يوم الخلاص... بعد محاكمة عادلة نفذ القصاص في صدام

شكرا لجميع من ساهم في تحديد توقيت اعدام المجرم ( قانونيا ) صدام حسين بحيث يكون القصاص

جميلة جدا هذه الايام التي جمعت بين اعياد راس السنة وعيد الاضحى والعيد الاكبر بالنسبة لنا نحن العراقيون وهو تنفيذ القصاص العادل الصادر بحق المجرم صدام حسين
ملاصقا لاعياد راس السنة واعياد الاضحى المبارك، حتى اصبح مطلع عام 2007 تأريخا حفر نفسه بامتياز في اذهان الشرفاء في العراق والعالم، كما ان هذه الايام قد دخلت التاريخ من جميع الابواب.

لقد تجرع صدام كاسا ذاته الذي اذاقه لملايين من ضحايا العراق.. كما انه أُعدم بنفس المشنقة التي كثيرا ما طوق بها رقاب المناظلين وحتى الملايين من الابرياء المتوزعين على جميع الوان الطيف في العراق.

جميلة جدا هذه الايام التي جمعت بين اعياد راس السنة وعيد الاضحى والعيد الاكبر بالنسبة لنا نحن العراقيون وهو تنفيذ القصاص العادل الصادر بحق المجرم صدام حسين... وهذه باقات من الورد مقدمة بهذه المناسبات الى جميع من يستبشرون باعدام الدكتاتور صدام حسين ومن يغضبه حكم الاعدام فليضرب بنفسه عرض الجدار.

الى بعض الحكام العرب.. البقاء في حياتكم

بداية نتفهم كثيرا مواقف بعض الحكومات العربية حينما تعلن استنكارها او اعلانها الحداد على اعدام صدام حسين.. فاذا عرف السبب بطل العجب.. فالمصير مشترك والطيور على اشكالها تقع.

ان نظاما كما هو الحال مع النظام الليبي الذي تشهد السجون فيه حالات الاعدام لابسط الاسباب... لابل طال الاعدام فيه حتى نساء بلغاريات بسبب الاتهام بتزريق الايدز، ان نظاما من هذا النوع لايمكن على الاطلاق ان نستوعب اعلانه الحداد ثلاثة ايام عويلا على صدام الا اذا عرفنا ان شبيه الشئ منجذب اليه.

الغريب ان الحكومة الليبية لم تهزها العروبة ولا اخوة في الاسلام او نظارة في الانسانية من اجل اعلان الحداد ولو لدقيقة واحدة على العديد من المجازر ضد المدنيين حصلت في زمن صدام او في مرحلة ما بعد صدام، لكن مشاعر الاخوة والغيرة العربية ومواقف البطولات تهتز غضبا حينما يعلن الخلاص من دكتاتور ادخل العراق في حربين مع البلدان الاخرى من دون اسباب منطقية.

ان هذا الحكم لهو تجسيد واضح لسنن التاريخ التي تذيق المستبدين مصيرا ارادوا من اجل كراسيهم ان يذيقوه للجماهير، فجميعكم يا دكتاتوريات العالم لكم نفس المصير ولكم عبرة في الرئيس اليوغسلافي ومن بعده صدام حسين، وقبلهما الدكتاتور الروماني وغيرهم من المجرمين بحق الشعوب... ان هذه رسالة الى الجميع فاياك اعني واسمعي يا جارة.

صودق الحكم واضربوا رؤوسكم عرض الجدار

نفذ القصاص بعد التصديق على الحكم وهذا ما جعل الاقنعة تتساقط في مشهد هستيري مفضوح بالنسبة للعديد من الرموز السياسية والاعلامية وحتى بعض النقاط الجغرافية في العراق والعالم، فالكثير ممن يشاركون في العملية السياسية العراقية علت اصواتهم عويلا على صدام، ونحبوا على شاشات التلفاز.

لماذا يشعر البعض ان محاكمة صدام حسين وعصابته هي استهداف له بالتحديد؟! لماذا تشنجت العديد من القوى والشخصيات السياسية المحسوبة على السنة العرب من قرار الاعدام وتحاول طيلة الفترة الماضية التشكيك في المحاكمة والتقليل من شانها

تحت ذرائع مختلفة، مرة لان هذا الطرف سوف يقوم باستغلالها للانتخابات، ومرة تحت ذريعة انجاح مشروع المصالحة الوطنية، وكانها محاكمة لهذه الجهات بالدرجة الاولى وليست لمجرم مثل صدام... لقد سيقت ذرائع كثيرة جدا هدفها فقط كسب الوقت وتاجيل القصاص من صدام.

يوما بعد اخر تسقط الاقنعة وتتكشف الاوراق وتوضع النقاط على الحروف، فمحاكمة صدام اصبحت هي الخارطة الواقعية التي تقسم العراق على اساس الضحية والجلاد.

كما ان هناك بعض الفضائيات العربية لاتتورع خجلا ان تعلن مهرجانات للحداد على فقدان القائد الضرورة الذي اراد ان يحرر القدس عبر طريق الكويت وطهران فاصبح رمزا للشجاعة حينما تخرج من حفرة للجرذان، ولا يسعنا الا ان نقدم لها ايات التعازي بهذا المصاب الكبير الذي احزنهم كثيرا، ونجبر خواطرهم المفجوعة على رحيل نموذج مثل صدام.

صدام حسين ذلك الدكتاتور الذي حفر مكانة بامتياز لنفسه في موسوعة الجرائم القياسية، كان اسمه لصيقا في ذاكرة الدمار والماساة العراقية، مسؤول عن ثلاثة حروب احداها كانت الاطول طيلة قرن من الزمن.

وزع اموال وخيرات العراق على العرب والعجم في وقت كان يستجدي بالقوة من العراقيين حتى اثمان رصاصات الاعدام لطوابير الابرياء، لا غرابة ان يكون نموذج على تلك الشاكلة مثيرا حول محاكمته الجدل، وفيما ابتهج اغلب العراقيين باعدامه لازال بعض العرب يناديه بتوصيف (الرئيس القائد)!!! وكأن العراق مقاطعة تابعة لاحدى البلدان العربية.. يحق للجميع ان يساهم في صياغة مستقبله ولا يحق لابنائه ذلك.

ختاما

انتهى صدام الدكتاتور... وكانت نهايته فرحة لاتوصف، ويبقى الامل بان يتم القضاء على ظاهرة صدام التي تشكل ناتج طبيعي

لسياسات الاجرام، والتي ترعرت في ظل رعاية رسمية من قبل البعث.

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]