أمر متوقع رد الفعل الغوغائي للمسلمين على حضارة الغرب وما يصدر عنها من سلوك ديمقراطي يمارس فيه حرية التعبير عن الرأي من دون موانع ومحرمات، ولعل هذه الميزة للحضارة الغربية هي احدى المجسات التي تضغط على وتر الشعور بالدونية والنقص لدى المسلمين.
وما ردود الافعال الهمجمية للمسلمين على الرسوم الكاريكتيرية الا تجسيد عملي للتعامل العصابي المريض مع الاحداث، فالمسلم مصاب بمرض (( هذاء العظمة )) وهو احد اعراض مرض الشيزوفرينيا / الانفصام والمريض هنا يعتقد ان مخلوق فوق الجميع يمتلك من الافكار والمزايا العظيمة ما يؤهله كي يكون صاحب رسالة مقدسة لانقاذ البشرية... ولكن مشكلة هذا المخلص انه يتعرض للاضطهاد والتأمر عليه من قبل الاعداء.
وعند تحليل تفكير وسلوك المجتمعات الاسلامية نجد ان محورها يدور حول أوهام العظمة وامتلاك الحل السحري الشامل لتخليص البشرية وانقاذها من الهلاك... ولكن هذا المشروع الخلاصي يصطدم بمؤامرات الاعداء الذين تصطنعهم مخيلة المسلم الممسوس بمس الشعور بعقدة الاضطهاد القهري الجزء الثاني لمرض (( هذاء العظمة )).
العجيب ان المسلمين كل يوم يشتمون الله والرسول امام الملأ- والعياذ بالله - وبصوت مرتفع في اسواقهم وشوارعهم ومختلف الاماكن العامة والخاصة، ولاتجد احدا منهم يعترض ويخرج في مظاهرات هيستيرية... ولكن عندما يتعلق الامر بالاخر الغربي فأن الجنون الجماعي تستعر نيرانه وتتحفز اعراض مرض العظمة والاضطهاد وكأن المجتمعات الاسلامية تبحث عن جناز لاشباع جوعها للطم والعويل!
ان الله تعالى طلب من الرسول محمد ( ص ) ان يعرف نفسه للناس كما جاء في القرآن الكريم (( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي )) ومعنى هذا التعريف الالهي لشخصية الرسول هو انه فقط في مجال الابلاغ عن الوحي الالهي يمتلك الحصانه والقدسية.. اما في باقي فصول حياته فهو شخص طبيعي عادي تنطبق عليه كافة الشروط البشرية..
تنبيه: كاتب المقالة مسلم متدين.
[email protected]




التعليقات