الخطة الأستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس جورج بوش.. هي بحق خطة شجاعة وعملية وتراعي مصالح العراق وتحرص عليه أكثر من حرص الحكومة والاحزاب العراقية، فكلام بوش عن التدخل الايراني السوري وأعلان الحرب عليه كشف عن خيانة الحكومة العراقية بسكوتها على هذا التدخل المدمر للبلد وعدم كشفه للشعب والعمل على وقفه بدلا من اقامة علاقات دبلوماسية مع قتلة الشعب العراقي ايران وسورية!


والعنصر الأساسي الذي ينقص هذه الخطة هو عدم تشكيل حكومة طواريء عسكرية عراقية تمسك زمام الأمور بقبضة حديدية صارمة مع الجميع، فلايمكن لحكومة المحاصصة الحالية التي هي أحد أسباب مشاكل العراق ان تساهم في أنجاح خطة بوش وتكون جزءا من الحل بينما هي في الحقيقة حكومة مكونة من اللصوص والعملاء للمخابرات الايرانية والسورية وعناصر متطاحنة طائفيا وقوميا تريد أفتراس العراق وتدميره.


والمنطق يقول ان الأدارة الامريكية تدرك هذه المسألة ومتيقنة من فشل حكومة المحاصصة هذه في انقاذ العراق والعمل مع الادارة الامريكية لإنجاح الخطة الجديدة، ويبدو ان الادارة الامريكية لاتريد إسقاط حكومة المالكي بقرار من واشنطن، ولكنها تنتظر سقوط الحكومة عملياً خلال الفترة القصيرة القادمة وأظهار فشلها وتعريتها امام الشعب العراقي ومن ثم أجبارها الى الرحيل وتشكيل حكومة الانقاذ العسكرية.


مأساة مروعة ان لايجد المواطن العراقي ساسة واحزاب وطنية شريفة يعقد عليها الآمال لإنقاذ البلد والحفاظ عليه والعمل على بنائه، واذا ضاعت هذه الفرصة الاخيرة سيضيع معها العراق وسيتمزق طائفيا وقوميا وستتبدد ثرواته وتسفك دماء ابناءه... ولكن من حسن حظ العراق وجود الولايات المتحدة الامريكية معه التي أثبتت حرصها على مصالح العراق أكثر من حرص العراقيين على بلدهم!!

خضير طاهر

[email protected]