quot;الكفر.. هو تكذيب الرسول فى شىء مما جاء بهوالأيمان.. تصديقه فى جميع ما جاء به فاليهودى والنصرانى كافران لتكذيبهما للرسول والبراهمى (نسبة لبراهمة المعبود الأعلى فى الثالوث الهندوكى) كافر بالطريق الأول لأنه انكر مع رسولنا سائر المُرسلين والدهرى (الوجودى المنكر للخالق) كافر لأنه انكر مع رسولنا المرسل سائر الرسل وهذا لأن الكفر حكم شرعى كالرق والحرية مثلاً إذ معناه أباحة الدم والحكم بالخلود فى النار ومدركه شرعى فيدرك اما بنص او بقياس على منصوص وقد وردت النصوص عند اليهود والنصارى والتحق بهم بالطريق الأول البراهمة والثنوية والزنادقة والدهرية فأنهم مُكذبون للرسول وكل مُكذب فهو كافر فهذه هى العلامة المطردة المنعكسة والأصل المقطوع به ان كل من كذب محمد فهو كافر اى مُخلد فى النار بعد الموت ومُستباح الدم والمال فى الحياه quot;

ويبدو ان العلامة الجهبذ المُلقب - ظلماً - بالمفكر والمنعوت - حقاً - بالأسلامى ( د. محمد عمارة ) قد فعل وبرفقته كتابه الجديد الصادر عن وازرة الأوقاف - المجلس الأعلى للشئون الأسلامية - سلسلة قضايا اسلامية والمُعنون بـ ( فتنة التكفير ) ذلك الكتاب الذى نقلنا عنه نصاً الفقرة التكفيرية السابقة وهى فقرة من غيث - إن جاز اللفظ - ما ورد فى صفحات 31، 32، 41
ونستطيع ان نُجمل اهم الأفكار التى وردت فى الكتاب فى التالى
1- المؤلف يصف المسيحيين بالكفر
2- بعد الوصف بالكفر ساواهم بالزاندقة والمجوس وعبدة الأوثان
3- طالب بأستباحة دمهم ومالهم فى الحياه
4- حكم عليهم ( وكأنه الديان العادل ) بأنهم مُخلدون بالنار
5- نسب للأمة الأسلامية مُتحدثاً على لسانهم انهم يكفرون المسيحيون مُؤكداً ان ذلك هو الأصل

وإن كان لنا هنا ان نُعلق وندون بعضاً من ملحوظتنا على الكتاب وعلى كاتبه نقول

أولاً... يقول السيد المُحترم المبجل ( د.محمد عمارة )quot; العبارة موضع الاعتراض والتي وردت في كتابي( فتنة التكفير) ليست لي وانما هي لحجة الاسلام الامام ابو حامد الغزالي، وقد وردت في كتابه ( فيصل التفرقة بين الاسلام والزندقة) وهو مثل كل كتب الامام الغزالي موجود ويقرؤه الناس ويتدارسونه منذ الف عام، والطبعة التي نقلت منها العبارة موضع الجدل مطبوعة في القاهرة سنة،1907 يعني منذ مائة عام.. وهي عبارة واردة في صفحة 4 و5 من هذا الكتاب.. ومن اراد ان يبلغ النائب العام فلا يبلغ ضدي وانما ضد حجة الاسلام ابو حامد الغزالي.. ومن اراد ان يلجأ الي القضاء فليرفع قضية ضد الامام الغزالي نفسه وليس ضدي أنا.quot;
الا يُذكرنا هذا بأقتباس البابا بندكت من إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار يقال أنه شهير مع مثقف مسلم.. ذلك الأقتباس الذى ثار لأجله ( د. محمد عمارة ) - ومعه العالم الأسلامى باسره - ثورة ثور اسبانى امام قطعة من القماش الأحمر حقاً التاريخ يعيد نفسه لكن الرجل يأبى فى هذه المرة الأعتذر كما اشار لذلك موقع العربية quot; ونفى عمارة أنه سيقدم اعتذارا للأقباط في اجتماع سيجمعه بوزير الأوقاف د.محمود حمدي زقزوق وإحدى الشخصيات القبطية، قائلا: أنا على اتصال بالوزير وليس هناك شئ من هذا القبيل.
ويقال انه سيكتفى بحذف كلمتين من الكتاب علماً بأن الكتاب نفذ من الأسواق بعد صدوره منذ بضعة ايام ( 12 الف نسخة ) وجارى عمل طبعة جديدة بعد حذف كلمتين فقط

ثانياً... كل إصدارات وازارة الأوقاف تخضع - حسب كلام( د.محمد شامة ) مستشار وزير الأوقاف إلى مُراجعة ويُرفع عنها تقرير وافى عن مُحتواها قبل النشر ويستثنى من ذلك ( د.محمد عمارة ) بأعتباره مُفكر كبير..
اى ان الوازرة قررت ضمنياً عصمة الكاتب والمفكر الكبير من الخطأ والسهو
والسؤال هنا.. ما هى إمارات هذه العصمة الواهية؟! وكيف لا يخضع مثل هذا الكتاب ومثل هذا الكاتب للمُراجعة والدراسة الوافيه؟! نقول هذا لا لأن الكاتب العظيم قد يسهو او يخطأ. حاشا والف حاشا فهو فوق الضعف البشرى.

ثالثاً.. الكتاب يركز على اسباب الفتنة والفرقة بين الفرق والمذهب الأسلامية ويدعو إلى الوحدة ونبذ عوامل الفرقة مما دفع وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق للتصريح بأنه لا يرى شيئاً في كتاب الدكتور عمارة ضد المسيحيين وأن الكتاب كما اسلفنا - يركز على أسباب الفرقة والفتنة بين الفرق والمذاهب الإسلامية ويدعو إلى الوحدة ونبذ عوامل الفرقة مفنداً أسباب تكفير كل طرف للطرف الآخر والدعوة إلى عدم النفخ في أبواق الفتنة وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل مشيراً إلى أن وزارته بكل هيئاتها وما تصدره من كتب تعمل على تدعيم ركائز استقرار المجتمع وقبول الآخر ودعم الحوار بين الجميع.
والكلام هنا يا سادة قمة فى الغرابه والتناقض
الكتاب يدعو صرحاً إلى الفرقة ويكفر كافة الرسالات السماوية - عدا الأسلام - وغير السماوية وينفخ فى بوق الفتنة ويدعو اخواتنا المسلمين إلى استباحة اموالنا ودمائنا مما يمزق بل ويدمر ركائز استقرار المجتمع ويوطد لثقافة نفى الأخر ويُنهى اى حالة حوار بين المسلمين وبقية البشر من الملاعين الكفار


رابعاً.. التعريف المُعتمد - على سبيل الأستزادة المعرفية - لكلمة كافر هو
كفر الشيء وكفّره: غطّاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع في الوعاء، وكفر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس فوقها. وكفرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الكفار. وفارس مكفّر ومتكفّر، وكفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به
الكفر في اللغة : هو تغطية الشيئ.
والكفر شرعاً : هو نقيض الإيمان..

دعونا فى النهاية ننتظر ما سيسفر عنه البلاغ الذى تقدم به ( المستشار نجيب جبرائيل ) رئيس منظمة الأتحاد المصرى لحقوق الأنسان و( القمص مرقص عزيز ) كاهن الكنيسة المُعلقة بمصر القديمة والذى جاء فيه ان الكتاب سالف الذكر يعمل على أثارة الفتن الطائفية بل ويؤججها ويشعلها بين الأقباط والمسلمين وايضاً يزدرى بالمسيحية والمسيحيون وينكر عليهم دينهم ايمانهم وهو بذلك يهدد وحدة وسلامة البلاد ويكدر الأمن العام والسلام الأجتماعى مما هو مؤثم بالمادة 98 ومكرر من قانون العقوبات وغيرها الأمر الذى ُيلتمس معه
1 - وبصفه عاجلة إيقاف كتاب فتنة التكفير وسحبه من الأسواق فوراً
2 - تقديم المشكو فى حقه إلى المحاكم الجنائية فى اقرب فرصة
ولا يبقى فى ايدينا الأن سوى الأنتظار والأنتظار فقط


لا انا بل نعمة الله التى معى
جورج شكرى
[email protected]
[email protected]