إن صورة صدام وهو يتدلى من حبل المشنقة ستجعل القادة العرب يركزون بصورة أفضل على نوعية

إن إعدام الرئيس العراقي السابق جريمة اغتيال تشكل حلقة في مسلسل الجرائم والتدمير الأمريكي ضد العرب والمسلمين شعبا وأرضا وحضارة، وهنا يتجلى خداع التاريخ بسقوط بغداد على يد قوات الإحتلال ويدعمها الجماعات العشائرية أو القبلية والطائفية التي كانت في الأساس أيديولوجية ظهرت نتيجة لإتفاقيات quot;سايس بيكوquot;.

الحكم الذي يريدونه لأنفسهم ولشعوبهم، وأن أساس المشكلة في الإحتلال وآثاره ونتائجه، ولهذا نجد أن الصراع في العراق حاليا تحول الى صراع بين سنة وشيعة بدلاً من مقاومة الإحتلال وهذا الصراع سيدوم طويلاً.

كذب من قال إن نشر الحرية في العراق هو ضمان للأمن الداخلي الأمريكي ولكن إزالة الإحتلال من أرض العراق وفلسطين هو الضمانة الوحيدة لهذا الأمن فيما نعتقد، وهذا يعني أن هناك علاقة بين إعدام صدام وبين مايجري في فلسطين لأن إسرائيل لم تخف فرحتها من إعدامه.

وذهب بعضهم إلى حد التشفي معتبرا ذلك نهاية عدو لدود وخطير لإسرائيل، وقال صهاينة إن إعدام صدام حسين هو quot;رسالة لكل طاغية في العالم العربي وصل دوي صوتها إلى طهرانquot;، ومنهم من قال إن محاكمة صدام تمت بإنتاج وإخراج أمريكي مشككة بأن ينم إعدامه عما هو نافع لإسرائيل وأبدوا تخوفهم من أبعاد الفوضى في العراق.

والرد الإسرائيلي متناسق مع الجريمة الأمريكية، ويشير إلى أن الحرب التي شنتها أمريكا ضد العراق جاءت لخدمة المخطط الصهيوني في ضرب كل دولة عربية تحاول أن تقف على قدميها وتحاول تغيير موازين القوى في المنطقة.

إن إعدام الرئيس العراقي السابق جريمة اغتيال تشكل حلقة في مسلسل الجرائم والتدمير الأمريكي ضد العرب والمسلمين شعبا وأرضا وحضارة، وهنا يتجلى خداع التاريخ بسقوط بغداد على يد قوات الإحتلال ويدعمها الجماعات العشائرية أو القبلية والطائفية التي كانت في الأساس أيديولوجية ظهرت نتيجة لإتفاقيات quot;سايس بيكوquot;.

إن هذه القوى غير قادرة على هدم كيان الدولة بسواعد صغار السياسيين وبمعولها وحده ولهذا لجأت للغرب لتحقيق أهداف مشتركة وطموح بعض القيادات للتحرر من الديكتاتورية سواءً أكانت هذه عشائرية بالقرابة أم طائفية بالعقيدة وتدفع بأصوات ثأر بدائية لتستغلّ الشعب المقهور وتشحنه بهذه المشاعر والإنتماءات، وهنا يكمن الخطر المحدق في تحالف محاور إقليمية لها أساس طائفي سواء كان سني أو شيعي أو تركماني أو مسيحي أو آشوري أوغيرها.

وكل هذا يتم من دون وخز للضمير الإنساني وإنما مدفوع بأنانية تحقيق أطماعها وطموحاتها السياسية الذي قد يقوض الإنتماء الوطني والمواطنة، وذلك بإستثارة عداوات ومخاوف وإستنطاق دماء تصرخ من باطن الأرض وترويها.

لقد أحتل العراق، وتمكّنت إيران من باب التقيا أن تظهر بمظهر من يعارض الحرب علنا، وهي تتمنى إضعاف العراق لتتحكم به من خلال الطائفية، ولكن ما حصل هو أنّ المقاومة العراقية أثبتت جدارتها وصلابتها من جهة، ولكنها وقعت في فخ المحاور الطائفية من جهة أخرى.

وعود على ذي بدء نجد أن الغرب قد إستغلوا الإعدام من خلال الإستنكار على الطريقة التي أعدم بها ليسهل قبولها طائفياً ضد خصوم لا علاقة لهم، لا بإسقاط النظام ولا بإعدام صدام فالغرب وحده المسؤول عن ذلك.

الحل الوحيد هو إيجاد مخرج مشرف للخروج من العراق وتسوية في لبنان والإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة لا أن يستمر الثأر البدائي المهين للأمة بإعدام رئيس دولة بهذا الشكل، وتحت حراب الاحتلال، تسجيلاً وبثًّا ونشرًا، حتى شعر الإنسان العربي والمسلم بأنه مُهان ومُغتصَب.

مصطفى الغريب