أيضا من المجهول الذي ينتظر سوريا..أليست سوريا لجميع أبناءها؟
الكل يتحدث عن ضرورة مثل هذا المؤتمر، الكل يتحدث عن ديمقراطيته وقبوله الرأي الآخر: بدء بالسلطة وانتهاء بأحدث فصيل معارض في داخل سوريا وخارجها. إذن ما الذي يعيق عقد مثل هذا المؤتمر؟ سؤال مهم والأجابة عنه أهم..وسنحاول الإجابة عليه بما يتيسر لنا من معرفة في جزء من المعيقات:
1ـ السلطة معيق أول ولن تسمح أو ستحاول أن تمنع عقد مثل هذا المؤتمر العام. وهذا طبيعي لأنه من طبيعة ممارساتها أصلا.
2ـ قضية التمويل: إنها من القضايا التي تواجه المعارضة السورية المفلسة ماديا، وتحتاج إلى مصادر تمويل ليست محسوبة على أية جهة حكومية غربية أو استخبارية!! ولكن هنالك بعضا من رجال الأعمال السوريين جاهزين لتمويل مثل هذه المؤتمرات شريطة أن يشعرون بجديتها وجدواها.
3ـ وجود خلافات عميقة بين صنوف وقوى هذه المعارضة المنقسمة أفقيا وعموديا، فكيف السبيل لتجاوز هذه الانقسامات؟
4ـ حساسيات تاريخية لازال من الصعب تجاوزها بين صفوف هذه المعارضة.
5ـ الخلاف حول دعوة السلطة إلى هذا المؤتمر أو عدم دعوتها؟ والخلاف حول دعوة المنشقين عن هذه السلطة وعدم دعوتهم إلى مثل هذه المؤتمرات؟
6ـ الموقف من الخارج الدولي عموما والأمريكي خصوصا.
7ـ عدم وجود أرضية مشتركة بين قوى المعارضة على طبيعة التغيير المنشود في سوريا.
8ـ الانقسام بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج.
9ـ عدم وجود بنى حزبية ديمقراطية أصلا في هذه المعارضة لا في الداخل ولا في الخارج ما خلا الأخوان المسلمين بالمعنى النسبي للعبارة وهذه باتت من مفارقات المعارضة السورية عموما والعلمانية خصوصا!! حمى الله العلمانية المرجوة في سوريا!! بات شعار [ حمى الله..؟] شعار المرحلة لدى السلطة والمعارضة على السواء.
10ـ من يطرحون أنفسهم كقيادات بديلة للسلطة القائمة لازالوا غير قادرين على التحاور فيما بينهم فكيف لهم أن يساهموا في دفع أحزابهم نحو قبول الرأي الآخر.
إن هذه المعيقات تختلف في عمقها من فصيل معارض إلى آخر. حيث لازالت هنالك بعض الأحزاب لاتملك حتى صفحة أنترنت أو موقع يساهم في بلورة منتديات عامة لأجيال الشباب في سوريا كي تصل إليها وفق قراءة هموم الشباب السوري وأحلامه وطموحاته.
وفقا لهذا الاستعراض السريع هل من الممكن عقد ندوات ولقاءات لا تضع فيتو على أحد أو على أي موضوع لكونها لقاءات لاتقرر سياسيا مصير أحد، لكنها تسمح بالتلاقي والحوار ومعرفة البشر لبعضهم ولطروحاتهم عن قرب وتفتح إمكانيات كبيرة من أجل إيجاد تقاطعات كثيرة بين فصائل هذه المعارضة.
عندما جاء إعلان دمشق وقبل أن يصاغ نصه النهائي في لعثمة، قلنا أننا وضعنا أقدامنا على أول الطريق ولكن: لم تنطبق حسابات الحقل على حسابات البيدر!!
ومع ذلك يبقى الإعلان خطوة متقدمة علينا بث روح التجديد فيها وعدم إبقائها رهينة المحبسين!! هنالك الكثير من المعيقات والإشكاليات سنحاول مناقشتها لاحقا وتباعا، ولكن الآن مطلوب خطوة واحدة عملية ـ خير من دستة برامج ـ..
تخوفات:
هنالك مجموعة من التخوفات المسكوت عنها:
1ـ تخوف من موقف الأحزاب الكردية بالنسبة لبعض القوى العربية والعكس صحيح.
2ـ تخوف من التهم بالطائفية بين الجميع.
3ـ تخوف بالعمالة لأمريكا.
4ـ تخوف من بطش السلطة.
5ـ تخوف لدى الزعامات من بروز أسماء جديدة!!
إنها أسئلة حارقة..وعلى الجميع البحث عن إجابة مشتركة عنها يشكل: التقاطع البرنامجي والسياسي بالحد الأدنى المصباح الوحيد الذي ينير هذا النفق الطويل. وبغض النظر عن درجة هذه التخوفات وحدودها لدى كل فصيل من فصائل المعارضة: لكن يجب المضي في هذا الأمر لأن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد لم يأت على ذكر: أيا من صنوف المعارضة: لا المعارضة الوطنية!! ولا غير الوطنية!!..هل يمكنكم البدء...


غسان المفلح