من يتابع ردود الفعل العربية على أعدام المجرم صدام حسين.. يشعر بحجم الأفلاس الاخلاقي والفكري للرأي العام العربي، ويلمس حالة التردي والانحطاط التي تجعل مجاميع المثقفين والساسة والجماهير

ليس المهم من أعدمه وطبيعة الشعارات التي رافقت عملية الأعدام.. المهم ان لدينا مجرما وحشيا، وان الله تعالى سبب الأسباب وعاقبه على يد مجرمين أخرين عملاء لإيران سيأتي دورهم لاحقا ً وحتما ستتم معاقبتهم وربما أعدامهم في نفس المكان والحبل.
تتباكى على مجرم وحشي من شاكلة صدام حسين!


واضح أن أزمة المجتمعات العربية تكمن في غياب المعايير الاخلاقية والمنطقية التي تقوم بمهمة التربية وضبط عمليات التفكير والسلوك لدى الفرد والجماعة، ولهذا نشاهد هذا التخبط والضياع الذي يصطبغ به توجه الرأي العام العربي لدرجة تجعله يقدم على تأييد الاعمال الاجرامية الارهابية ويحتفي بجراثيم من القتلة من أمثال: أبن لادن والزرقاوي وحسن نصر الله وصدام حسين!


لاأدري أين المشكلة اذا ما قام مجرم ممثلا ً في حكومة المحاصصة الطائفية العميلة للمخابرات الايرانية في أعدام مجرم أخر هو صدام الحسين.. ترى أين المشكلة طالما تخلص العراق من أحد المجرمين ونقص عدد الأشرار على الأرض؟


ثم أن أعدام المجرم صدام لايلغي جرائم الاحزاب التابعة الى ايران ولايعطيها صك الغفران، فلماذا الحزن على معركة جرت بين مجموعة من المجرمين جميعهم خانوا العراق وساهموا في تدميره ونتج عن هذه المعركة مقتل أحدهم هو صدام حسين؟


أما الحجة الأخرى حول توقيت الاعدام في أول أيام عيد الأضحى فهي حجة ضد مباديء الدين الاسلامي تماما.. أذ لايوجد أحب الى الله تعالى شيء من القضاء على الظلم والظالمين، وأن افضل العبادات في أيام العيد المبارك هو القصاص من مجرم كصدام حسين وتخليص الأرض منه وجعله عبرة ودرس للبشرية جمعاء على مدى التاريخ، فألله عز وجل أنتقم للمظلومين من ضحايا صدام من مختلف ابناء العراق شيعة وسنة وتركمان وكلدو اشوريين وصابئة (وأكراد مدنيين لم يرفعوا السلاح) فهل يوجد أفضل من مناسبة العيد لإعدام السفاح صداح حسين وتخليص الحياة منه؟


ليس المهم من أعدمه وطبيعة الشعارات التي رافقت عملية الأعدام.. المهم ان لدينا مجرما وحشيا، وان الله تعالى سبب الأسباب وعاقبه على يد مجرمين أخرين عملاء لإيران سيأتي دورهم لاحقا ً وحتما ستتم معاقبتهم وربما أعدامهم في نفس المكان والحبل.

خضير طاهر

[email protected]